تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ولعلك تعلم ولا يخفى عليك حكم الشرع فيمن يتبنى الماركسية الإلحادية على حساب الإسلام ويقرر بأن الدين هو سبب تخلف الشعوب مقلدا في ذلك سادته النصارى من منظري الثورة الفرنسية.بحيث أسقط هذا الحكم على الدين الإسلامي متجاهلا الفرق بين الدين الصحيح والدين المبدل المحرف.

قولك " ولكن الرجل باحث بحث وألف واجتهد".أسألك بالله ماذا بحث؟ وماذا ألف؟ وماذا اجتهد؟ أهي طعونه في الإسلام أم انتصاراته للماركسية الإلحادية أم ماذا؟

فاذا كان العروي قد قدم خدمة للأمة الإسلامية فان طه حسين وجرجي زيدان وسلامة موسى وفهمي مرقص قدموا كذلك ولكن ماذا قدموا قدموا التطاول على شرع الله ومحاربة الله ورسوله.

أما من حيث كتاباته التاريخية فما جاء بجديد وانما هو ترديد لمناهج الغربيين الملحديين أصحاب المنهج التاريخي الإلحادي.

يقول العروي في كتابه "مفهوم التاريخ" ج2ص 349

"نستطيع أن نقرر أن التاريخية هي فلسفة كل مؤرخ يعتقد أن التاريخ وحده العامل المؤثر في أحوال البشر بمعنى أنه وحده سبب وغاية الحوادث".

وهذا هو مذهب الدهرية الملحدين الذين حكى الله قولهم في كتابه {وقالوا ما هي إلاَّ حياتُنا الدنيا نموت ونحيا وما يُهلكنا إلا الدهر}.

وبسبب هذا المذهب الفاسد بلغت بالعروي الجرأة أن يقول في"مجمل تاريخ المغرب" ص97

" هكذا تعاقب على حكم المغرب الوندال ثم البيزنطيون ثم العرب ... يخدع بسهولة المتغلب اللاحق المتغلب السابق ثم يواجه الصعوبة الحقيقية ويعجز عن اخضاع السكان الأصليين "

الى أن قال بعد عدة صفحات

"تصرف العرب كالوندال والبيزنطيين أي كورثة.ومن يدعي أنهم خرموا عقد سيرورة المغرب فانما يتذرع بشيء غير موجود لإبداء أحكام واهية "

قاتله الله فانه لم يعبر بلفظ المسلمين وانما عبر بلفظ العرب ليوصل للقارئ أن الدين الإسلامي ليس من عند الله وانما كل الأديان من صنع البشر كما يقول سيده كارل ماركس.

وهذا الكلام هو نفس ما قاله ليفي بروفنصال وادموند دوتى و جول ايريكمان وزويمر وغيرهم من المستشرقين الصليبيين.

والعروي كاذب في ادعائه فانه يعلم أن المسلمين الفاتحين لم يكونوا في أفعالهم من جنس هؤلاء الكفرة المستعمرين من الوندال والبيزنطيين والرومان والدليل أن البربر لم تقم لهم دولة ذات سيادة وصولة الا في ظل الإسلام فانهم كانوا عبيدا في ظل هذه الدول الكافرة التي تعاقبت عليهم.

ثم يقول

"الفتح العربي أمر عادي من الوجهة التاريخية.لايعجب منه ولايستنكره الا من له مقصد معين دعا العرب الناس الى عبادة الإله الواحد.هذا ما فعلوه.وهل أحس المغاربة أن الدعوة جديدة عليهم؟ ".

ومعنى هذا الكلام أن العروي لا يرى في رسالة الإسلام شيئا يميزها عن الأديان الباطلة التي سادت في المغرب. ولا تعدوا أن تكون تلك الرسالة مجرد دعوة دينية بسيطة لم يلمس منها المغاربة

أنذاك أي شيء جديد.أي أنهم اعتبروها كالدعوة النصرانية.

وكذب عدو الله فان الإسلام أحدث ثورة كبيرة في شمال افريقيا ودخل فيه الناس أفواجا وجهزوا الجيوش لنشره في سائر ربوع افريقيا حتى غزا شبه الجزيرة الأيبيرية حتى وصل الى حدود فرنسا وغزا جنوب افريقيا ووسطها.

وخلاصة الكلام هذا غيض من فيض والعروي وأضرابه" يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون"

ومثل هؤلاء لا يجب الالتفات لهم لولا ما أحدثوه من ضجة على الساحة فيعلم الله أنهم لا يساوون عندنا بصلة وقديما قيل القافلة تسير والكلاب تنبح.

ولكن العجب أن ترى بعض اخواننا يدافعون عن مثل هؤلاء كما قال الأخ السوسي "ولكنه ألف وبحث واجتهد "

ومن هنا يظهر مشكل كبير يعاني منه مثقفونا الذين لم يتحصنوا بالعقيدة الصحيحة ولم يجلسوا للتعلم على يد الشيوخ أصحاب العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وانما تربوا منذ نعومة أظفارهم على الفلسفة الغربية والأراء الكلامية وقرأوا كتب المستشرقين ودرسوا المناهج الغربية فتاهوا بين هذه الأفكار تتجارى بهم التيارات والمذاهب كما يتجارى الكلب بصاحبه.

ووصموا كل من جلس للتعلم على يد الشيوخ وحفظ المتون بالمتخلف والرجعي.

وهذا أسلوب ناجح من أساليب الغرب في الحرب على الإسلام حيث نجحوا في غرس هذه الأفكار في شبابنا المثقف -ان سمي مثقفا-فأصبح الطعن في الإسلام يأتي من أبناء جلدتنا قبل غيرهم.

وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شطر الحديث الذي رواه البخاري قوله عليه السلام " ... قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها، قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا ".

وفي الأخير أنوه بكتاب "الإسغراب في الفكر الغربي المعاصر "للدكتور المغربي عبد الله الشارف.

فانه جزاه الله خيرا قد كشف الغطاء عن هؤلاء العلمانيين الحداثيين.وفند شبهاتهم.

وهو حاصل على الإجازة في علم الإجتماع ثم على دبلوم الدراسات العليا في علم الإجتماع بجامعة السوربون بفرنسا ثم على الدكتوراة في الدراسات الإسلامية.

ونريد لمثقفينا أن يكونوا مثل هذا الدكتور جزاه الله خيرا. لا أن ينصهروا في الفكر الغربي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير