7 - وقال صلى الله عليه وسلم: (خيار أئمتكم الذين تحبونهم , ويحبونكم , وتصلون عليهم , ويصلون عليكم , وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم , ويبغضونكم , وتلعنونهم , ويلعنونكم , فقلنا: يا رسول الله , أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك , قال: لا , ما أقاموا فيكم الصلاة , ألا من ولي عليه وال، فرآه يأتي شيئاً من معصية الله، فليكره ما يأتي من معصية الله، ولا ينزعن يداً من طاعته).
" رواه مسلم "
8 - فقد دل الكتاب والسنة على وجوب طاعة أولي الأمر، ما لم يأمروا بمعصية، فتأمل قول الله تعالى:
((أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم)). " سورة النساء 59 "
كيف قال: (وأطيعوا الرسول)، ولم يقل: وأطيعوا أولي الأمر منكم، لأن أولي الأمر، لا يفردون بالطاعة، بل يطاعون فيما هو طاعة لله ورسوله، وأعاد الفعل مع الرسول، لأن من يطع الرسول فقد أطاع الله، فإن الرسول لا يأمر بغير طاعة الله، بل هو معصوم في ذلك، وأما ولي الأمر فقد يأمر بغير طاعة الله، فلا يطاع إلا فيما هو طاعة لله ورسوله.
وأما طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات، ومضاعفة الأجور، فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا بالاستغفار والتوبة وإصلاح العمل، قال الله تعالى:
((وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم، ويعفو عن كثير)).
" سورة الشورى 30 "
وقال تعالى: ((وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون)). " سورة الأنعام 129 "
فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير الظالم فليتركوا الظلم.
" انظر شرح العقيدة الطحاوية 380 - 381 "
9 - جهاد حكام المسلمين: ويكون بتقديم النصيحة لهم ولأعوانهم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة، قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم). " رواه مسلم "
ولقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر). " حديث حسن رواه أبو داود والترمذي "
وبيان طريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا هو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقاً لقول الله تعالى:
((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)). " سورة الرعد 11 "
وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله:
(أقيموا دولة الإسلام في صدوركم تقم لكم على أرضكم) وكذلك لا بد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها ألا وهو المجتمع).
قال الله تعالى: ((وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنكم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)).
" سورة النور 55 "
" اختصاراً من كتاب تعليقات على شرح الطحاوية للشيخ الألباني "
نصيحتي إلى جميع الجماعات
لقد بلغت من الكبر عتياً، وعمري الآن تجاوز السبعين عاماً، وإني أحب الخير إلى جميع الجماعات، وعملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة). " رواه مسلم "
فإني أقدم النصائح الآتية:
1 - أن يتمسكوا بالقرآن، والسنة النبوية، عملاً بقول الله تعالى:
((واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)). " سورة آل عمران 103 "
وقوله صلى الله عليه وسلم: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنة رسوله).
" رواه مالك وصححة الألباني في صحيح الجامع "
2 - إذا اختلفت الجماعات، فعليهم أن يرجعوا إلى القرآن والحديث وعمل الصحابة عملاً بقول الله تعالى:
((فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر، ذلك خير وأحسن تأويلاً)). " سورة النساء 59 "
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها). " صحيح رواه أحمد "
3 - أن يهتموا بعقيدة التوحيد التي ركز عليها القرآن، وقد بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم دعوته إليها، وأمر أصحابه أن يبدأوا بها.
¥