تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يقول الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله: قبل خمسين عاما ظهرت قلاقل وفتن يتبع أولها آخرها و كاد القرآن أن ينسى وقام الشيخ ابن إبراهيم وابن باز رحمهما الله واجتمعا بالشيخ الفريان وقررا قرارا كالجمان وقالوا للشيخ الفريان ماتقول؟ قال: ماتقولون؟ قالوا: كلفناك.قال: أنا لها وأسأل الله أن يعينني إلى يوم التناد .. وحين شعر بقدر الرسالة و أثرها في قلبه قرر في نفسه قرارا عمل به وكان ذلك القرار كما تحدث عنه فقال: لم استلم أي عمل حكومي لأجل التفرغ للدعوة إلى الله وكنت توليت رئاسة الجمعية الخيرية بأمر من الشيخ محمد بن إبراهيم سنة 1378هـ ...

و قد تأسست الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض سنة 1386هـ على يد الشيخ رحمه الله ويقول الشيخ متحدثا عن نشأتها و تأسيسها: كانت البداية عشر مدارس بمدينة الرياض في المساجد وكان الهدف هو تعليم أبناء المسلمين القرآن الكريم و قد حضر في تلك الفترة الشيخ /محمد يوسف سيتي من باكستان وكان لهم تجربة في مدارس التحفيظ في باكستان و عرضنا الأمر على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم فأيّد الفكرة و فرح بتأسيس الجمعية و رشحني سماحته لرئاستها .. وطلبنا من الملك فيصل رحمه الله الموافقة على استقدام عشرة مدرسين متخصصين في التجويد من باكستان فوافق رحمه الله و أخذ الطلاّب في الحضور لحلق التحفيظ بعد العصر و بعد المغرب و بعد الفجر و أخذت الأعداد في الزيادة حتى أصبح بحمدالله تعالى في كل مسجد به حلقة لتحفيظ القرآن الكريم .. وأخذت الجماعة في التوسع وكان الإشراف عليها من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم انتقل بعد ذلك لوزارة الشؤون اللإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد و هناك أمانة عامة و مجلس أعلى للجمعيات الخيريّة لتحفيظ القرآن الكريم بالوزارة .. أ. هـ

لقد كان من كبير اهتمامات الشيخ بن فريان رحمه الله هذا القرآن و حفظه و العناية به حيث أسس هذه الجمعية و سعى في بنائها و تعميرها بالمال و اللسان و الكتاب و القلم فدعا إليها الناس و جمع لها الأكفاء من أخيار الإداريين و عني بكل ما يحتاجه أهل القرآن من وسائل مالية وتسهيلات .. و كان الشيخ حريص على حفلات تكريم الطلاّب تحفيظ القرىن الكريم في أي مكان في الرياض أو خارجه فلا يمانع من الحضور والشاركة .. ولم يزل الشيخ يسقي هذه البذرة التي أسسها حتى شملت كافة المدن والقرى و خرجت الجمّ الغفير من الحافظين والحافظات ومن دونهم حتى أصبحت شجرة وارفة ينتفع بها الكثير ..

و دأب الشيخ على دعم هذه الجمعية ماديا بتبرعه الشخصي لها و بجمع التبرعات لإنشاء الأوقاف لها و بالدعم السخي من لدن ولاة أمور هذه البلاد –وفقهم الله-.

اهتمامه بالدعوة:

الشيخ - رحمه الله - منذ صغره حين كان طالبا كان يعنى بنشر الدعوة، ويحمل هموم الدعوة، في مسجده كثيرا، وفي غير مسجده؛ فقد عُرف الشيخ وهو يذهب إلى مقر هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أسواق الديرة القديمة، عندما كانت في مبانيها القديمة، وشوارعها الصغيرة ويُمد له بمكبرات الصوت في الشوارع والأسواق التجارية، يتحدث إلى الناس كل أسبوع، وهذه عادة كان المشايخ السابقون يحبونها ويواصلونها.

ومما تميز به الشيخ – رحمه الله – عدم استكثار الجهد في سبيل الدين ونشر العلم الصحيح داعية يمارس الدعوة في بيته وشارعه ومسجده ومكتبه وسفره وإقامته اقتداءً بنبي الأمة صلى الله عليه وسلم، صحبه الكثير من الدعاة فأتعبهم بصبره وجلده.

ولعله من القلائل الذين ذرعوا الجزيرة العربية من أقصاها إلى أقصاها، يعظ ويذكر، ويدعو إلى التقوى والمحبة، لم يترك دائرة أو مكانا يعنى بالعلم والدعوة إلا وخطب فيه وأرشد وناصح وذكر، بقلب مخلص، فتقع كلماته في القلوب.

تولى إمامة جامع آل فريان بمعكال 1375هـ والخطابة فيه، قبل تخرجه من كلية الشريعة، واستمر حتى وفاته – رحمه الله -.

وبعد تخرجه رحمه الله من كلية الشريعة أمره الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله بتوجيه من الملك سعود بن عبد العزيز رحمه الله بالتجول للدعوة فتوجه إلى الحدود الشمالية.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير