عزم الأمور " [لقمان:17] و كان – رحمه الله – على يقين أن الطريق محفوف بالأشواك و الأذى وأن سالكه هذا مبتلى لا محال من ذلك، فكان شانه بذلك شأن سلفه من دعاة الحق فى هذه الجماعة المباركة (جماعة أنصار السنة المحمدية).
مرحلة إلتحاقه بجامعة الأزهر:
لما فتحت جامعة الأزهر أبوابها لأصحاب المؤهلات العليا سارع الشيخ – رحمه الله – بالإلتحاق رغبة فى الحصول على الإجازة العالمية، فلم يكتفى بما قرأ أو سمع فى السعودية، بل إنه حفز إخوانه و أقرانه و تلامذته للتقديم فى جامعة الأزهر لما فى ذلك من المصالح الدعوية التى لا تخفى على أحد، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، لما رأى أهل البدع الشيخ – رحمه الله – يجول فى الجامعة و هو يحمل معه رسائل التوحيد و يخاطب الشباب فى منتدياتهم و تجماعتهم، ثارت حفيظتهم و انقلبوا عليه جميعا ضاربين له بقوس واحد، بل وحاولوا أن يثبتوا أن الشيخ ضعيف علميا و غير مؤهلا للنجاح فى الإختبارات، فقد قام أحدهم ممن يدعى العلم و كان مكلفا بتصحح أوراق الشيخ فى مادة التفسير فلما رأى ورقة الشيخ كتب عليها (راسب) و هو بهذا قى خان الأمانة وصدق النبى صلى الله عليه وسلم حينما قال " إذا وسد الأمر لغير اهله فانتظر الساعة ".
وقبل إعلان النتيجة علم عميد الجماعة و كان وقتها الدكتور / سعد الدين صالح و هو رجل غيور على الدين وله مقالات و رسائل تشهد له بذلك كلف رئيس القسم أن يعيد النظر فى ورقة الشيخ – رحمه الله – فلم صححها و علم تفوق الشيخ فى مادته قال عن الدكتور الذى صحح ورقة الشيخ – رحمه الله -: (واحد مفروض انه عالم لكنه مش محترم)،
ولما رأى الشيخ – رحمه الله – أن اوقاته تضيع بين هذه الجهالات قال: هذه مهاترات و ماعندنا وقت للمهاترات، فقد كان – رحمه الله – حريصا على وقته أيما حرص، و كان حريصا على أن يجعل وقته كله من أجل الدعوة إلى الله عزوجل، وهذا ما دعى فضيلة الشيخ العلامة محمد صفوت نور الدين – رحمه الله – أن يقول عنه بعد وفاته – رحمه الله – " رجل من الدعاة الذين شكلت الدعوة حياتهم فكانت هى همهم الاول في البيت و العمل فى الحل و الترحال بل فى كل أطوار حياته ".
جهوده العلمية و أثاره الدعوية:
كان للشيخ – رحمه الله – جهد مشكور فى كل ميادين الدعوة و العلم فكان – رحمه الله – من الدعاة المبرزين و ذلك لما كان له من حظ وافر فى تحصيل العلوم الشرعية و قد حدثت بموته ثلمة عظيمة فى أمر الدعوة إلى الله تعالى كما.
ولقد تميز الشيخ – رحمه الله – بصوت حسن فكان إذا قرأ القرأن تلمس الخشوع فى قراءته، وكان يصلى بالناس إماما فى ليالى رمضان فيبكى و يبكى من ورائه من المصلين، كما كان – رحمه الله – متقنا لأحكام التلاوة.
و اما عن خطبه؛
فكان – رحمه الله – يجوب البلدان يدعوا إلى الله تعالى و ينشر العقيدة الصحيحة بين الناس و يذب عن السنة و يدافع عنها، و يقمع البدعة و يحارب أهلها، و كان كثيرا ما يركز فى كلماته على دور الأسرة فى المجتمع، وضرورة الإهتمام بتربية الأبناء و تنشئتهم نشاة دينية صحيحة.
كما كان – رحمه الله – يلقى المحاضرات فى كثير من المساجد، كما كانت له دروس منهجية فكان – رحمه الله – يشرح مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية و شرحه بطريقة بارعة و أسهب و أجاد فى شرحة، و قطع فيه شوطا كبير (إحدى عشر مجلدا) حتى وفاته، كما كان يشرح كتاب توضيح الأحكام بشرح سبل السلام، و غيرهما من الكتب الكثير.
كما كان للشيخ – رحمه الله – العديد من الطلبة الذين يلازمونه دائما، ويجلسون لتلقى العلم بين يديه، و كان – رحمه الله – يحرص على تأصيلهم تأصيلا علميا صحيحا، و كان دائما ما يشدد على ان الداعية بحاجة إلى القراءة و طلب العلم.
إلتحاقة بجماعة انصار السنة المحمدية و إسهاماته فى تطوير مجلة التوحيد
اختير الشيخ – رحمه الله – عضوا فى المركز العام لجماعة انصار السنة المحمدية عام 1991 م و عهد إليه بتنظيم إدارة الدعوة و الإعلام، فأظهر كثيرا من البراعة و سعة الأفق، ثم بدأ يخطط للخروج بالدعوة من الحيز التى تسير فيه إلى أفاق واسعة، و كانت طموحاته و أماله لا حدود لها.
¥