تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

بدأ الشيخ الدرس بقوله: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، إلى آخر الخطبة التي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفتتح بها خطبه ودروسه، ثم بدأ يتكلم باللغة العربية، ويورد الأحاديث، ويبين صحتها وراويها، ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كلما ذكر اسمه، وأخيراً وجهت له الأسئلة المكتوبة على الأوراق، فكان يجيب عليها بالدليل من القرآن والسنة، ويناقشه بعض الحاضرين فلا يرد سائلاً، وقد قال في آخر درسه: الحمد لله على أننا مسلمون وسلفيون: (وهم الذين يتبعون السلف الصالح: الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته)، وبعض الناس يقولون إننا وهابيون، فذا تنابز بالألقاب، وقد نهانا الله عن هذا بقوله: ((ولا تنابزوا بالألقاب)) " سورة الحجرات 11 "

وقديماً اتهموا الإمام الشافعي بالرفض فرد عليهم قائلاً:

إن كان رفضاً حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي

ولما انتهى خرجنا مع بعض الشباب معجبين بعلمه وتواضعه وسمعت أحدهم يقول: هذا هو الشيخ الحقيقي!!!

معنى وهابي

أطلق أعداء التوحيد على الموحد كلمة (وهابي) نسبة إلى محمد بن عبد الوهاب، ولو صدقوا لقالوا (محمدي) نسبة إلى اسمه (محمد)، وشاء الله أن تكون " وهابي " نسبة إلى (الوهاب) وهو اسم من أسماء الله الحسنى. فإذا كان الصوفي ينتسب إلى جماعة يلبسون الصوف، فإن الوهابي ينتسب إلى الوهاب، وهو الله الذي وهب له التوحيد، ومكنه من الدعوة إليه بتوفيق الله.

مناقشة مع شيخ صوفي

1 - لما علم الشيخ الذي كنت أدرس عليه أنني ذهبت إلى السلفيين واستمعت إلى الشيخ محمد ناصر الدين الألباني غضب غضباً شديداً لأنه يخشى أن أتركه وأتحول عنه، وبعد فترة من الزمن جاءنا شخص من جيران المسجد ليحضر الدرس معنا في المسجد بعد المغرب، وبدأ يقص علينا أنه سمع من درس أحد المشايخ الصوفي يقول: إن تلميذاً له تعسّر على زوجته المخاض والولادة، فاستغاث بشيخ صغير (ويقصد نفسه) فولدت، وذهب العسر عنها، فقال له الشيخ الذي ندرس عليه: وماذا فيها؟ فقال له: هذا شرك، فقال له الشيخ: أسكت، أنت لا تعرف الشرك، أنت رجل حداد، ونحن المشايخ عندنا علم، ونعرف أكثر منك، ثم نهض الشيخ إلى غرفته، وجاء بكتاب " الأذكار للنووي "وبدأ يقرأ قصة ابن عمر أنه كان إذا خدرت رجله قال: يا محمد!! فهل أشرك؟ فقال له الرجل: هذا ضعيف " أي غير صحيح " فصاح الشيخ به غاضباً: أنت لا تعرف الصحيح من الضعيف، ونحن العلماء نعرف ذلك، ثم التفت إليّ وقال لي: إذا حضر هذا الرجل مرة أخرى سأقتله! وخرجنا من المسجد، وطلب الرجل مني أن أرسل ولدي معه ليأتي بكتاب (الأذكار) بتحقيق الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، فجاء به وأعطاني إياه، وإذا بالقصة يقول عنا المحقق (ضعيف) وفي اليوم الثاني أعطاه ولدي الكتاب فوجد أن القصة غير صحيحة، فلم يعترف بخطئه وقال: هذه من فضائل الأعمال يؤخذ فيه بالحديث الضعيف!! أقول: إن هذه ليست من فضائل الأعمال كما يزعم الشيخ، بل هي من العقيدة التي لا يحوز الأخذ فيها بالحديث الضعيف علماً بأن الإمام مسلم وغيره يرون عدم الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال. والقائلون من المتأخرين بجواز الأخذ بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط عديدة قلّ أن تتوفر، وهذه القصة ليست حديثاً، وليست من فضائل الأعمال بل هي من أساس العقيدة كما أسلفت، وفي اليوم الثاني جئنا إلى الدرس، وبعد تسليم الشيخ من الصلاة، خرج من المسجد، ولم يجلس كعادته إلى الدرس.

2 - حاول الشيخ أن يقنعني بأن الاستعانة بغير الله جائزة كالتوسل، فبدأ يعطيني بعض الكتب، ومنها كتاب " محق التقول في مسألة التوسل" لمؤلفه (زاهد الكوثري)، فقرأت فيه، فإذا به يجيز الاستعانة بغير الله، ويأتي إلى حديث: " إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله " فقال عنه الكوثري: طرقه واهية (أي ضعيف) لذلك لم يأخذ به علماً بأن الحديث ذكره الإمام النووي في كتابه الأربعين النووية، ورقمه التاسع عشر، وقد روى الحديث الإمام الترمذي وقال عنه حسن صحيح واعتمده النووي وغيره من العلماء، فعجبت من الكوثري كيف رد الحديث، لأنه خالف عقيدته، فازددت بغضاً فيه وفي عقيدته، وازددت حباً في محبة السلفيين وعقيدتهم التي تمنع الاستعانة

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير