تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وقال يا ولدي أنت لست مغربي، والمغاربة ما قرؤوا القرآن بهذا الشكل فأنت مصري واذهب ابحث عن جذورك في مصر، فقال له الشيخ الزيات ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، العلم لا وطن له. فاقترح على المشايخ، وشهد فيّ الشيخ الزيات مع كبر سنه بقوله ًسيقرأ علي وعن طريقه ينتقل إسنادي إلى المغربً، ومعلوم أن تلامذته هم المنتصبون للإقراء. وقرأت عليه ختمة بقراءة ابن كثير ثم برواية ورش، ثم قرأت عليه شيئا بالقراءات السبع ولكن والحمد لله قرأت ختمة بالعشر الكبرى وهي ما تسمى بختمة الطيبة مع الشواذ، لي منه إجازة وإسناد بالقراءات العشر الكبرى وكذلك بالقراءات الشاذة وهذا أعلى ما يوجد الآن في الدنيا، بعدها كنت قرأت في جامعة أم القرى حيث أخذت الماجستير دبلوم الدراسات العليا في القراءات بتحقيق كتاب اسمه القول الفصل في اختلاف السبعة في الوقف والوصل لأبي زيد عبد الرحمن بن القاضي المكناسي تحت إشراف الدكتور الشيخ العلامة أحمد مولاي أحمد العلوي، حينها درّست في كلية اللغة وانتقلت مرة أخرى إلى جامعة أم القرى وسجلت بها دكتوراه الدولة تحت عنوان فرائض المعاني في شرح وإعراب حرز الأماني للإمام العلامة الصنهاجي صاحب المقدمة، وله شرح من أغنى الشروح للشاطبية، وهو عندي، أنا، أزكى من اللآلئ الفريدة للفاسي ومن كنز المعاني للجابري، لأن كتب الرجل كانت تطبيقا لكتاب سيبويه في الشاطبية، وكان هذا الرجل مغمورا لا يعرف إلا بمقدمته، وقد عرفنا به وكان تعريف سابق من الدكتور العلامة عبد الهادي احميتو من أسفي يعنى بالعلم، واجتمعنا على التعريف بهذا الرجل، وتعتبر هذه الترجمة التي ترجمت له من أوسع التراجم لأني نحتها من صخور التراجم، ونوقشت هذه الرسالة وحصلت على الدرجة الأولى في جامعة أم القرى.

هذا الخير الذي عمكم، هل تنوون إشاعته على طلاب العلم وعشاق القرآن بالمغرب؟

درست القرآن بجامعة أم القرى وعرض علي التدريس في جامعات المملكة العربية السعودية، وكنت اختيرت لتسجيل المصحف المرئي للقراءات العشر في رابطة العالم الإسلامي، لكن السفر حال بيني وبين ذلك، واختيرت في الجامعة الخيرية الكبرى للقرآن للتعاقد مع وزارة المعارف بالسعودية، وعرضت علي مناصب كبيرة في الإمارات وأمريكا، وكندا وفي بريطانيا لكن اخترت المغرب لأنه المحتث ولأنه المنمى ولأنه الأصل، وحتى لا يضيع أبناء المغرب، فقد كنت كالأولى من الأعلام المغاربة الذين رحلوا لكي ينهلوا من المعين الصافي المشرقي ويؤسسوا مدارس. ونحن بصدد تأسيس مدرسة كبرى للقراءات ووضعنا خطتها، وسنشرع في عمل تأسيس معهد كبير يعنى بالقراءات على غرار المعهد الأزهري القديم الذي كان في الأربعينيات على أيام الضباع والحسيني وغيرهما، وسيكون مرجعا للقرآن بالقراءات المتواترة والشاذة، و كل ما يعنى برسم القرآن ضبطا ورسما ووقفا وابتداء وانتهاء وقراءة، وقد طلبتني وزارة الأوقاف للتنسيق معها، وسيكون نبراسا في المغرب الأقصى ونريد أن نحيي ما مات في الأزهر الشريف، وسيكون فيه لجنة الإشراف على تسجيل المصاحف، ولجنة الإشراف على طباعة المصحف الشريف بدل أن نرسله إلى القاهرة ليراجع، وسنخرج تلاميذ بل أمما في القراءات التي نريد أن نحييها فقط، لأنه كانت في المغرب مدرسة لا يعلى عليها، وإذا تفحصتم الأسانيد لن تجدوا إسنادا متواترا إلا وهو موصول بحلقة مغربية، فلابد أن تمر الأسانيد بأبي القاسم الشاطبي، وبسليمان بن نجاح، وبن غلبون، وبأبي عمر الداني، وبمكي بن أبي طالب القيسي، وغيرهم كثير، وحصلنا على أسانيد تمر بأبي زيد القاضي، وبجمعة الهبطي والفاسي وبابن غازي، ونريد إن شاء الله أن نحيى ما أميت، ففي عصر المرينيين، في أواخر القرن السادس والقرن السابع المدرسة المغربية كانت هي المعين الوحيد للقراءات في العالم كله، ولكن للأسف انقطعت أسانيدهم، والآن كل الأسانيد التي لا تأتي من المشرق تعتبر مدخولة وناقصة ومبتورة ولا تقوم بها حجة ولا ينهض بها دليل، ونحن ما خرجنا إلا لوصل هذه الحلقة العلمية.

ما هو برنامجكم في هذا المعهد؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير