أما الإسماعيلية فقد حاولوا معه فلم تفلح محاولتهم حيث قام زعيمهم " كريم الأغا خان" بدعوة الشيخ إحسان إلي بريطانيا للتفاهم معه وإقناعه بعدم الكتابة في الإسماعيلية، ولو بإغرائه بالمال! وأرسل الأغا طائرة خاصة إلي كراتشي لتحمل علي متنها الشيخ إحسان إلهي ظهير رحمه الله، فما كان من الشيخ إلا أن رفض هذا العرض فأرسل إليه الأغا رسالة يقول له: يجب أن تكتب لتوحيد صفوف المسلمين (!) لا لتفرق كلمتهم. فرد عليه الشيخ إحسان إلهي ظهير: نعم لتوحيد صفوف المسلمين المؤمنين بالله وحده وبرسوله وتعاليمهما، لا لتوحيد صفوف المسلمين مع الكفار المنكرين لختم نبوة محمد صلي الله عليه وسلم، والمعتقدين برسالة محمد بن إسماعيل!!
- استمراره في ثباته على الحقِّ:
ولم يزل الشيخ إحسان إلهي ظهير ماضيا في جهاده لهذه الفرق ما جعل حياته مهددة بالخطر ولم تزل هذه الفرق ترسل له بالتهديدات كتابيا وهاتفيا، وهو لا يلوي على شيء رحمه الله ولقد كاد أن يقتل في أمريكا وأهدر دمه الخميني وقال: من يأتي برأس إحسان فله مئتا ألف دولار. وحاولوا قتله مرات وأطلقوا عليه الرصاص! يقول احد أساتذته من مشايخ الجامعة الإسلامية: زرته في باكستان مرة وهو مصاب وقد هدد مرات ومرات من قبل أهل الأهواء، فهم ما رأوا أحدا من المعاصرين بعد محب الدين الخطيب أشد منه.أهـ.
- استمرار التهديدات له، والخاتمة الحسنة:
ولم تزل تهديدات القوم تترى عليه، وحياته في خطر دائم يزداد يوما بعد يوم حتى وقع الحادث الأليم والخطب الجلل الذي اهتزت له باكستان بل اهتزت له الدنيا.
ففي يوم الثالث والعشرين من شهر رجب سنة 1407هـ كان الشيخ إحسان إلهي ظهير جالسا في ندوة العلماء التي تعقدها جمعية أهل الحديث وكان الحاضرون قريبا من ألفين وفي أثناء الليل وقد قرب الوقت من الساعة الحادية عشرة ليلا كان الشيخ إحسان يتكلم وقد أرسلت مزهرية إلي المنصة قدمها أحد الأشخاص مكتوب عليها " إحسان إلهي ظهير الذي لا يخاف في الله لومة لائم " وتناقلتها الأيدي إلي أن وصلت إلي المنصة، وبعد نحو من عشرين دقيقة انفجرت المزهرية انفجارا هائلا مدويا فحصدت في الحال تسعة أشخاص وأصيب العشرات ورمت بالشيخ إحسان إلي مسافة عشرين أو ثلاثين مترا وقد ذهب ثلث جسده عينه اليسرى وجنبه ورجله وأذنه غير أنه لم يفقد وعيه، وهرع الناس إلي الشيخ وكانوا في حالة لا يعلم بها إلا الله!
فكان يقول لهم وهو في جراحه: اتركوني واذهبوا إلي الناس الآخرين، ورأى أحد الحاضرين يبكي عليه، فزجره وقال له: إذا كنت تبكى فكيف تعزى غيرك،
لله تلك النفوس الأبية، وتلك القلوب الشجاعة القوية!
ونقل الشيخ إلي المستشفي المركزي في مدينة لاهور، وبلغ الخبر إلي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كلم خادم الحرمين الملك فهد بن عبد العزيز بضرورة نقل الشيخ إلي المملكة لتلقى العلاج فتحركت الحكومة ممثلة في قنصلها بباكستان الذي بادر بزيارة الشيخ إحسان ومن ثم نقله إلي المملكة، وفي الرياض استقبل الشيخ إحسان استقبالا كبيرا من قبل المسؤلين والعلماء والوجهاء
وتم تحويله إلي المستشفي العسكري بالرياض، وكان أمر الله قدرا مقدورا، ففي صباح يوم الاثنين الموافق الأول من شعبان سنة 1407هـ في تمام الساعة الرابعة فاضت روح الشيخ إحسان إلهي ظهير إلي باريها.
بعد حياة حافلة بالعلم والدعوة والجهاد والدفاع عن الإسلام والسنة، ومقارعة أعداء الدين والملة وحينما انتشر خبر وفاته رحمه الله في الرياض حزن عليه الناس حزنا شديدا، وأغلقت المعاهد العلمية في الرياض وأغلقت المحلات التجارية القريبة من الجامع الكبير واحتشد الناس للصلاة عليه يتقدمهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز في جمع غفير من العلماء والدعاة وطلبة العلم وعامة الناس وسمع البكاء والنشيج ورؤى التأسف على وجوه الناس ثم نقل جثمانه إلي المدينة النبوية في طائرتين عسكريتين بصحبة أقاربه وأحبابه، طائرة لنعش الشيخ ومعه ستة أشخاص فقط وطائرة لأسرته ومن كان في رفقته.
¥