{فَمَن لَّمْ يَجِدْ}: أي فمن لم يجد منكم من ظاهر من امرأته رقبة يحرّرها: فعليه صيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا ([3] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#3)).
{ مُتَتَابِعَيْنِ}: الشهران المتتابعان هما اللذان لا فصل بينهما بإفطار في نهار شيء منهما إلا من عذر ([4] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#4)).
{ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا}: المراد بالتماس هنا: الجماع، وقيل: المراد الاستمتاع بالجماع أو اللمس أو النظر إلى الفرج بشهوة ([5] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#5)).
{ حُدُودُ ?للَّهِ}: أي محارمه، فلا تنتهكوها ([6] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#6)).
المعنى الإجمالي:
أخبر سبحانه وتعالى قبل هذه الآية الكريمة بأن على الذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا، أي: يعزمون على وطئهن بعد الظهار منهن، فالواجب عليهم قبل الوطء تحرير رقبة ذكراً كانت أو أنثى صغيرة أو كبيرة، لكن مؤمنة لا كافرة، ثم يتدرج سبحانه في الحكم في هذه الآية بأن من لم يجد رقبة لانعدامها، أو غلاء ثمنها فيجزئه صيام شهرين متتابعين، فإن لم يستطع لعلّةٍ قامت به فالواجب إطعام ستين مسكيناً يُعطي كل مسكين مداً من بُرٍ أو نصف صاعٍ من غير البُرّ كالشعير والتمر ونحوهما، كلّ ذلك من قبل أن يتماسا.
ثم يبيّن الله سبحانه أن ما تقدّم من أحكام الظهار إنما شرعها للمؤمنين ليؤمنوا بالله ورسوله، إذ إن طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم واجبةٌ ومتحتّمة، ومعصيتهما من الكفران، ثم يبيّن أيضاً أن هذه الأحكام ما هي إلا حدود لا يجوز للمسلم تجاوزها وتخطيها، وإلا نال من عذاب الله تعالى الشيء العظيم الموجع ([7] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#7)).
الفوائد:
1. بيان حكم الظهار وأنه محرّم، ومعصية لله تعالى ([8] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#8)).
2. من ظاهر من امرأته فعليه عتق رقبة، فإن لم يستطع فعليه صيام شهرين متتابعين لا يقطعهما بفطر، فإن لم يستطع فعليه إطعام ستين مسكيناً لكل مسكين مدّ من بُرّ أو مُدين من غير البُر كالشعير والتمر ([9] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#9))، وقيل: ما يُشبع من غير تحديد ([10] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#10)).
3. الكفّارة هنا مرتّبة، فلا سبيل إلى الصيام إلا عند العجز عن الرقبة، وكذلك لا سبيل إلى الإطعام إلا عند عدم الاستطاعة على الصيام ([11] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#11)).
4. يجب إخراج الكفارة إذا كانت عتقاً أو صياماً قبل المسيس، كما قيده الله، بخلاف كفارة الإطعام، فإنه يجوز المسيس والوطء في أثنائها ([12] ( http://www.alminbar.net/malafilmy/ramadan/malaf28/4.HTM#12)).
* * *
([1]) رواه أحمد في المسند (6/ 410)، وحسنه الأرناؤوط في جامع الأصول (7/ 652)، وانظر الجامع لأحكام القرآن (17/ 277).
([2]) رواه الترمذي في تفسير القرآن، باب: ومن سورة المجادلة (3299)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2628) وانظر تفسير القرآن العظيم (4/ 4998).
([3]) انظر جامع البيان (23/ 232) وروح المعاني (28 - 82).
([4]) انظر جامع البيان (23/ 232).
([5]) انظر فتح القدير (5/ 259).
([6]) انظر تفسير القرآن العظيم (4/ 502).
([7]) انظر فتح القدير (5/ 259) وأيسر التفاسير (5/ 285).
([8]) انظر فتح القدير (5/ 259).
([9]) انظر الجامع لأحكام القرآن (17/ 287) وأيسر التفاسير (5/ 285).
([10]) انظر روح المعاني (28/ 16).
([11]) انظر الجامع لأحكام القرآن (17/ 285).
([12]) انظر تيسير الكريم الرحمن (ص784).
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[19 - 08 - 09, 06:35 م]ـ
¥