رحل الشيخ محمد بن طراد الدوسري إلى دمشق وحلب (عام 1177هـ) فقرأ على علمائها ومن أبرزهم الشيخ الكهمري البصري وبعد ذلك أرسل يطلبه عالم الديار النابلسية العلامة الشيخ محمد السفاريني فرحل إليه ولازمه وأخذ عنه الفقه الحنبلي بالسند المعروف حتى أدرك. (الغزي، النعت الأكمل، ... ، ص ص 334 - 335)
وقد صنف الشيخ بن طراد رحلة ذكر فيها رحلته إلى البلاد الشامية. وبعد عودته أصبح معتمداً في بلدته حوطة سدير في الإفتاء والتدريس وتتلمذ على يديه عدد من طلاب العلم من أتباع دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب على الرغم من انه لم يتلق العلم في الدرعية واستمر على ذلك حتى توفي رحمه الله عام 1225ه (البسام، علماء، نجد 1398هـ ج1، ص ص810 - 811).
خامساً - علمه وتخصصه:
كان أغلب علماء نجد في زمن الشيخ محمد بن طراد الدوسري يركزون على قضايا العقيدة والتوحيد كانعكاس لطبيعة تلك المرحلة الزمنية التي كانت متأثرة بدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله- وكان الشيخ محمد بن طراد الدوسري عالماً في مجالات عدة كالعقيدة والتفسير والحديث والنحو والتاريخ وغيرها من العلوم ولكنه إضافة إلى تفوقه في هذه المجالات كان بارزاً لا يشق له غبار في مجال الفقه حيث تلقاه عن شيخه العلامة السفاريني بالسند المعروف للفقه الحنبلي، ويذكر الأستاذ الباحث راشد بن محمد بن عساكر أن تهميشات طلاب الشيخ محمد بن طراد الدوسري على بعض الكتب الفقهية وهي من إملاء الشيخ بن طراد- رحمه الله - كانت تتميز بالقوة والجزالة.
سادساً - نموذج من فتاواه:
ورد في وثيقة اطلع عليها الدكتور عبدالله التركي (التركي منطقة سدير 1425ه ص 261) لدى احد العلماء في عنيزة سؤال موجه للشيخ محمد بن طراد نصه: "ما قولكم في امرأة بلغت تسع سنين ثم طرقها الدم فجلست في أول شهر وليلة واغتسلة (هكذا وردت) واستمر الدم عشرة أيام ثم انقطع فاغتسلة (هكذا) وفي الشهر الثاني كذلك وفي الشهر الثالث خمسة أيام فما تجلس في الشهر الرابع والحالة هذه أفيدوا (؟) " وقد أجاب الشيخ محمد بن طراد على السؤال بما يلي: "الجواب ولكم الثواب، الحمد لله وحده. نعم حيث تكررت الخمسة أيام فإنها تجلسها في الشهر الرابع فقط والحالة هذه والله أعلم بالصواب، قاله وكتبه الفقير محمد بن الحاج عبدالله بن طراد النجدي الحنبلي عفي عنه"، وكتب في الهامش: "هذا الجواب للشيخ محمد بن عبدالله بن طراد من أهل حوطة سدير".
سابعاً: - مشائخه:
تلقى الشيخ محمد بن طراد الدوسري العلم من عدة علماء أورد الغزي عشرة منهم وأضاف البسام الحادي عشر كما يلي:
1. الشيخ عبدالله بن بحر النجدي: قرأ عليه القرآن في الحوطة.
2. الشيخ محمد بن سيف النجدي: قرأ عليه مبادي الفقه.
3. الشيخ أبي الفرج عبدالرحمن بن عبدالله البعلي: قرأ عليه في حلب ولازمه.
4. الشيخ أحمد بن عبدالله المزبور: قرأ عليه في دمشق.
5. الشيخ أبي الهدى محمد بن مصطفى اللبدي: قرأ عليه في دمشق أيضاً.
6. الشيخ محمد بن عبدالرحمن الكزبري: أخذ عنه الحديث والعربية.
7. الشيخ أحمد بن عبيدالله العطار: أخذ عنه الحديث والعربية أيضاً.
8. الشيخ الشريف زيتون بن ( .... ): مفتي نابلس.
9. الشيخ عبدالله الحطاب: قرأ عليه في نابلس.
10. العلامة الشيخ محمد بن أحمد السفاريني النابلسي عالم الديار النابلسية: أخذ عنه في نابلس. (الغزي، النعت الأكمل، ... ، ص ص 334 - 335؛ والبسام، علماء، نجد 1398هـ ج1، ص 811).
11. الشيخ الكهمري البصري. (البسام، علماء، نجد 1398هـ ج1، ص 811).
ثامناً - تلاميذه:
درس على يد الشيخ محمد بن طراد الدوسري كثير من طلبة العلم، ومن أبرزهم:
1. الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين (1194 - 1282هـ) درس عليه في الحوطة. وقد قرأ الشيخ أبابطين على الشيخ محمد بن طراد الدوسري ولازمه ملازمة تامة مع ما وهبه الله من الذكاء وسرعة الفهم وقوة الذاكرة فمهر في الفقه (الحنبلي الذي أخذه عن شيخه محمد بن طراد الدوسري بالسند (7) المعروف عن العلامة السفاريني). وقد برز الشيخ عبدالله في مجاله فولاه الإمام عبدالله بن سعود القضاء على عمان ثم لما جاء عهد الدولة السعودية الثانية أصبح مفتي الديار النجدية حيث ولاه الإمام تركي بن عبدالله قضاء الوشم ومقره في عاصمتها شقراء ثم ضم إليه سدير بعد وفاة قاضيها الشيخ عبدالله بن
¥