كما أنه لا ينسى زملاءه أصحاب الفضيلة والمعالي من المشايخ؛ فكان يزورهم، وينصحهم، ويطلب منهم النصيحة. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وحين يحضر إليه الفقراء في مكتبه بجانب المسجد ويرى من بعضهم أحيانا منكرات: إما إسبال ثوب، أو حلق لحية، أو ريح دخان، فيتكلم معهم، ويقف مدة من الزمن، ويعمم الخطاب لا يخص أحدا بعينه، وأحيانا أخرى يطلب الانفراد بمن يريد أن ينصحه: سواء كان مسؤولا، أو كان غنيا، أو فقيرا، إن وجد فرصة فينفرد به عن الناس وينصحه فيما بينه وبينه.
والشيخ - رحمه الله - كان دائم العون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فكان يسعى لتعزيز جهودهم، وتوسيع نشاطهم، وكان رحمه الله يبذل جاهه فيما يقوي شوكتهم، وكانوا بدورهم لا يغيبون عنه يوما من محبتهم له، كانوا يزورونه في اليوم الواحد مرة أو مرتين، في مكتبه، وفي منزله، أو مسجده.
ومما كان عليه - رحمه الله - في هذا الباب: حرصه على مناصحة ولاة الأمر، وقبولهم ذلك منه لما عرفوه عنه من صدق وإخلاص، ونصح لهم، ونزاهة وثبات، وتحقق فيما يقصد، مما جعله لا يخشى في الله لومة لائم.
إحسانه و برّه:
بناء المساجد
من أعمال الشيخ المشهودة سعيه الدءوب في بناء المساجد وتهيئتها للصلاة, وقد ذكر أحد مقاولي البناء - وقد طال تعامله مع الشيخ - أنه بنى بأمره أكثر من ستين مسجداً في الرياض وحدها خلال ثلاثين عاماً تقريباً.
وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم
كان رحمه الله لا يرد سائلاً ولا سائلة مهما كانت الظروف، كان يزداد حرصه على الصدقة في رمضان خاصة؛ فكان لا يرد المحتاجين مهما كانوا, وكان قد خصص جهاز حاسب آلي في مقر عمله في مكتب الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن، لتسجيل دفع الصدقات؛ فيعطى السائل ويسجل رقم سجله المدني ويقول له: (إن رغبت أن تعود إلينا فليكن بعد سنة من اليوم حتى نعطيك مرة أخرى)، وكان لا يغفل الحاجة القلبية؛ فكما أن أجساد هؤلاء الفقراء تحتاج إلى الطعام للنجاة من الهلكة، فإن قلوبهم بحاجة إلى النصح والوعظ للصلاح والنجاة من النار؛ فكان رحمه الله ينصحهم في أي منكر يراه منهم، سواء من رائحة دخان خبيثة، أو من حلق للحى، أو إسبال للثياب، وكان يأمرهم بإزالة هذا المنكر ويعطيهم ما قدر الله لهم.
-عنايته بالضعفة والغرباء
كان رحمه الله يقوم على شؤون الضعفاء والغرباء من المسلمين, يجود عليهم بماله, ويجمع لهم من المحسنين, ويصلح بينهم, ويعلمهم, ويشفع لهم, عند الولاة والوجهاء, ويبني لهم المدارس, ويؤجر لهم المساكن, وغير ذلك، كما كان يعول مئات الأسر، يساعدهم على قضاء حوائجهم، وسداد ديونهم، وإطعام جائعهم.
تلاميذه و مؤلفاته:
بسبب انشغال الشيخ بالدعوة والوعظ في جميع أنحاء المملكة لم يكن له تلاميذ يذكرون على وجه التحديد .. ولقد قرأ عليه بعض طلبة العلم في التفسير وفي البخاري و مسلم و الهدي النبوي لابن القيم و العقيدة الواسطية و كتاب التوحيد و غيرها من الدروس العلميّة
و أما مؤلقاته فكذلك لم تتفور للشيخ فرصة التأليف وإنما نصب جهده الدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و النصيحة العامّة للناس و قضاء وحوائجهم و التفرغ لخدمة الجمعيّة الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم و لذلك لم يترك الشيخ إلا مؤلفات قليلة وهي:
1 - تحريم التصوير –طبع على نفقة الأمير بندر بن عبدالعزيز جزاه الله خيرا
2 - مجموعة فوائد مهمة طبع على نفقة بعض المحسنين
3 - تحف البيان من خطيب جامع آل فريان –طبع على نفقة المؤلف رحمه الله.
4 - معجزات الرسول صلى الله عليه و سلم
5 - الأوامر و النواهي في القرآن –لم يطبع
-6في ضلّ آية –برنامج إذاعي
-7آداب المشي إلى الصلاة –لم يطبع
عبادنه:
كان حريصا رحمه الله على صوم النوافل و قيام الليل ولايترك ليلة بدون وتر و كان يصل إحدى عشرة ركعة ويحرص على إيقاظ أهله و زوجته حتى في الليلة التي توفي فيها كان قد صلى الليل الساعة الحادية عشر والنصف و توفي بعد ذلك بحوالي الساعة رحمه الله رحمة واسعة.
كما كان يقرأ القرآن في كل وقته ويحرص على أن يختم القرآن في كل شهرين.
وفاته:
توفي رحمه الله في مساء يوم الأربعاء 7/ 7/1424هـ رحمه الله رحمة واسعة و أدخله فسيح جنانه.
المصدر:
كتاب (ابن فريان بين القرآن و الدعوة) للشيخ / إبراهيم بن عبدالله العيد.
(بتصرف يسير)
رابط الترجمة على الشبكة:
http://qk.org.sa/nawah.php?tid=1256
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 06 - 08, 04:09 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة وأدخله الفردوس الأعلى من الجنة.
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - 06 - 08, 04:10 م]ـ
آمين جزاك الله خيرا
ـ[عادل علي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:50 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك فيك
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[22 - 06 - 08, 06:23 م]ـ
و إياك
حياك الله يا أخي