تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تخصص الشيخ: معلوم للجميع أن الشيخ فقيه، وفقيه نفسه أيضاً، تخصصه الدراسي، والعملي، كله في مجال الفقه وأصوله، فهو مبرز في هذا الباب، وقد ولِّي رئاسة المجمع الدولي الفقهي بحق، ومع هذا فهو كما قدمت عالم موسوعي، مهتم بالنحو واللغة والأدب وأشعار العرب، متأثراً في هذا بشيخه الفقيه الأصولي اللغوي النحوي، محمد الأمين السابق ذكره، وكان يقول لي: شيخي بالقراءة الزبيدي، ويثني على كتابه التاج، وله ولع بالقاموس المحيط، وقد ظهر هذا جلياً في كتاباته وأسلوبه في العرض والمناقشة، فأسلوبه في الكتابة أخاذ، في غاية الجودة والحلاوة، لا يمل القارئ من قراءة كتاباته، يكره المولد والدخيل، وغير الأصيل من الأساليب، وينأى بقلمه عن الركيك من اللفظ. وهو مع هذا مبرز في التفسير، وله تذوق عجيب لأساليب القرآن، وله مشاركات ومطارحات في الحديث مع بعض محدثي العصر، واهتمام بالغ بالسنة.

ومع أنه كان مهتماً بالفقه إلا أن له عناية تامة بالدليل، يدور معه حيث دار، محباً للسنة والاتباع، كارهاً للجمود والتقليد، بعيداً عن الشاذ والضعيف من الأقوال، وهذا هو الفقه حقاً، لا حفظ المسائل بلا خطام ولا زمام، كما يقولون، والشيخ رحمه الله كان مبغضاً لأهل البدع والأهواء يرد عليهم بالدليل والتعليل، لا تأخذه في الله لومة لائم، وخاصة أهل البدع الذين يحرصون على نشر بدعهم في بلاد التوحيد والسنة، بغية تغيير المسار، وخرق سفينة النجاة، وإحداث الفوضى الفكرية، ومشاقة سلف الأمة.

فكر الشيخ: مع تخصص الشيخ الشرعي، إلا أنه كان صاحب فكر ثاقب، ورؤية بعيدة، فيما يتعلق بمصير الأمة، وما يخطط لها، وما يراد بها، وتربص الأعداء من الداخل والخارج، ولهذا كتب (حراسة الفضيلة) و (المدارس الأجنبية) وغيرها، مع حرقة في نفسه على ما آلت إليه أحوال أمة الإسلام، يجدها كل من يجالس الشيخ، ويتجاذب معه أطراف الحديث حول هذه القضايا.

حرصه على جمع الكلمة والبعد عن الاختلاف والشقاق، وهذا منهج للشيخ، يكره الشقاق والخلاف الجافي بين أهل العلم وطلابه، ويبغض التحزبات الضيقة والولاء عليها، ولهذا كان حزيناً على شباب الصحوة، لما يرى من تخطف الحزبية لهم، ونشوب الصراع بينهم، ولهذا ألف كتابه (حكم الانتماء).

وفي ختام هذه الكلمة أذكر من لطائف الشيخ مما حدثني به، وقد حدثني بشيء كثير، ومن ذلك، أنه قال لي بعد أن عرضت عليه فتح درس لطلاب العلم بالطائف، قال: درست في المسجد النبوي عشر سنين، وقد كنت أدرس سنن ابن ماجه، فلم يستفد مني غير طالب واحد أفريقي الجنسية.

وقال لي مرة وهو يتكلم عن طلاب العلم وبعض تعاملهم غير الجيد مع المشايخ والذي من أجله ألف رسالتي (التعالم) و (حلية طالب العلم) قال: كنا في دورة المجمع الفقهي خارج المملكة العربية السعودية، فاجتمعت بعدد من طلاب العلم يزيدون على الثلاثين، فأراد كل واحد منهم أن يسأل، فطلبت منهم أن يسألوا جميعاً، ثم بعد انتهاء الأسئلة أجيب، فبدأ كل واحد يطرح سؤالاً وكانت الأسئلة في مسائل من العلم معضلة، وشائكة، لكنها لا تخرج عن أبواب العبادات، وأكثرها حديثي، وكأنني أمام محاكمة علمية، أو اختبار تحصيلي، ليس الغرض الفائدة، هكذا ظننت، ثم أردت أن أختبر قدراتهم العلمية في غير ما طرحوه من العلوم والمعارف، فطرحت مسائل من أبواب البيوع والحدود، والتعازير، ومقاصد الشريعة، ونحوها، فوجدت ضعفاً علمياً لا يحتمل من أصحاب تلك الأسئلة فتكلمت معهم فيما هو مفيد فيما يتعلق بالتحصيل وطلب العلم. وهناك الكثير الكثير، لكنني أكتفي بهذا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا، ولعلي أفيض بشيء آخر في مقام غير هذا والله أعلم.

وفي الختام أقول ما روي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها كانت تقول:

ذهب الذين يعاش أكنافهم .................. وبقيت في خلف كجلد الأجرب

كتبه د. يحيى بن عبد الله الثمالي

الأستاذ المشارك بجامعة الطائف ـ كلية المعلمين ـ

ورئيس قسم الدراسات القرآنية والإسلامية

ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 02:06 ص]ـ

جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء ...

ورحم الله العلامة أبا زيد رحمة واسعه ...

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:40 م]ـ

وأنت أخي أبا الحارث البقمي

جزاك الله خيراً

ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:40 ص]ـ

اللهم ارحم الشيخ بكرا اللهم اكتب كتابه في عليين و أسكنه فردوسك الأعلى.

ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:53 ص]ـ

جزاك الله خير

و نفع الله بك

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:23 م]ـ

محمد مصطفى العنبري الحنبلي

عادل آل موسى

جزاكما الله خير الجزاء

ـ[أبو مشاري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:53 م]ـ

جزى الله الناقل والكاتب خير الجزاء ...

ورحم الله العلامة أبا زيد رحمة واسعه ...

ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:08 م]ـ

أبو مشاري

جوزيت خيراً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير