في يوم من الأيام دعي الناس إلي التبرع لمركز أهل الحديث فقام الشيخ إحسان إلهي ظهير أول الناس ودفع " خمسمائة ألف روبية " تبرعا للمركز، فلما رآه الناس، تأسوا به وتبرعوا بأموال كثيرة بلغت في ذلك اليوم سبعة ملايين روبية لبناء المركز.
فكان رحمه الله يقول ويفعل ويتعلم ويعمل.
أما ثباته على دينه وعقيدته ومنهجه فالحديث عنه عجيب، فالشيخ إحسان إلهي ظهير عرف بأنه قاصم ظهور الفرق المخالفة للإسلام والسنة كثير التنديد والردود عليها والتحذير منها وكشف أستارها وإظهار ما عندها من الضلالات والمخازي ولا سيما الروافض فقد كتب فيهم مجموعة من الكتب التي لازالت إلى اليوم من أفضل ما كتب في الرد عليهم.
وكانت الروافض تطلب إليه أن يكف عنهم وأن يصادر الكتب التي ألفها فيهم فكان يقول لهم: أفعل ذلك إذا أحرقتم كتبكم! ومن المواقف الظريفة التي وقعت له مع الرافضة أن أحد ملالى إيران ممن يلقب بآية كان أرسله الخميني إلي الشيخ إحسان إلهي ظهير لينقل له إعجاب الخميني بكتابي الشيخ إحسان " البابية " و " البهائية " ثم دعاه إلي زيارة إيران فقال له الشيخ إحسان: ومن يضمن حياتي؟ فقال له: أنا أضمن حياتك وسأبقي هنا عند أتباعك إلي أن تعود إلي باكستان، فرد عليه الشيخ إحسان: وما يدريك لعلك من المغضوب عليهم عند الخميني!!
- محاولات اغتياله:
أما الإسماعيلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الأغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعيلية، ولو بإغرائه بالمال! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له: يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين (!) لا لتفرق كلمتهم0 فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير: نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!!
- استمراره في ثباته على الحقِّ:
ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار. وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه.أهـ.
- استمرار التهديدات له، والخاتمة الحسنة:
ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا.
ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله!
فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك،
لله تلك النفوس الأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية!
¥