ومن ثم قال:
إن قبض العلماء يكون على نوعين /
1/ إما بالموت. _وهذا أمر قدريٌ محض _ وليس لنا إلا الرضى بقضاء الله وقدره. قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا)
وقد فسَرَ ذلك ابن عباس بأن المقصود بالآية هو موت العلماء
2/ تهميشهم. والحط من قدرهم واتهامهم في أنفسهم.
وإن كان هذين النوعين نذير شؤم إلا أن الحق يظل منصوراً ولايخفت نوره , فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث ثوبان، رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ".
# موت العلماء دليل على نقصِ الدينِ , وإذا نِقِصِ الدِينُ حَلتِ البِدعُ فالعلماء أمنة هذه الأمة!
ومقياس ذلك أن في وقت النبي صلى الله عليه وسلم لايوجد أي خلاف بين المسلمين , وبعد أن توفي رسولنا دب خلاف بسيط في كيفية غسل النبي صلى الله عليه وسلم , ودفنه وهذا في خلافة أبي بكر , ثم زاد الخلاف قليلاً في عهد عمر!
ومن ثم لم تقوى شوكة الخلاف إلا بعد وفاة الخلفاء الراشدين والصحابة فوجود الصحابة وعلمهم كان حافظاً من كل خلاف وشتات وبعد وفاتهم ظهرت البدع والخلافات وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي بردة رضي الله عنه قال: ((النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماءَ ما توعد، وأنا أمَنَةٌ لأصحابي، فإذا ذهبتُ أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنةٌ لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)) وأصحابي أمنة أي هم صمام أمان للأمة
ومايوعدون؟
أي من ظهور الفتن والبدع وانتشارالخلاف وفي انتشار الخلاف بين الأمة أمور كثيرة منها:
1/ نقص الأمان
2/ تسلط أعداء الأمة علينا
ومهما كان في الأمة من قوة عَتادس وقَتَادٍ ومَتَانَةٍ عَسَكَرِيةٍ و اقتصادية إلا أنها تكون ضعيفة بقلة العلماء فكثرة الخلافات تزعزع أمنها ولاتجعلها تحت كلمة واحدة.
فقلةُ العلماء تزيد من انتشار المنكرات فعن قتادة قال: قال ابن مسعود: «كيف بكم إذ ألبستكم فتنة يربو فيها الصغير ويهرم فيها الكبير وتتخذ سنة فإن غيرت يوما قلت: هذا المنكر. قالوا: ومتى ذلك يا أبا عبد الرحمن قال: ذاك إذا قلت أمناؤكم وكثر أمراؤكم وقلت فقهاؤكم وكثر قراؤكم وتفقه لغير الدين والتمست الدنيا بعمل الآخرة»
فقلة الأمناء في هذه الأمة دلالة على الشر!
ونراه الأن يزداد.
وفي هذا الزمان قد عزّ فيه الأمناء
وكثرة الأمراء فمن أثار الغزو تقسيم المسلمين إلى دويلات فهذا ينشأ الخلاف
وكثرالقراء , أي المقصود كثرة قراء الحروف والمفتين بغير علم فهم يقرأون ولكن دون فهم وعمل
وقلة الفقهاء وهذا منشأ للجهل , وحين يعمل بعمل الأخرة للدنيا فتلك هي المصيبة والكارثة.
# و إن الأرضَ إذا قل فيها العلماء فهي صغيرة وإن كانت مساحتها كبيرة , وكلما كثر فيها العلماء فهي كبيرة وإن كانت صغيرة. فهي كبيرة في عين أصحابها.
وموت العالم هي ثلمة في الدين ورزية أي رزية وعلامة عدم رضى على هذه الأمة ,فعلى الأمة أن تواجه تيارات الباطل , وتصمد أمام أرباب الهواء , وكان الشيخ عبدالله بن جبرين _رحمه الله_ على مدى ستة عقود محارباً للمنكر آمراً بالمعروف وداعي إلى الله ,وصامد أمام كل مبتدع , ومواجهاً للروافض , وتصدى لهم وبين أحوالهم , ومتصدياً لفرقة الأحباش والصوفية , فكان يناله من أهل الباطل مايناله. .
فحتى وهو على فراش الموت لم يسلم من نيلهم!
# وكان فقيها ً لا أعلم أحداً يدانيه في الفقه في زماننا هذا.فكم من متفقهٍ كان الشيخ له كالضياء , وكم من طالب علم سار على نهجه , ولكن قضى الله أمراً كان مفعولا وعلى المرء أن يقتدي بمثل هؤلاء قال تعالى [أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده]
وقد كان الإسلام في السابق محارباً من قبل أهل الشرك والزندقة ,
لكنه الأن يحارب من قبل أهل الزندقة باسم الإسلام. وتُنشَر البدع باسم السنة وهناك من الدول الخليجية من جعل الزنا فيها شرعة حين يرضى الطرفين فلو زنا رجل بإمرأة برضاها لم يقم عليهم الحد ولو أُتِى بشواهد أربعة وهذا من الحرب على الإسلام.
¥