تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فهل قام جماعة التبليغ بتعليم هذه الأمور لجماعتهم، وهل بينوا لجماعتهم أن الخشوع في الصلاة يعني حصر الفكر في القراءة والتسبيح وعدم إكثار الحركة في الصلاة وغيرها من الأعمال المهمة؟

3 - العلم مع الذكر:

هذا الشرط كبقية الشروط لم يحققه جماعة التبليغ، وسبق أن ذكرت أنني نصحت أحد الشباب الذي ألقى بياناً ذكر فيه حديثاً موضوعاً، فقال لي أميرهم، أتركه لا تعلمه، الله يعلمه! مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول:

(إنما العلم بالتعلم). " حسن انظر صحيح الجامع "

وزارني وفد منهم من الأردن، وبينت لهم عقيدة التوحيد، ومنها الاعتقاد أن الله في السماء كما أخبر عن نفسه في قوله تعالى:

((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض)). " سورة الملك 16 "

قال ابن العباس: هو الله تعالى.

وذكرت لهم حديث الجارية التي سألها الرسول صلى الله عليه وسلم: أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟ قالت أنت رسول الله، فقال لصاحبها: أعتقها فإنها مؤمنة). " رواه مسلم "

فأعجب الحاضرون بهذه المعلومات، وطلبوا مني بعض الرسائل للعلم، علماً بأن كثيراً منهم لا يريدون قراءة كتب العلم، وقد أهديت لاثنين منهم بعض الرسائل ليأخذوها معهم، ويقرأوها مع جماعتهم، فلم يأخذوها، وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقبل الهدية. وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:

(تهادوا تحابوا) " حديث حسن انظر صحيح الجامع "

4 - إكرام المسلمين:

الواقع أنهم يكرمون ضيوفهم، ولا سيما عند الطعام، ويتحدثون عن إكرام العلماء، وليتهم أخذوا بنصيحتهم، وقبلوا توجيهاتهم، وقد خرجت معهم في عدد من البلدان، فلم يسمحوا لي مرة بالتحدث إليهم، بل يسمحون لواحد من جماعتهم ولو كان جاهلاً أن يتحدث إلى الناس، وهذا يضر أكثر مما ينفع، فيأتي بأحاديث مكذوبة كما مر قبل قليل. ويأتون بحديث لم يثبت عند الطعام ويقولون:

(تحدثوا عند الطعام ولو بثمن أسلحتكم).

5 - إخلاص النية لله تعالى:

وهو شرط مهم، وقد يتحقق عند بعضهم، فيذهب بنية الدعوة، وينفق من ماله، والإخلاص محله القلب، لا يعلمه إلا الله، وكثيراً ما يتحدث أفرادهم، ولا سيما الأمراء منهم عن دعوتهم، وأنهم فعلوا كذا، وكان عددهم كذا، واستجاب لهم كثير من الأفراد، واسأل الله أن يكونوا مخلصين في عملهم، ولكن الإخلاص لا بد له من العلم، حتى ينفع صاحبه، وتنتفع به الأمة، فقد ذكر البخاري رحمه الله تعالى في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل). واستدل بقول الله تعالى:

((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) " سورة محمد "

وسبق أن ذكرت أن الأحباب ـ هداهم الله ـ لا يهتمون بالعلم.

6 - الدعوة إلى الله:

هذا مبدأ طيب، يجب على كل مسلم أن يهتم به كل حسب مقدرته، ولكن الدعوة إلى الله لها شرط مهم بينه الله تعالى بقوله:

((قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). " سورة يوسف آية 108 "

يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم على الثقلين الجن والإنس آمراً له أن يخبر الناس أن هذه سبيله، وطريقته، ومسلكه، وسنته، وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ويدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه سلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي.

(وسبحان الله) أي وأنزه الله، وأجله، وأعظمه، وأقدسه عن أن يكون له شريك، أو نظير، أو عديل، أو نديد، أو ولد، أو والد، أو صاحبة، أو وزير، أو مشير، تبارك وتقدس وتنزه عن ذلك كله علواً كبيراً). " انظر تفسير ابن كثير ج /495 "

الخلاصة

إن هذه الشروط وإن كانت غير منسجمة، لكن الجماعة ينقصهم تطبيق هذه الشروط عملياً، ولا سيما العلم، وتحقيق كلمة التوحيد والدعوة إليها قبل غيرها أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بقي في مكة ثلاثة عشر عاماً يدعو الناس إليها، وتحمل في سبيلها الأذى، ولكنه صبر حتى نصره الله، والعرب تعرف معنى التوحيد في كلمة (لا إله إلا الله) ولذلك لم يقبلوها، لأنها تدعوهم إلى عبادة الله ودعائه وحده، وترك دعاء غيره ولو كانوا من الأولياء والصالحين. قال الله تعالى عن المشركين:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير