تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 03:43 ص]ـ

الحلقة:4

بدأ الرحالي الفاروق دراسته في مسقط رأسه بحفظ القرآن الكريم بقراءة نافع ثم بقراءة حمزة التي كان الإقبال عليها بالسراغنة كبيرا في ذلك العهد حتى عرف هناك دوار - قرية - من أولاد صبيح بدوار حمزة، لأنهم كانوا يحذقون هذه القراءة.

ولم يلبث أن أتم حفظ وإتقان سائر القراءات السبع وكان أستاذه في كل ذلك الشيخ أحمد بن المختار الرحالي {ت1345هـ}

ثم أقبل بعد ذلك على المتون الأساسية والعلوم الأولية يلتهمها التهاما على يد العلامة السيد محمد أجسيم السوسي، الذي استدعاه والد المترجم من مراكش، فمكث في ضيافة الأسرة بالسراغنة مدة ثلاثة أعوام بأجرة شهرية.

هكذا تهيأت الظروف والأسباب للفتى الرحالي، فلم تحوجه أحوال أبيه المادية إلى الرحلة بين قبائل السراغنة بل ظل بين أهله، ينعم بقربهم، ويشبع نهمه العامي بين ظهرانيهم، ثم لما أحس تقدمه في طلب العلم والعرفان، تاقت نفسه إلى الاغتراف من حياض جامعة ابن يوسف بمدينة مراكش، وهي يومئذ جامعة جنوب المغرب كله، يتبرك الآباء و الأبناء بطلب العلم فيها، هذه الجامعة التي سنخصص لها الحلقة القادمة - إن شاء الله - للتعريف بها وبمشاهير رجالها

ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 11:51 ص]ـ

الحلقة:5

جامعة ابن يوسف بمراكش

هذه جامعة من أعظم الجامعات في عهود تألق الحضارة الإسلامية، أسسها أمير المسلمين علي ابن يوسف بن تاشفين سنة {514هـ} في وقت كانت فيه مدينة مراكش عاصمة الدولة المرابطية مركز إشعاع حضاري وثقافي متميز حتى أشبهت بحضرة بني العباس في صدر دولتهم.

حاول ملوك الدولة الموحدين لفت الأنظار عن جامع ابن يوسف مقر الجامع لكن دون جدوى كما قال الحسن الوزان في معرض حديثه عن "مدينة مراكش العظمى " - كما حلاها بذلك:"في وسط المدينة جامع في غاية الحسن بناه علي بن يوسف ... يسمى جامع ابن يوسف وقد هدمه عبد المومن من الملوك الذين جاءوا بعد اللمتونيين، و أعاد بناءه لغرض واحد هو أن يمحو اسم علي و يجعل اسمه مكانه، فذهب عمله سدى،لأنه لا يجري على ألسنة الناس إلى الآن إلا الاسم القديم جامع ابن يوسف ".

ودون مواصلة الحديث عن جامعة ابن يوسف عبر العصور وما عرفته من شموخ تكفي الإشارة إلى ما وصلت إليه في العهد السعدي حتى قال الدكتور محمد حجي رحمه الله:إنها أدركت أوج عزها العلمي مع أحمد المنصور الذهبي فغدت المركز الثقافي الأول في الغرب الإسلامي إن لم نقل في العالم الإسلامي كله "

يتبع

ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:43 م]ـ

الحلقة:5 - تابع-

عرفت جامعة ابن يوسف عبر تاريخها الطويل فترات تفوق وتبريز في مجالي ما كان يسمى بالعلوم النقلية أو العقلية على حد سواء، واقترنت بها أسماء أعلام كبار من أفذاذ الأساتيذ ونوابغ الطلاب نسرد أسماء بعضهم لنعرف أي إشعاع كان لهذه الجامعة عبر نحو تسعمائة عام:

منهم: أبو الوليد ابن رشد الجد الفقيه الكبير، ومالك بن وهيب العالم الموسوعي، وميمون الصحراوي المحدث، وابن العريف المفسر و الزاهد الشهير، والعالم والأديب ابن أبي الخصال، و القاضي الفقيه والمفسر والمحدث والمربي أبو بكر بن العربي المعافري،والعلامة النظار أبو عمرو عثمان السلالجي، والأطباء والطبيبات المشاهير من بني زهر، و أبو زيد السهيلي صاحب الروض الأنف، والفيلسوف الحكيم أبو بكر بن طفيل والفقيه و الطبيب و الفيلسوف الذائع الصيت أبو الوليد بن رشد الحفيد،، والولي الصالح الرياضي أبو العباس السبتي صاحب نظرية " بالجود ينفعل الوجود"، و أبو موسى الجزولي صاحب الكراسة، و المحدث الناقد الشهير أبو الحسن ابن القطان، والمفسر المتميز أبو الحسن الحرالي، و المحدث والمؤرخ الناقد ابن عبد الملك المراكشي صاحب الذيل والتكملة، والعالم الموسوعي والرياضي الفذ أبو العباس أحمد ابن البناء المراكشي، وتلميذه الفذ الرياضي الشهير الآبلي التلمساني

ومنهم أبرز ملوك السعديين بطل معركة وادي المخازن الشهيرة أحمد المنصور الذهبي، وأحمد بابا التمبكتي السوداني، و أبو علي اليوسي صاحب المحاضرات وغيرها من المؤلفات.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير