و الشيخ حفظه الله متواضع مكرم لتلاميذه، صاحب ودّ، أخبرني أحد أصحابنا الثقات قال: حدثني أحد إخواننا الدمشقيين الميدانيين –وهو من قدماء جلساء الشيخ– قال: «ما رأيت مثل شيخنا عبد القادر تواضعاً و أخلاقاً». علما أن الرجل المحدِّث صاحب علم و عربية، و والده من علماء الميدان، لكنه صاحب تصوف و قد ناهز التسعين سنة. قال صاحبنا: كيف؟ قال: «جئت إليه يوماً، فطرقت باب بيته الذي فيه المكتبة، فخرج إليّ أحد الطلبة فقال: "الشيخ يلقي درساً". فقلت: "لا تزعج الشيخ"، و أخبره إن انتهى الدرس أن فلانا قد جاءه. قال فما هي إلا خطوات مشيتها حتى سمعت صوت الشيخ خلفي، و هو ينادي: "أبا فلان". فجئت و اعتذر الشيخ و قال: "ما علمنا". فقلت له: "شيخنا نحن أحق بالاعتذار، أخرجناك من حلقتك و درسك"». يقول: «و الشيخ إن غِبْتَ عنه مدة، بلغتك الأخبار من قبله أنه يسأل عنك، و يقول كيف فلان؟ و أين هو؟». يقول: «مع أنني صاحبت كثيراً من علماء الميدان مدة سنين، كنت أحمل كتب هذا و أسند الآخر، و أشياء مما يفعله التلميذ مع شيخه من قضاء حوائجه الدنيوية. فغبت أياماً عن حلقة بعضهم –مع أنني كنت ملازما لها– فما سأل عني و لا استفسر عن غيابي!». يقول: «و مثل هذا فيهم كثير، فترى في الشيخ عبد القادر من اللين و التواضع و خفض الجناح لطلبته، ما ليس في الآخرين».
و الشيخ عبد القادر حفظه الله من المنكرين للبدع و الشركيات، شديد الإنكار لها. كما أنه ينكر ما يفعله بعض المبتدعة من التبرك بالمشايخ و التوسل و غير هذا. و هو يولي الأمر عناية كبيرة. حتى أن أحد الإخوة سأله مرّة –و قد سافر إلى قطر–: «هل لقيت فلان بن فلان؟». فقال الشيخ: «نعم، و ما أعجبني». ثم سرد قصته معه، و حاصلها أن الشخص المسئول عنه احتضن الشيخ يقبّل يده و يتبرّك بها، فأنكر عليه الشيخ ذلك. فقال المتبرك: «عندي فيها أدلة، و وقفت فيها على آثار» و شيء من هذا القبيل. فأنكر عليه الشيخ، ثم قال: «الأمة قطعت أشواطاً في سد مثل هذه المسالك المفضية إلى الغلو، و هذا يردنا إلى حيث بدأنا!». فاللهم احفظ شيخنا عبد القادر ما أنصره للسنة و ما أقمعه للبدعة. المنكر فيه من قبل الشيخ التمسح باليد قصد التبرك، و هذا الذي أنكره الشيخ. و احتج له المتبرك بأنه وقف على آثار في الباب تدل على مزعومه!
والملاحظ أن الشيخ يراعي كثيراً أحوال المستمعين إليه. فلا يدخل في تفصيلات مسائل الأسماء والصفات مع العوام. بل يكتفي بقوله لمن يسأله: منهجنا هو منهج الإمام مالك عندما قال عن صفة الإستواء: «الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة». لأن الأصل في غالب العوام السلامة. وهم لا يفهمون تفلسفات الأشاعرة أصلاً حتى ندخل معهم في النقاشات التي يأتي بها المتكلمين الأشاعرة. أما مسائل التبرك والتوسل والشرك، فهذه ينبه الشيخ عليها العوام بما يفهمونه.
و من أخلاق الشيخ حفظه الله تواضعه للحق و سماعه ممن دونه. بل تجد طلبة العلم يناقشونه، و هو منصت دونما ضجر و لا اعتراض بالرد و لا غير ذلك، بل تجده يصغي لك بنفس كريمة طيّبة. و في هذا الباب حوادث كثيرة لو سيقت لطالت الكتابة.
استمع لمحاضرة صوتية
لعل كثير منكم متشوق إلى سماع صوت الشيخ. فأبشركم بأن هناك شريط له في موقع "الإسلام ويب". الشيخ يشرح فيه حديث عن الحياء: http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm (http://audio.islamweb.net/islamweb/index.cfm)؟fuseaction=SpeakerAudio&SpeakerID=152&type=2
وهناك دروس أخرى له تجدها على هذه الروابط:
الدرس الأول - يوم السبت 20/صفر/1425هـ - 10/ 4/2004م - اضغط هنا -
الدرس الثاني - يوم الأحد 21/صفر/1425هـ - 11/ 4/2004م - اضغط هنا -
الدرس الثالث - يوم الأثنين 22/صفر/1425هـ -12/ 14/2004م - اضغط هنا -
الدرس الرابع - يوم الثلاثاء 23/صفر/1425هـ - 13/ 4/2004م - اضغط هنا -
الدرس الخامس - يوم الأربعاء 24/صفر/1425هـ - 14/ 4/2004م - اضغط هنا
الدرس السادس - يوم الخميس 25/صفر/1425هـ - 15/ 4/2004م - اضغط هنا
الدرس السابع - يوم الجمعة 26/صفر/1425هـ - 16/ 4/2004م - اضغط هنا -
الدرس الثامن - يوم السبت 27/صفر/1425هـ - 17/ 4/2004م - اضغط هنا -
الدرس التاسع - يوم الأحد 28/صفر/1425هـ 18/ 4/2004م - اضغط هنا -
¥