[الحزن والخطر في حياة الألباني رحمه الله تعالى]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[17 - 04 - 08, 02:24 م]ـ
وها نحن اليوم أمام علم شامخ آخر من أعلام أهل السنة،أقف بكم اليوم أمام شامة الشام ,ومحدث الزمان ,وحيد عصره ,وفريد دهره ناصر الدين - والسنة - الألباني رحمه الله رحمة واسعة،لنلحظ جانباً من حياة هذا العلم الزاخرة بالتعلم والتعليم،ونشر صحيح السنة،والدعوة إلى الرجوع والتحاكم إليها ....
في المقال أعرض عليكم الأخطار التي مرّ بها الألباني في حياته كما حكاه بلسانه ومن خلال بعض كتبه التي سطّر في مقدماتها هذه الأحداث الرهيبة التي مرّ بها إمام من أئمة هذا الزمان في الوقت الذي كان ينام فيه أهل الباطل والجور سالمين آمنين ....
وأعرض فيه أيضاً بعض أحزانه التي فطرت فؤاده الطاهر الزكي أسىً وحزناً على ما وصلت إليه الأمة من البعد عن الدين وأحكامه وشرائعه، وذلك من مقدمات كتبه المفيدة الماتعة والمتميزة بالعلم المؤصل من الكتاب والسنة على فهم سلف هذه الأمة ....
الإمام الألباني في خطر.
عن عبد الله بن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات حين يصبح وحين يمسي اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي قال يعني الخسف. رواه أحمد بن حنبل في المسند [جزء 2 - صفحة 25] 4785، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح رجاله ثقات
(والروعات) الفزعات. ومعنى آمن روعاتي أي ادفع عني خوفا يقلقني ويزعجني. وكأن التقدير. وآمني من روعاتي.
1. الألباني يتعرض لرصاصات القناصة.
يقول رحمه الله: ولعل من أسباب ذلك الحرب الأخير في لبنان،والتي لا تكاد أن تهدأ قليلاً، وتستقر فيها الأحوال، حتى تعود إلى نحو ما كانت عليه من قبل أو أشد، الأمر الذي يجعل أعمال الناس ومصالحهم تتعطل أو تتأخر، ولو ظهر أنها ركدت بعض الشيء فالخوف من عودتها سيطر على الجميع،والفتنة والقتل بدون أي سبب لا يزال مستمراً، حتى لقد كدت أن أكون أنا وبعض أهلي من ضحاياها، برصاصات غادرة أطلقها علينا بعض القناصة من بعض البنايات المتهدمة في بيروت بتاريخ 2 صفر الخير سنة 1399هـ أصابت سيارتي في ثلاثة مواضع منها، كادت أن تكون قاتلة ن ولكن الله سلم فلم نصب بأذى في أبداننا مطلقاً ن والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
انظر: غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام (المقدمة) ص 7، الطبعة الثالثة 1405هـ1985م،المكتب الإسلامي.
2. الألباني حبيس السجن.
لقد وصل الأمر بالحاقدين على الشيخ إلى حد الوشاية به وقول الزور إلى الحكام مما أدى إلى سجنه نحو ستة أشهر، وكان قد سجن مرة قبل ذلك عام 1967م لمدة شهر فقط، وقد يسر الله له من التوفيقات الربانية ما أتاح له الاتصال بمن لولا ضرورات السجن لما فكروا يوماً بلقائه، فضلاً عن الدخول معه في حوار عدل كثيراً من أفكارهم عن الشيخ وعن السلفية.
انظر: حياة الألباني، للشيباني (1/ 53 - 56) بتصرف،و صفحات بيضاء من حياة الإمام الألباني ص32، مكتبة البلد الأمين الطبعة الأولى 1420هـ لعطية عوده.
3. الألباني يفر بدينه ويهاجر.
يقول رحمه الله: فإن الله تبارك وتعالى قد جعل بحكمته لكل شيء سبباً، ولكل أمر سمَّى أجلاً، وقدر كل شيء تقديراً حسناً، وكان من ذلك أنني هاجرت بنفسي وأهلي من دمشق الشام إلى عمان، في أول رمضان سنة 1400 هـ فبادرت إلى بناء دار لي فيها آوي إليها ما دمت حياً، فيسر الله لي ذلك بمنه وفضله وسكنتها بعد كثير من التعب والمرض أصابني من جراء ما بذلت من جهد في البناء والتأسيس، ولا زلت أشكو منه شيئاً قليلاً، والحمد لله على كل حال، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
انظر: رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار للإمام الصنعاني تحقيق الألباني (المقدمة) ص 5،الطبعة الأولى 1405هـ -1984م، المكتب الإسلامي.
4. الألباني يسير على طريق الخوف والحذر.
¥