تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ودعا له بالتوفيق و كلفه شخصيا بالأشراف على تغيير المناهج، وعند وصول الملك فيصل رحمه الله إلى قصره أمر وزير المعارف بتكوين لجنة لبحث المناهج وتغيريها على النمط الإسلامي وتحت أشراف الشيخ عبد الرحمن الدوسري فتغيرت المناهج التربوية في أنحاء السعودية بفضل الله ثم بفضل هذا الشيخ والملك فيصل رحمهما الله.

وكانت له دروس وخطب ومواعظ في معظم مساجد الكويت وطيلة أيام الأسبوع، يشرح للناس فيها، حقيقة الإسلام، وواجب المسلم نحو دينه وأمته، ويحذِّرهم من البدع والخرافات والمعاصي والمنكرات، ويدعوهم للتمسك بالكتاب والسنة، وما أجمع عليه سلف الأمة، كما يفتح أعينهم على مخططات أعداء الإسلام، ومكائدهم، ويحذِّرهم من حركات الهدم، كالشيوعية والماسونية والعلمانية والوجودية.

وكان جريئاً في تصديه لطواغيت العصر وفي مقدمتهم جمال عبدالناصر، الذي سلح عليه بقصيدة طويلة كشف فيها حقيقته، وهتك من وراءه، من قوى الشرق والغرب، الذين اتخذوه أداة لحرب الإسلام ودعاته، والتمكين لليهود والمستعمرين في بلاد المسلمين.

وقد انتصب لنصرة الدعاة المجاهدين الذين يعملون لمرضاة الله، ويجاهدون في سبيله لإقامة شرع الله في أرضه، وكان يضرب بهم المثل، ويناشد الأمة وشبابها وشيوخها أن يكونوا رجالاً كهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأموالهم وأنفسهم لنصرة دين الله وإعلاء كلمته، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً.

وقد نظم آلاف الأبيات من الشعر في مختلف الأغراض والمقاصد ومنها العلوم الشرعية، ليسهل حفظها على طلبة العلم، فضلاً عن المواعظ والحوار والجدل والدعوة إلى الحق، وإن كان في بعضها تهاون بقواعد اللغة والعروض، كذلك قصائد عدة عن فلسطين وقضيتها، وعلى الرد على بعض القوميين العرب في ذلك الوقت.

والشيخ الدوسري رجل دعوة، هَمُّه مخاطبة العقول، وإيقاظ الضمائر، وتذكير الغافلين بالعبارة الميسّرة دونما تكلف أو تقعر. وقد كان له مع إخوانه: الشيخ أحمد خميس الخلف، والحاج عبدالرزاق الصالح المطوع، والشيخ عبدالله النوري، دور كبير وجهد موفق في التصدي للقوانين الوضعية التي ينادي بها دعاة العلمانية والمستغربون من أبناء المسلمين.

وكثيراً ما كان ينبري للتعليق على المحاضر والخطيب الذي يخرج عن المنهج الإسلامي ويُفنِّد أقواله، ويبطل مقولته بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة التي تجعله يتراجع عن قوله، ويعتذر عما وقع فيه من الخطأ، ويشكر للشيخ الدوسري توجيهه وإرشاده، ويعده بألا يعود لما قال بعد أن عرف الحق وأدركه.

وكان من المنادين بضرورة الاهتمام بإنشاء المدارس الإسلامية، ونشر التعليم الإسلامي، والاهتمام بالإعلام الإسلامي مقروءًا ومسموعاً ومشاهداً، ونشر الوعي الصحيح والعمل الجاد المتواصل، واطراح الجبن والشح اللذين هما أصل البلاء ومجمع الشرور، وسدِّ كل الثغرات التي يمكن أن يتسلل إليها العدو في كياننا الإسلامي ومجابهة خطط الأعداء بما يقابلها من الخطط ويبطل أثرها، والعمل على اختيار العناصر الصالحة، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، لأن كل ذلك من الوسائل التي تعين على تحقيق الأهداف والنصر على الأعداء.

وفي مسابقة من ترتيب وزارة الإعلام السعودية بعنوان تفسير القرآن الكريم بهدف إذاعة التفسير في إذاعة الرياض وإذاعة القرآن الكريم جاء ترتيب الشيخ الأول بين المتقدمين. على إثر ذلك أخذت إذاعة الرياض تنشر له حلقات كل يوم بعنوان "مع التفسير"، وقد وصل الشيخ في تفسيره إلى أواخر سورة المائدة، ويبلغ تفسيره هذا من أول الفاتحة إلى أواخر المائدة عشرين مجلدا أو نحوها إذا طبع.

كان رحمه الله يحاضر في الكليات والثانويات والمعاهد والمتوسطات ويكشف للمدرسين والطلبة نشاط المحافل الماسونية وآرائهم ومخططاتهم ويشرح بروتوكولاتهم الصهيونية. وكان رحمه الله متضلعا في كشف المخططات الماسونية العالمية، وكانت الأسئلة من قبل المدرسين والطلاب تنهال عليه فيجيب على بعضها شفاها وعلى البعض الآخر في الصحف اليومية مثل جريدة عكاظ والمدينة والبلاد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير