تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما أعماله الإدارية فقد تنقل مدة تزيد على اثنين وثلاثين عاما بين التدريس في المساجد وإدارة المكاتب والإشراف على طبع الكتب ونحو ذلك وقد أدى جهدا كبيرا وأنتج ثمرة يانعة لا يزال أثرها باقيا بين المسلمين.

وقبل وفاته بثمان سنين طلب الإحالة للتقاعد فهناك تفرغ للكتابة وإتمام ما ابتدأ فيه من المؤلفات وأصيب بألم في الرأس بسبب حادث سيارة لازمه عدة سنوات حتى وافاه الأجل المحتوم وذلك لثمان خلت من شعبان عام 1392 هـ فوقع بالمسلمين الخطب الجسيم والكارثة العظمى حيث فقدوا الرجل الفذ العامل المخلص الناصح للأمة فرحمه الله وأكرم مثواه.

ولم ينقطع عمله والحمد لله حيث خلف علماً جماً ينتفع به من بعده كما خلف ذرية صالحين إن شاء الله يخلفونه بخير ويزودونه بالدعوات والصدقات، وقد رثاه كثير من العلماء وأظهروا الحزن والأسى على فقده فمن ذلك مرثية للشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل جزاه الله خيراً مطلعها:

مصاب على الإسلام بين العوالم ... على العلم والدين القوي الدعائم

رحيل رجال العلم والمجد والتقى ... أولي الصدق والإخلاص من كل عالم

نجوم الهدى والرشد والحق والعلى ... رجوم العدا من كل غاو وآثم

فكم فاضل حبر جليل مهذب ... حكيم حليم ثابت الجأش حازم

تصرمت الأيام أيام عمره ... وبات بأطباق الثرى المترادم

وفي اليوم ذا تجري الدموع غزيرة ... كهتان وبل من خلال السواجم

وتتقد الأحشاء حزنا ولوعة ... تجيش بها الأشجان مثل الضرائم

لفد التقي الألمعي أخي الوفا ... أخي السبق في شأو العلى والمكارم

هو العابد الرحمن نجل محمد ... أكيد الإخا الشيخ الأديب ابن قاسم

هو الصالح المحبوب والناصح الذي ... يسير على النهج المنير المعالم

على الأصل والتقوى وحسن عقيدة ... وصحة إيمان ورشد القوادم

عفاف وزهد صادق وتورع ... وحسن اعتناء في الأدا والتفاهم

ونصح وإرشاد وحزم وغيره ... بحكمة داع مشفق غير ناقم

وحرب على الإلحاد والغي والردى ... وكل انحراف زائغ أو جرائم

سخاء ونبل فائق وسماحة ... وعون مع الإخوان أوفى مساهم

وترتيل آيات الكتاب تدبرا ... وخشية رب بالسرائر عالم

مفيد بما يدري وما صح علمه ... بحسن بيان واضح غير كاتم

وما ليس بالمعنيه عنه بمعزل ... وعن كل خوض سيئ أو تخاصم

له في سبيل العلم والحق والهدى ... جهاد بمجهود الدءوب الملازم

حريص على نشر العلوم ونصرها ... وتأليفها والجمع بين الملازم

فنون بحوث ضم بعضا لبعضها ... بترتيب فن لائق متلائم

له القلم الموهوب عزما وقوة ... بخط رشيد شيق السطر راقم

بعزم وجد واهتمام مواظب ... ولم يثنه وهن ولا لوم لائم

إلى آخر ما قال والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وسلم.

**** ترجمة إبنه المتوفى الشيخ العلامة أحمد بن عبد الرحمن بن قاسم العاصمي ****

((لقد ولد- رحمه الله- سنة 1349ه, كما جاء مثبتاً في شهادته العلمية التي منحه إياها شيخه محمد بن إبراهيم رحمه الله, وجاء في بطاقة الأحوال أنه ولد سنة 1351ه.

كان- رحمه الله- منذ نعومة أظفاره, وهو متعلق بكتاب الله, ومنذ كان شاباً يافعاً وهو ناشئ في عبادة الله, ولم يزل قلبه معلقاً بالمساجد حتى وهو على سرير المرض إلى أن توفاه الله, ومذ عرفته وهو يتصدق بالصدقة فيخفيها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, وكم مرةً ذكر الله خالياً ففاضت عيناه!! وليس هذا بعجيب على من عاش في كنف الشيخ الزاهد عبد الرحمن بن قاسم- رحمه الله- ولا بغريب على من تربى في بيته, وشبَّ على مائدته.

تربى ونشأ في بيت عُرِف بالعلم, حيث تربى في كنف والده الشيخ عبد الرحمن بن قاسم- رحمه الله- الذي جمع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله- وألف كتباً كثيرة, كان لها صدى واسعاً بين طلاب العلم, وتلقى العلم الشرعي على عدد من أصحاب الفضيلة,

ومنهم, والده الشيخ/ عبد الرحمن بن قاسم, حيث قرأ عليه في الفقه - سنة1373ه فقط- مع عدد من زملائه: ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن فريان, والشيخ عبد الله بن جبرين, والشيخ فهد بن حمين, والشيخ إبراهيم بن خنيزان, وأخوه العم الشيخ محمد بن قاسم, والأستاذ محمد بالبيد, وغيرهم ...

ومن مشايخه: الشيخ/ عبد اللطيف بن إبراهيم آل الشيخ, حيث قرأ عليه متن الرحبية, والأجرومية ... , وغيرهما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير