تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وكتاب رشيد رضا إليه، الذي كتبه في سنة 1310 (1892م)، والذي أورد نصه في كتابه "تاريخ الأستاذ الإمام" يثبت ذلك، حيث يبدأ بقوله: "الحمد لله على إفضاله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله، وعلى سيدي بل السيد المطلق ... سدرة منتهى العرفان، وجنة مأوى المحاسن والإحسان، الذي له في كل جو مُتَنَفَّس، ومن كل نار مُقْتَبَس، الإمام المفرد، والعقل المُجَرَّد ... بَدَل الأبدال، سيد الآل، الإنسان الكامل، الوراث الكامل، المرشد الكامل، مَهْبِط الفَيْض، مَصْعَد الكلم الطيب، مَجْلَى سر الجمال الأكمل" [32] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn32)

وأظهر منه في الدلالة على ذلك كتاب محمد عبده، الذي بعث به إليه من بيروت في 5 جمادى الأولى سنة 1300 هـ (1882 م) – بدأه بقوله:

"ليتنِي كنتُ أعلم ماذا أكْتُبُ إليك، وأنت تعلم ما في نفسي؛ كما تعلم ما في نفسك، صنعتنا بيديك، وأفَضْتَ على موادّنا صورها الكمالية، وأنشأتنا في أحسن تقويم، فبك عرفنا أنفسنا، وبك عرفناك، وبك عرفنا العالم أجمعين. فعِلْمُك بنا كما لا يَخْفَاك عِلْم من طريق الموجب. وهو علمك بذاتك، وثِقَتك بقدرتك وإرادتك، فعنك صَدَرْنا، وإليك إليك المآب".

وفيه يقول مخاطبًا الأفغاني:

"فصورتك الظاهرة تَجَلَّتْ في قوى خيالية، وامتد سلطانها على حسِّي المشترك، وهي رسم الشهامة، وشبح الحكمة، وهيكل الكمال، فإليها رُدن جميع محسوساتي، وفيها فنيت مجامع شهوداتي، وروح حكمتك التي أحييت بها مواتنا، وأنرت بها عقولنا، ولطفت بها نفوسنا، بل التي بَطَنْتَ بها فينا، فَظَهَرْتَ في أشخاصنا، فكنا أعدادك وأنت الواحد، وغَيْبك وأنت الشاهد، ورَسْمك الفوتغرافي الذي أقمته في صلاتي رقيبًا على ما أقدم من أعمالي، ومسيطرًا عليَّ في أحوالي، وما تحركتُ حركة، ولا تكلمتُ كلمة، ولا مضيتُ إلى غاية، ولا انْثَنَيْتُ عن نهاية، حتى تطابق في عملي أحكام أرواحك وهي ثلاثة، فمضيت على حكمها سعيًا في الخير، وإعلاء لكلمة لحق، وتأييدًا لشوكة الحكمة وسلطان الفضيلة، ولست في ذلك إلا آلة لتنفيذ الرأي المثلث وما لي من إرادة حتى ينقلب مربعًا".

وفي هذا الكتاب يقول:

"فإني على بينة من أمر مولاي، وإن كان في قوة بيانه ما يشكِّكُ الملائكة في معبودهم، والأنبياء في وحيهم".

وفيه يطلب نسخة من رسم فوتوغرافي حديث فيقول:

"ونستمنح من كرمه الواسع أن يمنَّ علينا بأمرين، أحدهما إرسال رسمه الفوتغرافي الجديد. فإن هذا الخادم كان عنده نسختان من الفوتغرافية الأولى، إحداهما أخذها أعوان الضبطية من بيتي عندما أودعت السجن، كما أخذوا كتاب الماسون بخط مولاي المعظم، والثانية استجدانيها سعد أفندي زغلول، وهو من خواصّ محسوبيكم. ولشفقتي عليه تركتها له أيامًا؛ ليعيش أعوامًا" [33] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn33).

ويشهد به كذلك كتاب الأفغاني إلى محمد عبده عند مروره ببورسعيد في طريقه إلى لندن، فقد بدأه بكلام غريب خرج فيه عمَّا جرت عليه عادة المسلمين، من البدء باسم الله وبحمده والصلاة على نبيه، فقال: "الابتهاج بجميل الصنع جزاءٌ تفيض به جامعة الكون على النفوس، كلما قامت بوظائف الوجود. والمَحْمَدة شهادة تبعث ملكوتُ وحدانيةِ الهيئةِ على بَثِّها مُتشخِّصاتِ الطبيعة في مشهد العالم، تخليدًا للجزاء، وتعظيمًا للأجر. فلك بجميع صنعك مع "العارف" الجزاء الأوفى" [34] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn34). وفي آخر هذا الخطاب يشير الأفغاني إلى عصابته الذين بايعوه بقوله: "وسلم على كل من عَرَفَنَا وعَرَفْنَاه، واعترف بنا وسلَّمنا له". كما يطلب إبلاغ سلامه: "لصاحب النفس الزكية، والهمة العلية، دولتلو رياض باشا، أيَّده الله تعالى".

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير