4 - كنت أعرف واحداً منهم كان يُلبس ولده (البرنيطة) التي يلبسها الكفار , فأخذتها سراً ومزقتها , فانزعج هذا الصوفي من تمزيق البرنيطة وعاتبني غاضباً , فقلت له: أخذتني الغيرة على ولدك الذي يتزيا بزي الكفار واعتذرت له , وكان يعلق لوحة في مكتبه كتب عليها: (يا حضرة مولانا جلال الدين). فقلت له: كيف تنادي هذا الشيخ الذي لا يسمع ولا يستجيب؟ فسكت. (هذه خلاصة عن الطريقة المولوية).
درس عجيب من شيخ صوفي
ذهبت مرة مع أحد الشيوخ إلى درس في أحد المساجد، وقد اجتمع إليه عدد من المدرسين والمشايخ، وكانوا يقرأون في كتاب اسمه: (الحكم لابن عجيبة) وكان الدرس عن تربية النفس عند الصوفية، وقرأ أحدهم في الكتاب المذكور هذه القصة العجيبة:
ـ دخل رجل صوفي الحمام للاغتسال، ولما خرج من الحمام سرق المنشفة التي يعطيها صاحب الحمام للمغتسل، وأبقى طرفها مكشوفاً حتى يراه الناس ويوبخونه ويسبونه، لأجل أن يذل نقسه ويربيها على الطريقة الصوفية،وبالفعل فقد خرج الصوفي من الحمام فلحقه صاحب الحمام، ورأى طرف المنشفة تحت ثوبه، فوبخه، وأساء إليه، والناس يستمعون إليه ويرون هذا الشيخ الصوفي الذي سرق المنشفة من الحمام، وقد انهالوا عليه بالسب والشتم وغير ذلك مما يفعله الناس مع السارق، وقد أخذوا صورة سيئة عن هذا الرجل الصوفي!!
ـ رجل صوفي آخر أراد أن يربي نفسه ويذلها، فحمل كيساً في رقبته وملأه جوزاً، وخرج إلى السوق، وكان كلما مر صبي قال له: أبصق على وجهي حتى أعطيك جوزة: (فاكهة يحبها الأطفال) فيبصق الصبي على وجه الشيخ فيعطيه جوزة، وهكذا كان البصاق من أولاد الشوارع يتوارد على وجه الشيخ طمعاً في أخذ الجوزة، والشيخ الصوفي مسرور، وعند سماعي لهاتين القصتين كدت أتميز غيطاً، وضاق صدري من هذه التربية الفاسدة التي يتبرأ منها الإسلام الذي كرم الإنسان بقوله تعالى:
((ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ... )). " سورة الإسراء 70 "
فقلت للشيخ الذي معي بعد خروجنا: هذه هي الطريقة الصوفية في تربية النفس! وهل تكون تربيتها في السرقة المحرمة التي حكم الشرع بقطع يد السارق؟ أم هل تكون بالمهانة والصغار وارتكاب أخس الأعمال؟ إن الإسلام يأبى هذا العمل، ويأباه العقل السليم الذي كرم الله به الإنسان، وهل هذه من الحكم التي سمى الشيخ كتابه: (الحكم لابن عجيبة)!!
ومن الجدير بالذكر أن هذا الشيخ الذي يترأس الدرس له أتباع وتلاميذ كثيرون، فمرة أعلن الشيخ أنه يريد الحج فذهب التلاميذ للاكتتاب عنده وتسجيل أسمائهم ليرافقوه إلى الحج، حتى النساء بدأن الاكتتاب وربما احتجن إلى بيع الحلي من أجل ذلك، حتى بلغ عدد الراغبين كثيراً، واجتمعت الأموال لديه كثيرة جداً، ثم أعلن عدم استطاعته الحج، ولم يرد الأموال لأصحابها، بل أكلها بالحرام، وصدق عليه قول الله تعالى:
((يا أيها الذين آمنوا إن كثيراً من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله)). " سورة التوبة 34 "
وسمعت أحد أتباعه وهو من الأغنياء الذين عاملوا الشيخ يقول عن الشيخ: أكبر دجال وأكبر محتال!!
الذكر في المساجد عند الصوفية
1 - حضرت مرة ذكراً للصوفية في مسجد الحي الذي أسكن فيه وجاء رجل منهم حسن الصوت لينشد لهم الأناشيد والقصائد أثناء الذكر في حلقة اجتمع فيها أهل الحي، وكان مما سمعته من هذا الصوفي قصيدة أذكر منها قوله: يا رجال الغيب ساعدونا وأنقذونا أنصرونا ... إلى آخر هذه الاستغاثات، وطلب الحاجات من الأموات الذين لا يسمعون، ولو سمعوا ما استجابوا لهم، ولا يملكون النفع لأنفسهم فضلاً عن غيرهم، وقد أشار القرآن إلى هؤلاء فقال:
((والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير، إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم، ولو سمعوا ما استجابوا لكم، ويوم القيامة يكفرون بشرككم، ولا ينبئك مثل خبير)). " سورة فاطر 13 - 14 "
وبعد الخروج من الذكر وانتهائه قلت للشيخ إمام المسجد الذي شارك فيه: إن هذا الذكر لا يستحق أن يسمى ذكراً، لأنني لم أسمع فيه ذكر الله، ولا طلباً من الله، ولا دعاء، وإنما سمعت نداء ودعاء لرجال الغيب، ومن هم رجال الغيب الذين يستطيعون نصرنا وإنقاذنا ومساعدتنا. فسكت الشيخ، وأكبر رد على هؤلاء قوله تعالى:
¥