تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ومما أحيلك عليه مذكرات القائد الناجم الاخصاصي وهو أحد القواد السوسيين الذين كانوا ضمن الجيش المخزني قبل أن ينتمي الى صفوف المقاومة بعد سنة 1912 المنشورة في المعسول لمحمد المختار السوسي الجزء 20.

ويظهر أن موقف الدكالي مستعيد لموقف الناصري من الجهاد ومعتنق له في قول الناصري صاحب الاستقصا:"لا يخفى أن النصارى اليوم على غاية من القوة والاستعداد، والمسلمون لم الله شعتهم، وجبر كسرهم، على غاية من الشظف والاختلال. وإذا كان كذلك، فكيف يسوغ في الرأي والسياسة بل وفي الشرع أيضا أن ينابذ الضعيف القوي، أو يحارب الأعزل الشاكي السلاح؟ وكيف يستجاز في الطبع أن يصارع المقعد القائم على رجليه، أو تناطح الشاة الجماء الشاة القرناء .. ؟ " الاستقصا في اخبار دول المغرب ااقصى: 9/ 187.

وهذه القضية شائكة جدا لأن المجتمع المغربي خاصته وعامته انقسم الى اكثر من جبهة في التعامل مع الظاهرة الاستعمارية الحادثة، فصنف من الناس فضلوا الهجرة والهروب من دنس رؤية النصراني الكافر، وآخرون عبروا عن مواقفهم بما يمكن تسميته بالمقاومة السلبية بمظاهرها المتعددة كلزوم البيت وعدم مبارحته كما فعل بعض علماء فاس .. ومنهم من العلماء وذوي السلطة من قواد العهد القديم خصوصا من تعامل مع فرنسا وسلطات الحماية بوصفها إدارة جديدة لمقاليد الحكم في البلاد، ألم يتعامل أعلى سلطة في البلاد انذاك معهم؟ وفي هذا يقول العروي:"في هذه الظروف ماذا يفعل القوّاد والشيوخ إذا أصبحوا يواجهون جيشا يدّعي أنه يحاربهم باسم السلطان الشرعي؟ " (الجذور الاجتماعية للوطنية المغربية: 24.) في هذا السياق يمكن وضع موقف الدكالي، ما اود قوله أن ما وقع وقع وتحقق تاريخيا ولا مناص من ذكره عندما يتعلق الأمر بسيرة فلان من الناس، فالدكالي والمراكشي والحجوي والرهوني والكلاوي والكتاني كانوا موظفين في الجهاز المخزني على عهد الحماية والسلام.

ولنرجع الى قضية تعاون الزوايا مع المستعمر خلال القرن العشرين.

وأما قولك: و"في الحقيقة أن الطرق الصوفية في المغرب هي من ساندت المستعمر الفرنسي كالزاوية الكتانية التي تجند شيخها عبد الحي الكتاني لخدمة المستعمر والزاوية التيجانية والدرقاوية والبودشيشية والريسونية وغيرها." فإني أوافق في بعضéه مثل حالة الكتاني، ولكن إذا كان شخص مثل عبد الحي الذي أشك أنه كان شيخا للطريقة زمنئذ، فهل كانت الطريقة الكتانية كلها محمية؟ وما دليلك على تعاون باقي الزوايا .. ؟

أقول: أنه لا يجب التعميم بصدد هذا الأمر الإمر، نعم الزوايا ليست كلها جسدا واحدا، وكذلك غيرهم، فالزاوية الدرقاوية مثلا كان احد أبنائها وهو محمد المختا ر السوسي الذي انتمى فيما بعد الى الحركة السلفية ولم ينكر زاوية والده من أشد مناوئي فرنسا ونفي مرتين في معتقل اغبالو نكردوس ومسقط راسه "إلغ". وابن عجيبة ايضا من اشد أعداء اسبانيا عندما دخلت الى تطوات سنة 1860 وكان درقاويا .. في الوقت نفسه الذي تستقبل فيه بعض الزوايا الاسبان بالدفوف والتحيات .. الموقف من الحماية غير مرتبط بفريق أو انتماء أو فكر معين بقدر ما هو منطق شخصي خاضع لحسابات خاصة، فيمكن ان نجد المقاوم الوطني في وسط مخزني ويمكن العكس. يجب ان يذكر الشخص بما فيه وبمواقفه كما هي لا أن نزين شخصه لمجرد أنه فلان، الحقيقة كما هي ولا شيء غيرها، يا سيدي.

وفي الأخير فإن هدفي هو قراءة تاريخ المغرب المعاصر الذي هو من الصعوبة بمكان قراءة موضوعية، ومن صعوبات هذا التاريخ انه مرتبط أشد الارتباط بحضارتنا في المغرب، لذلك يصعب قول أشياء كثيرة تمس الحاضر كثيرا.

ـ[صخر]ــــــــ[05 - 07 - 08, 05:28 م]ـ

بارك الله فيك أخي السوسي ...

ـ[الخريبكي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:28 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم. أخي الكريم أنا لم أنكر أن أبا شعيب الدكالي كان مخطئا لكن قلت أنه لم يبلغ درجة العمالة للمستعمر فكل ما في الأمر أنه كان من المتساهلين.ولقد صرح عبد الكريم الفيلالي بأن الشيخ الدكالي ندم في أخر حياته على جملة من الأمور منها عودته من المملكة العربية السعودية وتعامله مع البنوك ومصاهرته للسويديين الخونة.

أما انكارك لعمالة بعض الطرق الصوفية للمستعمر فسيأتيك الدليل على صحتها فلا تعجل.لأن الصوفية عندهم مبادئ من أهمها أنهم يهملون الواقع وينزوون في الخلوات والزوايا وعندهم أصل هو التسليم للأمر الواقع وعدم الاعتراض على قضاء الله. هذه المبادئ الباطلة جعلت من طبيعتهم العمالة للعدو وعدم محبة الدخول في المواجهات مع أي أحد. أما الإستثناءات فقليلة.

والدليل على ذلك أن جل الطرق الصوفية عندنا في المغرب تلقى الدعم من الحكام الظلمة وتقام لها المؤتمرات بينما يحارب الدعاة الصادقون.

ولقد أصدرت مؤسسة راند للدراسات الاستراتيجية الأمريكية تقريرا لعام 2007 لمحاربة الإرهاب جاء فيه

"يجب تشجيع الطرق الصوفية في العالم لأنها تمثل الإسلام الهادئ على حساب التيارات الأصولية المتطرفة"

أما بالنسبة لمحمد المختار السوسي فاننا لا نعلم ردة فعله تجاه المستعمر لو بقي من غلاة الطرقية الدرقاوية

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير