تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والدكالي رحمه على سعة علمه وتبحره في العلوم كانت لديه بعض الأخطاء. أما بالنسبة لعمالته للعدو الفرنسي فهو مبالغ فيه لأن ما يعاب على الشيخ الدكالي أنه كان وزيرا للعدل تحت حكم الفرنسيين. وهذا له مخرج فانه ليس من الحكمة أن يترك هذا المنصب لأنه كان يحكم بين المسلمين المغاربة.

أما التهمة التي تقول أنه كان يحارب المجاهدين فقد فندها هو بنفسه كما نقلها عنه تلميذه جعفر الناصري فقد قال "ان قوما يزعمون أنني أحارب المجاهدين وهذا كذب لأنني أحارب بعض الثوار الذين يكونون سببا في تسليم البلد والتعاون مع العدو كبو حمارة وبوعمامة"

وهذه التهم كان مصدرها الصوفية الذين كانوا ينعتونه بالوهابي.

وفي الحقيقة أن الطرق الصوفية في المغرب هي من ساندت المستعمر الفرنسي كالزاوية الكتانية التي تجند شيخها عبد الحي الكتاني لخدمة المستعمر والزاوية التيجانية والدرقاوية والبودشيشية والريسونية وغيرها.

في حين أن الحركة الوطنية كانت تتألف من زعماء السلفية كابن العربي العلوي وعلال الفاسي وابراهيم الكتاني

وأحمد القري وغيرهم من الذين أمنوا بالفكرة السلفية.

وقد أعد الباحث المغربي عكاشة برحاب كتابا سماه "الطريقة البودشيشية" كشف فيه عن مساندة الزوايا الصوفية للمستعمر الفرنسي ابان الاستعمار وذلك من خلال اطلاعه على كثير من الوثائق بجامعة باريس والمراسلات التي كانت بين جيش العدو والطرق الصوفية في المغرب. فارجع اليه فانه مهم.

وقد تحدث عن هذه الخيانة علال الفاسي في محاضرته التي ألقاها بمصر "حديث المغرب في المشرق ".

و" الحركة السلفية بالمغرب العربي".

وقد كان زعماء الحركة الوطنية بالمغرب على علاقة بجمعية العلماء المسلمين بالجزائر بقيادة عبد الحميد بن باديس زعيم الدعوة السلفية في الجزائر المجاهدة. وقد تحدث محمد البشير الابراهيمي عن خيانة الطرق الصوفية في الجزائر والمغرب من خلال كتابه "نشر الطي من أعمال عبد الحي".فان الطريقة العلوية الجزائرية كانت مع المستعمر الفرنسي ضد مجاهدي الجمعية حتى أنهم حاولوا اغتيال عبد الحميد بن باديس فنجاه الله وقد اغتالوا جملة من أصحابه راجع لذلك مجلة الشهاب الجزائرية الناطقة باسم الجمعية وهي مجموعة ومطبوعة في 20 مجلدا.

أما بالنسبة لمحمد بن العربي العلوي فالحكايات التي تقول أنه كان يدخن كلها كذب. وأما انتمائه للاتحاد الاشتراكي فغير صحيح فهو كانت له علاقة طيبة ببعض الشباب الذين انظموا تحت لواء بعض الأحزاب فجره ذلك الى القاء خطب في مركز الاتحاد الاشتراكي لارشادهم علما بأن هؤلاء لم يكونوا من يعتقدون الفكر الشيوعي فان المهدي بن بركة قال "لولا محمد بن العربي العلوي لأصبح جل سياسي الاتحاد الاشتراكي ملاحدة"

ومن خلال خطبه التي كان يلقيها والتي نشر بعضها محمد الوديع الأسفي في كتابه "السلفي المناضل محمد بن العربي العلوي"تتمحور حول ضرورة الحكم بالشريعة الإسلامية فارجع الى الكتاب المذكور.

والدليل على ذلك أنه كان يشغل مرتبة وزير لكنه لما رأى الحكم انحرف عن الاسلام تنحى من منصبه واعتزل الناس واعتزل السياسة وعاش وحيدا بحيث أنه كان لا يجد ما يتقوت به الا أنه اشتغل في اخر عمره ببيع الحليب والبيض كما ذكر عنه صاحب الكتاب المذكور.الى مات وحيدا وأوصى بأن لا يبنى على قبره رحمة الله.

فلو كان يريد الدنيا كما يزعم بعض الحاقدين لما ترك منصبه.

وفي زمنه فانه قد قام بمعارضة أحد الدساتير التي تنص على أن الحاكم يجوز له التشريع فأفتى أن الحاكم هو الشريعة الاسلامية وقد نالته بسبب هذه الفتوى جملة من المحن وهي التي كانت سببا في استقالته فقد حاربه الوزير رضا اكديرة العلماني ونعته بالضلال.

وبينما محمد بن العربي العلوي في منفاه في سجون الاحتلال فان كثيرا من الصوفية كانوا يتنعمون في ظل الاحتلال الفرنسي.

والشيخ محمد بن العربي العلوي ليس معصوما فقد وقع في كثير من الأخطاء. رحمة الله عليه.

أما بالنسبة لعقيدته فانه كان سلفي العقيدة أما محمد عبده والأفغاني فكانت عقيدتهم اعتزالية وشتان بين الفريقين كما ذكر لي الشيخ محمد بوخبزة حفظه الله وهو تلميذه.

ولا ننكر فان بعض الطرق الصوفية ساهمت في جهاد المستعمر كحركة ماء العينين وأحمد الهيبة الا أن هؤلاء كانوا من غلاة الصوفية من عباد القبور وكانوا أصحاب مذاهب هدامة تتمثل في الحلول ووحدة الوجود كما يظهر واضحا من خلال مؤلفاتهم. فلا ينفعهم جهادهم وهم مشركون بالله.

هذا غيض من فيض والا فان الموضوع جد طويل.

ـ[عبدالرحمن المقري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 04:36 م]ـ

من باب الإنصاف، وبحكم اهتمامي بالحركة الإصلاحية في الجزائر، فإنني أصحح بعض ما ورد في كلام الأخ الفاضل الخريبكي فأقول:

1 ـ أن الإمام ابن باديس صحيح أنه قد تعرَّض لمحاولة اغتيال، أما قولكم: وقد اغتالوا جملة من أصحابه راجع لذلك مجلة الشهاب الجزائرية الناطقة باسم الجمعية، فهذا ما لم يحدث بالجزائر، فيما أعلم.

2 ـ أما فيما يخص كتاب: نشر الطي، للشيخ الإبراهيمي رحمه الله تعالى، فهذا الكتاب غير موجود، بل هو مجرد تهديد صدر من الإمام للكتاني في مقالة فضح فيها بعض ما كان يقوم به هذا الأخير لنصرة الطرق خدمة للاستدمار الفرنسي.

وقد عدَّه الشيخ ابن سودة من جملة المؤلفات التي كتبها الشيخ الإبراهيمي في كتابه الماتع: دليل المؤرخ المغربي، وهو ما أوقع الكثير ممن كتبوا عن الشيخ الإبرلهيمي فنسبوه إليه، والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير