ـ[صخر]ــــــــ[27 - 07 - 08, 11:32 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم الإدريسي ...
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 02:32 ص]ـ
الحلقة: 10
نطوي صفحة مضت بكل مالها وما عليها، وننتقل إلى مرحلة أخرى من حياة الشيخ الجليل
وأترك في البداية الكلام له ليقول رحمه الله في ترجمته الصغرى:
"ثم بعد أن قضى ردحا من الزمان فكر و قدر في مستقبله فأسرع إلى مزاولة دروسه، التي غاب عنها في سبيل مصلحة أسرته، وعاد إلى دراسة العلم بجامع ابن يوسف لا يتزحزح عن خدمة العلم و الأدب وحياطة الدين وحفظ لسان العرب ... "
لقد أصبح أستاذا مبرزا بالجامعة اليوسفية بمراكش، يشد إليه السمع والأبصار و الأفئدة، بعلمه الغزير وحفظه الخارق، وشخصيته الجذابة من حيث جمال السمت وروعة الإلقاء وحسن البيان في لهجة بدوية عروبية أخاذة ....
ويتغامز الشيوخ الحضريون فيما بينهم عن هذا الفارس الفحل الوافد فلا يجدون فيه عيبا سوى أنه بدوي.
لا يفوتني في آخر هذه المشاركة أن أحيي الأخ صخر بارك الله وأشكره على اهتمامه بالموضوع و متابعته له ....
يتبع
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[06 - 09 - 08, 02:38 ص]ـ
الحلقة:11
ظل الشيخ الرحالي لسنوات مرابطا في محراب العلم و الأدب، لا يتزحزح عن ذلك إلى أن أبعد هو وثلة من رفاقه بسبب نشاطهم الوطني وتعبئتهم للعلماء ولكل الأمة من أجل مواجهة المستعمر و عدم الخضوع له، وكان رحمه الله يعتبر المعركة، معركة الإسلام والمسلمين
و تشتد المحنة و تزداد حملات المستعمر المسعورة عقب نفي الملك المجاهد محمد الخامس رحمه الله و أسرته الكريمة إلى جزيرة مدغشقر، ويمر الشيخ في هذه الآونة بتجربة قاسية و امتحان صعب، لكنه تجاوز كل ذلك بإيمان وصبر، فلم يضعف ولم يهن، بل ظل وفيا لملكه و وطنه، و اشترك في إصدار فتوى بضلال جلاد مراكش الباشا التهامي الكلاوي و أتباعه من القواد، مما جر عليه متاعب كثيرة كادت تودي بحياته ...
كما امتنع عن بيعة الصنيعة ابن عرفة قائلا:" الدين يمنعنا و الإسلام لا يسمح لنا "مما كانت نتيجته اعتقاله و امتحانه وهو ما أشار إليه المؤرخ البريطاني المعروف روم لاندو في كتابه:"تاريخ المغرب في القرن العشرين "، فبعد أن تخدث عن الظروف التي تم فيها اعتقال شيخ الإسلام محمد بن العربي العلوي بفاس أردف قائلا:" وثم عالم آخر رفض أن يوفع البيعة، وهو أحد مدرسي جامعة مراكش عاصمة الكلاوي وقد ألقي عليه القبض وضرب حتى أقر بالخطإ والندم "
و إقراره المذكور لم يكن سوى كتابته في وثيقة الخزي قول الله تعالى {إلا من أكره و قلبه مطمئن بالإيمان}
ـ[عزالدين المعيار الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 08, 05:43 ص]ـ
الحلقة:11 - تابع-
لم يكن غريبا أن يقف الشيخ الرحالي ذلك الموقف الشجاع، فهو سليل أسرة وفية لدينها و و طنها، فجده العربي بن الجيلالي بن عبد الخالق كان يسأل الله تعالى أن يقبضه إليه قبل دخول الفرنسيين إلى المغرب وكذلك كان إذ استجاب الله دعاءه واختاره إلى جواره قبل الحماية بسنة
اما والده رحال بن العربي فقد مات مسموما من قبل أحد القواد الموالين للمحتل لوطنيته وشهامته و عدائه المطلق للمستعمر الغاشم و رفضه البات الرضوخ لأوامر عميلهم القائد أحمد الطوكي المذكور آنفا
وعلى هذا السنن سار الشيخ الرحالي فكان العالم الوطني الغيور الذي أنطقته تلك الأيام السود بالشعر فقال منوها ببيعة الملك الشرعي للبلاد الملك الصالح المجاهد محمد الخامس رحمه الله:
يا بيعة في بلاد الغرب باركها * * * رب وشعب و أعيان و أخيار
و كلهم نحو هام التاج شاخصة * * * منهم عقول و آمال و أنظار
دعوا السفينة تجري نحو مرفاها * * * فإن مرفاها بالخير بشار
إلى الترقي إلى العمران ثم إلى * * * نشر السلام لهذا أنت مختار
وقال في قصيدة أخرى مطلعها:
الشعر يبقى في الحياة مجالا * * * و الشعر سحر يستحيل حلالا
ومنها:
كن واثقا فالكل جندك في الوغى * * * لا ينثني حتى يرى استقلالا
¥