تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحضرت ذكر آخر في مسجد كان المنشد يصفق أثناء الذكر، فقلت له بعد الانتهاء: إن صوتك جميل ولكن هذا التصفيق حرام، فقال لي: (نغم الغناء لا يتم إلا بالتصفيق) وقد رآني شيخ أكبر منك فلم ينكر عليّ! ويلاحظ من حضر ذكرهم أنهم يلحدون في أسماء الله فيقولون: (الله – آه – هي – هو – ياهو) وهذا التبديل والتحريف حرام يحاسبون عليه يوم القيامة.

الضرب بالشيش (بسيخ الحديد)

هناك زاوية للصوفية قريبة من بيتنا، ذهبت إليها لأطلع على ذكرهم،وبعد العشاء حضر المنشدون،وكانوا يحلقون اللحى، وجعلوا قولون بصوت واحد:

هات كاس الراح واسقنا الأقداح

يرددون هذا البيت، ويتمايلون، ويعيد البيت رئيسهم بمفرده ثم يتبعه الآخرون أشبه بجماعة المغنين والمطربين! ولا يخجلون من ذكر الخمر في المسجد الذي جُعل للصلاة والقرآن , لأن الراح معناها هنا الخمر , والخمر حرمها الله في كتابه , والرسول في أحاديثه. ثم بدأت الدفوف تضرب بشدة , وتقدم أحدهم وكان كبير السن فخلع قميصه , وصاح بأعلى صوته: يا جداه! ويقصد به الاستغاثة بأحد أجداده الأموات من أبناء الطريقة الرفاعية , لأنهم مشهورون بهذا العمل! ثم أخذ سيخاً من حديد , وأدخله في جلد خاصرته , وهو يصيح يا جداه , ثم جاء رجل يرتدي اللباس العسكري , حليق اللحية , فأخذ كأساً من زجاج وجعل يقضمه بأسنانه! فقلت في نفسي: إن كان هذا الجندي صادقاً فلماذا لم يذهب إلى اليهود ويحاربهم بدلاً من أن يكسر الكأس بأسنانه , وكان ذلك عام 1967م حينما احتل اليهود جزءاً كبيراً من الأرض العربية واندحرت الجيوش العربية , وخسرت الحرب , وكان هذا الجندي من بينهم لم يفعل شيئاً. مع أنه كان حليق اللحية.

1 - إن بعض الناس يظنون أن هذا العمل كرامة، ولم يعلموا أن هذا العمل من الشياطين المجتمعين حولهم يساعدونهم على ضلالهم، لأنهم أعرضوا عن ذكر الله وأشركوا بالله حيث استغاثوا بأجدادهم، مصداقاً لقوله تعالى:

((ومن يعش عن ذكر الله نقيض له شيطاناً فهو له قرين، وإنهم ليصدونهم عن السبيل ويحسبون أنهم مهتدون)). "سورة الزخرف 36 - 37"

والله تعالى يسخر لهم الشياطين ليزيدهم ضلالاً، لقول الله تعالى:

((قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مداً)). " سورة مريم75 "

2 - ولا غرابة من مساعدة الشياطين لهم وقدرتهم على ذلك، فقد طلب سليمان عليه السلام من جنوده أن يأتوا بعرش الملكة بلقيس:

((قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك)).

" سورة النمل 39 "

والذين ذهبوا إلى الهند كالرحالة ابن بطوطة وغيره شاهدوا من المجوس أكثر من هذا!

3 - فالمسألة ليست مسألة كرامة ولا ولاية، بل ضرب الشيش وغيره من عمل الشياطين المجتمعين حول الغناء والمعازف التي هي من مزامير الشيطان، وأغلب الذين يقومون بهذه الأعمال يرتكبون المعاصي، بل يشركون بالله جهراً فكيف يكونون من الأولياء وأصحاب الكرامات؟ والله تعالى يقول:

آمنوا و ((ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون * الذين آمنوا و كانوا يتقون)). " سورة يونس 62ـ63"

فالولي هو المؤمن التقي الذي يبتعد عن الشرك والمعاصي، ويستعين بالله وحده عند الشدائد والرخاء، وقد تأتيه الكرامة عفواً وبدون طلب وشهرة أمام الناس.

4 - وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن أفعال أمثال هؤلاء وغيرهم فقال: ولا تحصل لهم هذه الأفعال عند قراءة القرآن والصلاة، لأن هذه عبادات شرعية إيمانية، محمدية، تطرد الشياطين ... وتلك عبادات بدعية شركية، شيطانية، فلسفية، تستجلب الشياطين.

5 - والغريب أن واحداً ممن تأثروا بالفكر الصوفي هو (سعيد حوي) قد انطلت عليه هذه الأباطيل، فراح يكتب عنها، ويدعو إلى دراسة الطريقة الرفاعية، ويروي حادثة سمع بها يقول عنها: حدثني رجل نصراني أن رجلا ضربه في بطنه، فخرج السيخ من ظهره ... ! ثم يقول: وقد يكون صاحب هذه الكرامة فاسقاً، فتكون لجده!! " انظر كتاب تربيتنا الروحية 74 "

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير