فَفَاضَتْ عَلَيْهِ مِنْ مَعَارِفِ شَيْخِنَا سُيُولٌ أَرَتْهُ عِلْمَهُ عِنْدَهُ قَطْرَا
وَإِذْ شَمَّ مِنْهُ الشَّيْخُ رِيحَ ضَلالِهِ وَإِلْحَادِهِ أَوْلاهُ مَعْ طَرْدِهِ زَجْرَا
وَذَاكَرْتُهُ يَوْمًا فَأَخْبَرَ أَنَّهُ كَأُسْتَاذِنَا لَمْ يُلْفِ فِي مِصْرِهِ حَبْرَا
وَمِنْ بَعْدِ هَذَا حَازَ فِي مِصْرَ شُهْرَةً وَأَلْقَى دُرُوسًا لِلْفَلاسِفِ فِي مِصْرَا
وَحِينَ أَتَاهُ ذَلِكَ الْحِينَ عَبْدُهُ وَأَمْثَالُهُ أَفْشَى لَهُمْ ذَلِكَ السِّرَّا
أَسَرَّ لَهُمْ مَحْوَ الْمَذَاهِبِ كُلِّهَا لِيَرْجِعَ هَذَا الدِّينُ فِي زَعْمِهِ بِكْرَا
ويقول في صداقة محمد عبده لكرومر ممثل الاحتلال الإنجليزي في مصر:
تَوَلَّعَ بِالدُّنْيَا وَصَيَّرَ دِينَهُ إِلَيْهَا عَلَى مَا فِيهِ مِنْ خِفَّةٍ جِسْرَا
يَمِينًا إِذَا كَانَتْ يَمِينًا، وَإِنْ تَكُنْ يَسَارًا سَعَى يَعْدُو إِلَيْهَا مِنَ الْيُسْرَى
فَمِنْ جِهَةٍ يُدْعَى الإِمَامَ، وَيَقْتَدِي بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْكُفْرِ مِنْ جَهَةٍ أُخْرَى
يَذُمُّ خِيَارَ الْمُسْلِمِينَ وَعِنْدَمَا يَرَى حُجَّةً لِلْكُفْرِ يَسْتَحْسِنُ الْكُفْرَا
لِكَيْمَا يُقَالَ الشَّيْخُ حُرٌّ ضَمِيرُهُ فَيَبْلُغَ عِنْدَ الْقَوْمِ مَرْتَبَةً كُبْرَى
وَأَيَّدَ أَعْدَاءَ الْبِلادِ بِسَعْيِهِ وَأَوْهَمَ أَهْلَ الْجَهْلِ أَنَّ بِهِمْ خَيْرَا
يُحَسِّنُ بَيْنَ النَّاسِ قُبْحَ فِعَالِهِمْ وَمَهْمَا أَسَاؤُوا رَاحَ يَلْتَمِسُ الْعُذْرَا
بِمِقْدَارِ مَا خَانَ الْبِلادَ وَمَا أَتَى لأَعْدَائِهَا نُصْحًا عَلا عِنْدَهُمْ قَدْرَا
وَنَالَ بِجَاهِ الْقَوْمِ فِي النَّاسِ رُتْبَةً بِهَا حَازَ فِيمَنْ شَاءَهُ النَّفْعَ وَالضَّرَّا
فَمِنْ رَهْبَةٍ أَوْ رَغْبَةٍ كَمْ سَعَى لَهُ طَغَامٌ مِنَ الْجُهَّالِ أَكْسَبَهُمْ خُسْرَا
وَأَلْقَى لَهُمْ دَرْسًا يُخَالِفُ حُكْمُهُ بِأَزْهَرِهَا الْمَعْمُورِ دِينَ أَبِي الزَّهْرَا
وَقَدْ ضَلَّ فِي الْقُرْآنِ مَعْ عُظْمِ نُورِه كَمَا خَبَطَتْ عَشْوَاءُ فِي اللَّيْلَةِ الْقَمْرَا
أُحَذِّرُ كُلَّ النَّاسِ فِي كُتْبِ دِينِهِ وَبِالرَّدِ وَالإِعْرَاضِ تَفْسِيرُهُ أَحْرَى
ويقول في فساد سيرته أثناء إقامته في بيروت، وفي فتواه المشهورة بالفتوى الترنسفالية [65] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?CategoryID=80&ArticleID=2272#_ftn65):
يُعَاشِرُ نِسْوَانَ النَّصَارَى وَلا يَرَى بِذَلِكَ مِنْ بَأْسٍ وَإِنْ كَشَفَ السِّتْرَا [66]
وَيَأْكُلُ مَعْهُمْ كُلَّ مَا يَأْكُلُونَهُ وَيَشْرَبُهَا حَمْرَاءَ إِنْ شَاءَ أَوْ صَفْرَا
وَيُفْتِي بِحِلِّ الْمُسْكِراتِ جَمِيعِهَا إِذَا هِيَ بِالأَسْمَاءِ خَالَفَتِ الْخَمْرَا
وَيَأْكُلُ مَخْنُوقًا وَيُفْتِي بِحِلِّهِ لِئَلاّ يَقُولُوا إِنَّهُ ارْتَكَبَ الْوِزْرَا
وَتَحْلِيلُهُ لُبْسَ الْبَرَانِيطِ وَالرِّبَا بِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قَدْ أَلْحَقَ الْكُفْرَا
وَقَدْ كُنْتُ فِي لُبْنَانَ يَوْمًا صَحِبْتُهُ لِقُرْبِ غُرُوبِ الشَّمْسِ مِنْ ضَحْوَةٍ كُبْرَى
وَصَلَّيْتُ فَرْضَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ بَعْدَهُ لَدَيْهِ وَمَا صَلَّى هُوَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَا
وَقَبْلَ غُرُوبِ الشَّمْسِ صَاحَبْتُ شَيْخَهُ لِقُرْبِ الْعِشَا أَيَّامَ جَاوَرْتُ فِي مِصْرَا
وَلَمْ أَرَهُ أَدَّى فَرِيضَةَ مَغْرِبٍ فَقَاطَعْتُ شَيْخَ السُّوءِ مِنْ أَجْلِهَا الدَّهْرَا
ويقول النبهاني في قصيدته هذه: إنه لقي رشيد رضا أول مرة في بيروت، حين جاءه في أول شبابه حليقَ اللِّحية، أحمر الوجنتين - على غير عادة طُلاب العلوم الشرعية من المسلمين وقتذاك – وكان نصوحي بك والى بيروت في مجلسه فوبَّخه، ثم عاد إليه بَعْدَ خمس عشرة سنة (لم يزدد شُعورًا ولا شَعْرًا). ويختم ذلك بقوله (ص 374):
وَذَلِكَ مَعْ مَا فِيهِ أَهْوَنُ أَمْرِهِ إِذَا مَا بِهِ قِيسَتْ فَظَائِعُةُ الأُخْرَى
¥