تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذكرى عام ... ومشاعر فاقد]

ـ[أبو هاشم الحسني]ــــــــ[31 - 05 - 08, 12:52 ص]ـ

[ذكرى عام ... ومشاعر فاقد]

(رسالة شوق إلى سيدي العلاّمة الشيخ الرباني عبد الله بن أحمد الناخبي رحمه الله رحمة واسعة [1])

سيدي ..

هذا عام مضى على وفاتك .. انصرمت أيامُه .. وبقيت أحزانُه ..

سيدي ..

ما ذكرت مقامك إلا وتذكرت بداية اللقاء ويوم الوداع ..

أما البداية .. فأذكر لما أحضرني إليك والدي مراهقاً لتقوم بتعليمي كما أوصاه جدي .. فقبلتَ متفضلاً .. وحضرتُ الدرسَ الأولَ سيدي .. وأخذتَ تعلمُني بصِغارِ العلم شيئاً فشيئاً .. كما تفعل الطيور في إطعام فِراخِها .. وبدأتُ في متون الفقه الشافعي .. ثم أخذتَ تحثُّني على حضور درسِ النحو بعد العشاء .. فلما رأيت عدم اهتمامي رأيتك تُسِرُّ لأحد الطلبة قائلاً له: قل له يحضر درس النحو .. فحضرتُ - سيدي - لمّا رأيتُ اهتمامَك .. فأخذتني برفقٍ؛ مبتدئاً بالنحو الواضح مراعاة لدراستنا المنهجية في المدارس على طريقة الأمثلة والشرح والقاعدة .. ثم نقلتني إلى الأجرومية ثم القَطْر ثم المُلْحَة .. وكان .. وقوّمْتَ الجوارح واللسان .. وأما الروح -سيدي - فأشهدُ أن درسَ عِشاءِ الخميس الذي كنتَ تخصُّه بشيء من كتب التزكية له وقع في نفسي .. فما زلتُ أذكرُ يوم أن كنتُ أقرأ عليك في آداب العين والأذن واللسان من كتاب بداية الهداية للإمام الغزالي وأنت مطرقُ الرأس .. وكلما قرأتُ فصلاً نظرتُ إليك لتأمرني بالتوقف كعادتك من الاكتفاء بالقليل .. ولكنك تركتَني أقرأ ثم رفعتَ رأسك فرأيتُ الدمعاتِ تجري على خدّيك .. وقلتَ لي: يا بني هذا كلامٌ يحتاج إلى عمل .. وكتبتُ يومَها على كتابي: لم يشرح الشيخ هذه الفصول مكتفياً بدمعاتٍ جَرَتْ .. فكانت أبلغَ من كل شرح ..

سيدي .. رأيتُك مثالاً للأخلاق الفاضلة .. تعفو .. وتصفح .. وتحلم .. وتكرم .. ولم أرَ مربياً يُعَلِّم بحاله مثلَك ..

وجدتُ منك عند إصابتي ثناءً .. وعند خطئي عفواً وصفحاً .. وعند ترددي تشجيعاً .. وكما كنتَ لي وأنا بين يديك كنت لي في غربتي مرشداً .. فما زلتُ أذكر رسائلَك التي كانت زادي .. وما طال عهدي بها إلا وحرصتُ على تجديدِ النّظر إلى أَثَرِ قلمِك .. فهي كنزي الثمين .. ومفخرةُ المسكين ..

أما الوداع – سيدي - فمنذ عام .. ونظرتي إليك وأنت تَرْقُدُ منيرَ الوجه .. كما رأيتُكَ في منامي قبل عام .. يوم أن أمرتَني بالرجوعِ من غربتي .. والالتحاقِ بوالدِي .. وكررتَ علي أنا مسافر .. أنا مسافر .. وكانت العودةُ ليكون الوداع ..

وأحسستُ يومَها ببعض معاني وقعِ وفاةِ النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه - رضي الله عنهم - لِتَهُونَ عليّ مصيبتي ..

وأخيراً سيدي .. طال العهد .. فمتى اللقاء؟

وكتبه

خادم نعليك

محمد بن عبدالله بن علي محيي الدين

الخميس 24/ 5/1429هـ

[1]_ توفي شيخنا في مدينة جدة في يوم الأحد الموافق 24/ 5/1428هـ، وعمره مائة وعشر سنين.

ـ[محمد البيلى]ــــــــ[31 - 05 - 08, 02:22 ص]ـ

رحم الله شيخك.

أسأل الله أن يمكن علىّ بشيخ يكون مرشدى و مؤدبى و معلمى.

ـ[أبو عبدالله القضاعي]ــــــــ[15 - 06 - 08, 01:47 ص]ـ

أخي المبارك:

في مبحث إطلاق السيد على بني البشر تكلم فيه أهل العلم أخص منهم ابن القيم وشيخنا بكر بن عبدالله أبوزيد -عليهما شآبيب الرحمات نزلت- بكلام وافر فارجع له في المعجم

وقد ذكر أهل العلم ان من آداب طالب العلم البعد عن أفعال الأعاجم وتقديسهم لشيوخهم

كخادم نعله

فهل يسري فضله للنعل!!!

والشيخ وغيره ممن فقدنا على رؤسنا لكن أن نغلو فلا

فقد نهينا عن ذلك

وفقد أهل العلم غصة للملازم وكذا البعيد فشيخنا ابن باز كلما تذكرته دمعت العين وكذلك الشيخ بكر وغيرهم لكن حسبنا أن الدين محفوظ بحفظ الله ولن يضيع عنده أجر العاملين.

ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[15 - 06 - 08, 03:46 ص]ـ

ومنذ متى والمسلمون يحتفلون بهذه الذكريات؟؟؟؟؟

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير