تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ترجع أول صلتي بالشيخ-رحمه الله- إلى عام1410هـ،حيث ظهر لأول مرة كتابه الماتع

[معجم المناهي اللفظيه] فقمت بشرائه، وقرأته من أوله إلى آخره، فقيّدت عليه بعض الملاحظات اليسيرة، واستدركت عليه بعض المناهي -وهي قليلة- والناقد بصير، فدونتها في وريقات ثم أرسلتُ بها إليه بالبريد، مذيلة بإسمي فقط بلاعنوان و لا تعريف، لكنّه استطاع -رحمه الله- الإهتداء الى رقم هاتفي. فما لبثت مده إلا والهاتف يهتف، فرفعت السماعة فإذا بصوت مهيب يقول: السلام عليكم، الشيخ سليمان؟ معكم بكر أبو زيد. هكذا (بكر أبو زيد) دون مقدمات و لا ممهدات أو إضافات من ألقاب و تفخيمات، وكان آنذاك وكيلا لوزارة العدل، ورئيسا لمجمع الفقه الإسلامي الدولي، فلم يمنعه ماهو فيه من شغل المنصب والتأليف والتصنيف من التواصل مع شخص مجهول لديه، في حين أنّك تجد من صغار الدعاة من يتّخذ منظما لأعماله، و منسقا لإتصالاته حتى في علاقاته مع أقاربه، ولاشيء يشغله، فالنصوص تحضر، والأعمال تُوزّع، ولله في خلقه شؤون.

أخذ الشيخ يشيد بتلك الملاحظات والاستدراكات، و يتبع ذلك بعبارات الشكر والثناء، وأنه لابد من اللقاء، وهكذا يكون تواضع العلماء، وأخلاق أهل الوفاء، إذ كان يمكن طي تلك الملاحظات في الخفاء، وإسدال الستار عليها دون عناء.

وفعلاً حصل اللقاء، ومن بعده توثقت صلتي بالشيخ -رحمه الله- وتكررت اللقاءات والإتصالات، وكانت لقاءت خير وبركه، واتصالات موفقه ومفيده، ولاعجب؛ وهم القوم لايشقى بهم جليسهم، ولا أذيع سراً إذا قلت إنني استفدت من تلك اللقاءت والإتصالات ومايجري فيه من مطارحات ومناقشات، مالم أستفده في ردهات الجامعات، وتفتحت لي آفاق في العلم والمعرفه المؤصله، ماكنت أظن إدراكها لولا تلك الصلة المباركه بالشيخ، واقتبست من هديه وسمته أشياء لايدركها من ترك مجالسة العلماء، وجعل وسائل الإعلام سماعا وقراءة، سميره وهٍجَّيْراه، ومجالس القيل والقال ديدنه وقصاراه.

وأصبح بعدها لكتاب [معجم المناهي اللفظية] مكانة خاصة عندي؛ إذ بسببه حصل لي الاتصال المباشر بالشيخ والتعرف عليه من قرب.

بقيت اشارة سريعة إلى بعض مالم يُنشر من مؤلفات الشيخ في بعض الموضوعات، لعل في ذلك تذكيراً بسرعة إخراجها؛ للحاجة الى علم الشيخ ورأيه فيها، وهذه هي:

1) من طريق السلف.

2) ليس من طريق السلف.

3) المدخل الى فقه النوازل.

4) فائت الفقيه.

5) العطل الأسبوعية والحولية.

6) رسالة في حكم الأناشيد الإسلامية.

7) مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين.

8) كشف الجلّة (الأجلّة) عن الغلط على الأئمة.

9) فتوى جامعة فيما يتعلق بكتابة الأدعية والأذكار على الجدر واللافتات ونحوها.

10) تفسير القران، مختصر.

11) سيرة الشيخ ابن باز- رحمه الله -.

12) أصول الإسلام لدرء البدع عن الأحكام.

13) ماقيل فيه: لا أصل له وقد وقع له أصل.

14) الألفاظ الضعيفة في الأحاديث الصحيحة.

15) فقه الكتاب.

16) كتاب الصيام.

17) قواعد الجرح والتعديل.

18) معظم ألفاظ الجرح والتعديل.

19) جزء في المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج.

20) عزة العلماء.

21) ثمرات النظر في مصنفات أهل الأثر.

22) معظم المؤلفات المنحولة وما وقع في اسمه أو نسبته ضرب من الوهم أو الغلط.

وللحديث صلة في تتبع بقية مؤلفات الشيخ المخطوطة والمطبوعة، والكلام عليها بشيئ من التفصيل، محل ذلك [الثبت] يسر الله اتمامه.

وبالجملة فقد اضطلع الشيخ – بجانب ما ورثه من علم – بأعمال لا يقوى عليها إلا هو، ولا أقول مثله، وخرج معه من دقيق الفقه، وجميل الإختيارات مالا يتأتى إللا منه، و كان له من الجهد والقيام بخدمة هذا الدين والدفع في نحر العدو وصد عادياته عن هذه الأمة مالا يقوم غيره مقامه، ولعله بذلك إنما يحفظ على الأمة الإيمان الموروث، والأصول النبوية ممن أراد تحريفها وتبديلها، وصنيعه هذا يعد من العمل المبرور والسعي المشكور - إن شاء الله- الذي سيجد جزائه عند ربه – عز وجل- والله لا يخلف الميعاد.

هذا والحديث عن الشيخ ذو شجون، ولو أطلق العنان للقلم، لما استطاع أن يلم، وليس كل مايعلم يقال، ولو قيل فلا يحتمله هذا المقال، ويكفي من القلادة ماأحاط بالعنق.

ختاما أضع بين يدي من يهمه الأمر إقتراحا بإنشاء موقع على الشبكة العالمية، يحمل اسم الشيخ للتعريف به على المستوى العالمي، ولتتم الإستفادة من آثاره وعلومه، ولتحقيق تواصل أكبر بين محبيه ورواد مدرسته، وللدفاع عنه وعن مؤلفاته ضد تشغيبات ربائب المبتدعه، وأفراخ العلمنة، ودسائسهم الخفية والمعلنة. والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل. رحم الله شيخنا بكراً رحمةً واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وقدس روحه في عليين، وسلام عليه في العلماء العاملين، وسلام عليه في عباده الصالحين، وسلام عليه في الذابين عن تراثهم الى يوم الدين.

اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده واغفر لنا وله وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

و كتب سليمان بن عبدالله العمير

كلية الشريعة – الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية المنورة

[email protected]

رحم الله الشيخ بكر و جزى الله الشيخ سليمان خير الجزاء و أعانه على إتمام الثبت إنه ولي ذلك و القادر عليه ..

و قبل الختام احب ان انوّه إلى انّ هناك مقالاً آخر ماتع ايضاً نُشٍر في جريدة الجزيرة يوم الثلاثاء الموافق 5/ 2/1429هـ بعنوان ((عزاؤنا في ابي زيد ما ورَّث من علم .... !)) لكاتبه الدكتور / حسن بن فهد الهويمل. و كذلك في نفس الروعة مقال آخر منشور في جريدة الشرق الاوسط بعنوان ((العلاّمة الشيخ بكر بن عبدالله ابوزيد - رحمه الله -: حراسة حق .. و فقه نوازل ... و جهاد قلم)) لكاتبه فضيلة الشيخ الدكتور / صالح بن عبدالله بن حميد - حفظه الله -.

هذا ما احببتُ إطلاعكم عليه و جزاكم الله خيراً و اعتذر إذا كنت قد اطلتُ عليكم و شكراً للجميع.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير