تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقال جميل عن الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله-]

ـ[فهد السيسي]ــــــــ[06 - 04 - 08, 06:59 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و بعد:

فهذا مقال ماتع كُتٍب في جريد المدينة عن الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله - احببتُ إطلاعكم عليه ..

((ومات حارس الفضيلة))

نعم؛ مات صاحب الفضيلة وحارسها الامين، وعلامة الجزيرة وأديبها المكين، شيخنا العالم العامل، والورع الزاهد بكر بن عبدالله أبوزيد- يرحمه الله-.

مات العلامة الضليع والثقة البليغ مات العالم بسمت العامل بصمت المجاهد بحكمه الناصح للأمة.

مات صاحب المؤلفات المحررة والتحقيقات البديعة والأبحاث العلمية الحرة على نهج أبحاث المجددين الصادقين.

مات طبيب النوازل وحكيمها حتى إنه ليقال الآن: نازلة ولا بكرٌ لها، وصاحب المشاريع العلمية العملاقة حتى اذا تعينت عليه قال: أنا لها.

مات من تهيأت به هيئة كبار العلماء و تجمّلت , و تشرّفت به لجنة الإفتاء و تكمّلت , و تزينت به وزارة العدل - قاضياً و وكيلاً - و تألقت , و اختال به المجمع الفقهي الدولي على سائر المجامع فأقرّت.

مات من كرّ بـ: "التعالم" على المتاعلمين , وبـ:"التحريف" على المحرفين , وبـ:"التصنيف" على المصنفين , وبـ:" التقنين" على المقننين , وبـ:" الرقابة" على العابثين , وبـ:" الانتماء" على المنتمين لغير سنة سيد المرسلين.

مات ببدنه وشخصه لكن علمه لم يمت , كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:"إذا مات ابن آدم انقطع عمله الامن ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له" وأحسب أن هذه الثلاث قد اجتمعت للشيخ , كما قال بعض أهل العلم: هذ الثلاث لا تجتمع إلا للعالم الباذل لعلمه , فبذله صدقة , ينتفع بها , والمتلقي لها ابنٌ للعالم في تعلمه عليه.

مات حارس الفضيلة , لكن كتابه [حراسة الفضيلة] لم يمت وستبقى الفضيلة حية شامخة بحجابها معتزة بمن بقي من حماتها , وسيظل هذا الكتاب شجىً في حلق كل محب لإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا , وساعٍ في فتنة فصل الدين عن الحياة.

مات حارس الفضيلة لكن كتابه في [الرد على وحدة الأديان] لم يمت وسيظل صيحة نذير ومصدر تنوير لكل من انخدع بهذه الفكرة وتقبل هذه النظرية وانطلقت عليه هذه الحيلة , وبالجانب المقابل سيظل مبعث قلق ومثار فزع لكل من تُسوّل له نفسه بث هذه الدعوى ونشرها والدعوة اليها في مجتمعات المسلمين.

مات حارس الفضيلة , لكن كتابه [المداس الاجنبية وخطرها] لم يمت وسيبقى عقبة في طريق كل داعية للتغريب , و فضيحة لكل مروج لبضاعة الغرب الكاسدة الفاسدة.

مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [تصنيف الناس بين الظن واليقين] لم يمت، وسيبقى حجراً يلقمه كل من ولغ في أعراض المؤمنين، وكان دأبه السعي بالفتنه، وتفريق كلمة المسلمين، باتخاذ"التصنيف بالتجريح"دينا يدين به لرب العالمين!

مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [درء الفتنة عن أهل السنه] في التحذير من بدعتي الإرجاء والخروج لم يمت، وسيظل سيفا مصلتا على رقاب أولئك المتعلمين المتطاولين"مرجئة العصر"ممن جعلو بعض مسائل العقيده مجالا للنقاش، والأحذ والرد، وعلى رقاب أولئك المارقين الخارجين "خوارج العصر" ممن غلوا وأفرطوا في التكفير؛ لإخراج المسلمين من الإسلام والخروج عليهم.

مات حارس الفضيلة، لكن كتابه [حلية طالب العلم] لم يمت، وسيقى صمام أمان، ونبرسا لطلبة العلم، يضئ لهم الطريق، ويهديهم السبيل، بما أودع فيه الشيخ من التأصيل، وما اكّد فيه من نبذ الدخيل، لاسيما وقد تناوله شيخه الشيخ محمد بن عثيمين-رحمه الله تعالى- بالشرح والتعديل والتعليل.

وهكذا في سلسلة طويلة من المؤلفات، والأبحاث التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وتعالج قضايا الساعة الحاضرة، وتضع لها الحلول الناجعة، جادت بها قريحة ذلك الإمام الحبر الهمام، ودبجتها يراعة ذلك الحارس اليقظ لشريعة الإسلام.

اكتفي بهذا القدر من حديث التأبين، وأستأذن القارئ في أن أكشف له شئ من حديث الواقع حول تاريخ بداية علاقتي بالشيخ، وإن كان هذا النوع من الحديث ليس محببا إليّ،لكن لعلّ في ذلك عبرة و فائدة في التعرف على بعض سمات الشيخ، خاصة تواضعه للعلم، ومحبته للفائدة ولو كانت ممن هو دونه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير