تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

((والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون)).

" سورة الأعراف 197 "

2 - ذهبت مرة أخرى إلى مسجد آخر فيه عدد كبير من المصلين وفي المسجد شيخ صوفي له أتباع، وبعد الصلاة قاموا إلى الذكر فبدأوا ينطون ويرقصون في الذكر وهم يصيحون: الله ـ آه ـ هي، واقترب المنشد من الشيخ، وبدأ يرقص أمامه ويتمايل كأنه مغنية أو راقصة، وهو يتغزل بشيخه، والشيخ ينظر إليه مبتسماً راضياً وكنت أزور هذا الشيخ أحياناً مع شيخي وهو من الصوفية أيضاً، ومرة ذهبنا إليه بعد رجوعه من الحج، وجلسنا نستمع إليه، فبدأ يتحدث عن ركوبه في سيارة مريحة عريضة من نوع (أمريكي) وذلك حين تنقله من مكة إلى المدينة، فقلت في نفسي: ما الفائدة من هذا الكلام، وكان الأولى أن يتحدث عن فوائد الحج الاجتماعية والروحية وغيرها تحقيقاً لقول الله تعالى:

((لشهدوا منافع لهم)). " سورة الحج 28 "

كيف يعامل الصوفية الناس

1 - اشتريت من أحد تلاميذ الشيخ الصوفي المذكور حانوتاً وشرطت عليه أن يكفل المستأجر إذا تأخر عن دفع الإيجار فرضي بذلك، وبعد فترة امتنع المستأجر عن الدفع، فراجعت المالك السابق الذي اشتريت منه، فرفض أن يدفع شيئاً بحجة أنه ليس لديه ما يدفعه، وبعد أيام قليلة يذهب هذا الصوفي مع شيخه إلى الحج، فعجبت له، وعرفت أنه كاذب. ثم شكوت أمري لبعض تلامذة الشيخ المقربين ما فعل هذا الرجل الذي غشني وباعني الحانوت من مستأجر لا يدفع الإيجار فلم يفعل شيئاً وقال لي: ماذا نفعل معه؟ ولو كان منصفاً لاستدعاه وطلب منه أن يؤدي حق الناس.

وكنت أتردد على مكان هذا الكفيل، وعنده معمل للنسيج، فرآني أحد تلامذة الشيخ الذي كان ينشد القصائد ويتمايل أمام الشيخ راقصاً، فعرف أني أريد زميله، وطلبت منه أن يدلني عليه، وذكرت له عمله ـ فبدلاً من أن ينصفني انهال عليّ بالكلام الفاحش والبذيء، فتركته فقلت في نفسي هذه أخلاق الصوفية وقد حذر منها الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله:

(أربع من كن فيه كان منافقاً خالصاً، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر) " متفق عليه "

كيف اهتديت إلى التوحيد؟

كنت أقرأ على الشيخ الذي درست عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما: وهو قوله صلى الله عليه وسلم:

(إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله). "رواه الترمذي وقال حسن صحيح" فأعجبني شرح النووي حين قال: " ثم إن كانت الحاجة التي يسألها، لم تجر العادة [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=77#_ftn2) بجريانها على أيدي خلقه، كطلب الهداية والعلم .. وشفاء المرضى وحصول العافية سأل ربه ذلك، أما سؤال الخلق والاعتماد عليهم فمذموم ".

فقلت للشيخ هذا الحديث وشرحه يفيد عدم جواز الاستعانة بغير الله، فقال لي: بل تجوز!! قلت: وما دليلك؟ فغضب الشيخ وصاح قائلاً: إن عمتي تقول يا شيخ سعد ـ وهو مدفون في مسجد تستعين به ـ فأقول لها يا عمتي وهل ينفعك الشيخ سعد؟ فتقول: أدعوه فيتدخل على الله فيشفيني!!

قلت له: إنك رجل عالم قضيت عمرك في قراءة الكتب، ثم تأخذ عقيدتك من عمتك الجاهلة! فقال لي عندك أفكار وهابية، أنت تذهب للعمرة وتأتي بكتب وهابية!!!

وكنت لا أعرف شيئاً عن الوهابية إلا ما أسمعه من المشايخ: فيقولون عنهم: الوهابيون مخالفون للناس لا يؤمنون بالأولياء وكراماتهم, ولا يحبون الرسول صلى الله عليه وسلم , وغيرها من الاتهامات الكاذبة! فقلت في نفسي إن كانت الوهابية تؤمن بالاستعانة بالله وحده , وأن الشافي هو الله وحده , فيجب أن أتعرف عليها , سألت عن جماعتها فقالوا لهم مكان يجتمعون فيه مساء الخميس , لإلقاء دروس في التفسير والحديث والفقه , فذهبت إليهم مع أولادي وبعض الشباب المثقف , فدخلنا غرفة كبيرة , وجلسنا ننتظر الدرس , وبعد فترة دخل علينا شيخ كبير السن , فسلم علينا وصافحنا جميعاً مبتدئاً بيمينه، ثم جلس على مقعد، ولم يقم له أحد، فقلت في نفسي هذا الشيخ متواضع لا يحب القيام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير