ومن النماذج المشرفة في هذا الجانبالدكتور "نزار ريان"، والذي اغتالته طائرات الغدرالصهيونية في الحرب التي تدور رحاها الآن في غزة، نسأل الله أن يتقبله فيالشهداء.
إن الشيء الرئيس الذي يجذبك في هذه الشخصية هو الجمع بين العلموتعلمه إلى تعليمه إلى بحث وتأليف، وبين العمل الدعوي العام والمساهمة في الخطابةوالوعظ والإرشاد، والعمل على فض المنازعات، وإصلاح ذات البين، بالإضافة إلى الجهادومساهمته الفعالة في ميدان القتال الميداني بالإضافة إلى المساهمة في التخطيط لهذاالقتال، رحم الله الشيخ نزار ريان ورفع درجته في العليين.
ولقد نعاه شيخهوأستاذه العلامة "عبد الرحمن البراك" مادحا فيه هذا الجمع بين العلم والجهاد، وذاكرا لآخر اتصال بينهما قبيل قتله بقليل، فقال حفظهالله:"الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وبعد، فأسأل الله أن يغفر لأبي بلال ويسكنه فسيح جناته، ويحسن عزاء والدته وأبنائه وكل منبقي من أهله، وإخوانه وزملائه في الجهاد، لقد عرفت الدكتور نزار عندما كان طالباًفي كلية أصول الدين في الرياض، فكان من خيرة الطلاب تحصيلاً وإقبالاً على العلم، معالأدب وحسن السيرة، ثم واصل مسيرة العلم حتى نال درجة الدكتوراه في علوم الشريعة، وإلى جانب مسيرته العلمية رغب أن يكون جندياً في جهاد أعداء الله اليهود الظالمينالمحتلين للقدس وفلسطين بلاد الإسلام، فكان هو وأسرته ممن جعلوا الجهاد لليهود أهمهمومهم من منطلق الجهاد لإعلاء كلمة الله، فقد قدم ابنه إبراهيم الذي قتل على أيدياليهود مجاهداً، ولم يزل أبو بلال سائراً على هذا الخط حتى صار أحد قادة المجاهدينالصابرين على البلاء.
وما نتج عن حصار اليهود لغزة في السنتين الأخيرتين، ومع عظم ما ابتلوا به من حصار وتدمير فقد كانوا يتسمون بالبسالة والصمود والثبات، فسبحان من ثبت قلوبهم أمام هذا الغزو، وهذا المصاب الفادح.
ومن المصادفاتالعجيبة الجارية بقدر الله أنه اتصل بي أبو بلال في آخر يوم قبل مصيبته بأربعوعشرين ساعة، وقد استغرق الحديث معه أكثر من ربع ساعة، ووصف لي ما يعاني منه أهلغزة من التجويع والترويع حتى إنه قال لي وهو يحدثني: إن البيت والأرض الآن تتزلزلالآن.
وقد عجبت من حديثه وهم بهذه الحال لما يتسم به من الثبات، فلا يظهرعلى حديثه أي تأثر، فدعوت الله له ولإخوانه من أهل غزة بمزيد الصبر والثبات، وأنيكشف الله عنهم الشدة.
ثم بلغنا نبأ ضرب اليهود لمنزله وما نتج عن ذلك منقتله ومعظم أسرته، نسأل الله أن يبلغهم منازل الشهداء وأن يرحم الجميع وأن يغفرلهم، ويجبر والدته ومن بقي من أولاده، وأن يجعلهم خلفاً صالحاً، ولقد وجدت لمصابهوقعاً عظيماً في نفسي، لا سيما مع قرب العهد بالحديث معه، فما أقرب الآخرة منالدنيا، نسأل الله أن يحيينا حياة طيبة، وأن يثبتنا على دينه، وأن يكشف البلاء عنأهل غزة، وعن سائر المظلومين والمستضعفين، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آلهوصحبه وسلم" ا. هـ (نقلا عن موقع المسلم).
وإذاكانت إسرائيل تظن أن باصطياده قد اصطادت صيدا ثمينا، فإننا ندعو إخواننا في فلسطينوندعو المسلمين، في كل أنحاء العالم، أن يضعوا نصب أعينهم تعويض غياب القياداتوالكفاءات، بتحفيز الناشئة إلى أن يوطنوا أنفسهم على سد الثغرات، والله نسأل أن يمدأبناء الأمة بمدد من عنده حتى يطيقوا حمل الرسالة.
وإليك ترجمة مختصرة للشيخ نزار ريان -رحمه الله- بتصرف (1).
السيرة الذاتية للدكتور نزارريان:
- نزار بن عبد القادر بن محمد بن عبد اللطيف بن حسن بن إبراهيمبن ريَّان.
- البلدة الأصلية: نِعِلْيَا من قرىعسقلان بفلسطين، اغتصبها اليهود منذ أكثر من 50 سنة، وأسكن معسكرجباليا.
- الميلاد: فجر الجمعة 26 شعبان 1378للهجرة، الموافق 6/ 3/1959م في معسكر جباليا المذكور.
- الوظيفة: أستاذ الحديث النبوي الشريف بقسم الحديث الشريف كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية بغزة، فلسطين.
- الحالة الاجتماعية: متزوج من أربع سيدات، وله ست أولاد ذكور، وست بنات، وحفيدان.
العنوان: فلسطين، غزة، معسكر جباليا، جوار مسجد الخلفاءالراشدين.
- الحياة العامةوالاجتماعية:
1 - عمل إماماً وخطيباً متطوعاًلمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا منذ 1985 - 1996م.
2 - نشأ في أحضان الدعوة الإسلامية المجاهدة في فلسطين.
¥