تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[23 - 08 - 08, 10:21 ص]ـ

تواضع الشيخ رمضان

لم يكن الشيخ رمضان ممن يحب الألقاب الكبيرة، فكان يكره أن يوصف بالعلاّمة. وكان يقول: أنا مثقف عادي بسيط درست بضع سنوات على الشيخ ابن باديس.

وكان إذا زاره أحد إخواننا من طلبة العلم يجلس متأدبا خجولا لا يكاد يرفع رأسه، فيبادره الشيخ: هوّن عليك وارفع الكلفة فما أنا إلا رجل عادي بسيط.

وذات مرة كتب أحد الناشرين تعريفا به على غلاف الكتاب وذكر أنه درس في جامع الزيتونة فغضب الشيخ وصار يشطب هذا الوصف حين إهدائه للكتاب وقال لي: "أنا ما درست في الزيتونة ولا في الرمانة" .....

عند ذاك ذكرت له قصة مشابهة نُقلت لي وهي أن الشيخ عبد الرحمن الجيلالي حفظه الله سئل: "أدرست في الزيتونة؟ " فأجاب: "أنا ما درست في الزيتونة ولا في الكرموسة بل درست في الجامع الكبير " فضحك الشيخ رمضان حينما ذكرت له هذه الواقعة. (الكرموسة هي شجرة التين عندنا).

وكان الشيخ لا يحب أن يستفتى في المسائل الشرعية، وحينما أحال عليه أحد إخواننا سائلا غضب وطلب منه أن لا يعيد ذلك مرة أخرى.

ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[23 - 08 - 08, 12:21 م]ـ

شيخنا محمد الأمين ..

بارك الله فيك

واصل وصلك الله بطاعته

وحبذا لو تفيدنا أيها الشيخ الفاضل -دون أن تخلَّ بمنهج كتابتك، ولتكن الإجابات بعد تمام الموضوع إن شاء الله، إلا تكن أجبت ضمنًا عليها-

هل حدثك الشيخ رحمه الله عن ذكرياته مع الإبراهيمي في دار الحديث؟؟ ولا سيما أنه تولى إدارتها من بعده؟

وماذا عن ذكرياته مع غيره من رجال الإصلاح.

لعل هذا يحتاج منك إلى موضوع جديد؛ لكننا نطمع في كرمكم!

ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[24 - 08 - 08, 02:12 ص]ـ

أخي محمد الأمين، جزاك الله خيرا، وواصل وصلك الله بطاعته .. وجزى الله خيرا أخانا أبا علي على فوائده، وقد عجّلت درر الأمين بخروجه من سردابه ..

وفقكما الله ..

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[24 - 08 - 08, 02:25 ص]ـ

نشر الشيخ رمضان لتراث شيخه عبد الحميد بن باديس

لقد وُفّق الشيخ رمضان لجمع قسم كبير من ترات العلامة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله ونشره في الأمة، وقد سبق في ذلك كل من ألف في تراث ابن باديس.

فأخرج الكتب الآتية:

- تفسير ابن باديس: وقد جمع فيه مقالات التفسير التي كان يكتبها الشيخ في مجلة الشهاب. وهو الكتاب الذي عرّف المشارقة بالشيخ ابن باديس وقد قدم له الدكتور محمد البهي بمقدمة قيمة ... وقد طبع طبعات عدة ...

- من هدي النبوة: وقد جمع فيه المقالات التي تشرح أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام

- رجال السلف ونساؤه: وجمع فيه مقالات مجلة الشهاب التي تحمل نفس العنوان

- القصص الهادف: وجمع فيه مقالات كانتت تصدر في الشهاب تحت نفس العنوان

وقد أعانه في طبع هذه الكتب الأستاذ توفيق شاهين رحمه الله وهو أحد الأزهريين الذين قدموا إلى الجزائر حين افتتحت المعاهد الإسلامية، ونشأت بينه وبين الشيخ صداقة حميمة فأعان الشيخ على طباعة هذه الكتب في المشرق ولقي في ذلك كثيرا من المتاعب.

وقد نشأت فكرة جمع التفسير ثم الحديث والقصص عند الشيخ بُعيدَ وفاة الشيخ ابن باديس، إذ أن الحرب العالمية الثانية وما رافقها من تضييق عطلت المطبعة الإسلامية التي كان يشرف عليها الأستاذ أحمد بوشمال رحمه الله رفيق الشيخ ابن باذيس وساعده الأيمن ... فشكى للشيخ رمضان تعطل المطبعة وقد صار يدفع رواتب العمال من رأس مال الشركة، إذ صحيفة الشهاب معطلة ... فاقترح عليه الشيخ رمضان فكرة جمع المقالات التي تتناول موضوعا واحدا من أعداد مجلة الشهاب في كتاب مفرد يباع ويدر على المطبعة أرباحا تستطيع بواسطتها الاستمرار في العمل.

فأُعجب بوشمال بالفكرة وشرع في تنفيذها بمعونة الشيخ رمضان فصدر كتاب يجمع بعض دروس التفسير تحت عنوان "مجالس التذكير" وطبع بمناسبة الذكرى الثامنة لوفاة الشيخ ابن باديس (6 جمادى الثانية 1367 هـ - 16 أفريل 1948 م) وقد قدم لهذا الكتاب الشيخ البشير الإبراهيمي بمقدمة رائعة هي مذكورة في آثار الإبراهيمي (249/ 2) ... وبعدها نُقل الشيخ رمضان إلى مدينة غيليزان فتوقف العمل، لكن الفكرة بقيت في ذهن الشيخ فما إن استقلت الجزائر ووجد الشيخ من يعينه على إتمام هذا المشروع حتى شرع فيه وأتمه بفضل الله وتوفيقه.

ومن آثار ابن باديس الهامة التي أخرجها الشيخ رمضان كتاب "العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية" وهي إملاءات الشيخ ابن باديس على تلاميذه في دروس العقيدة بأسلوب مبسط ميسر. وكان الشيخ رمضان أول من نشرها ثم تلاه بعد ذلك الأستاذ محمد الحسن فضلاء رحمه الله.

وقد نشرت هذه الإملاءات أول ما نشرت في مجلة "العبقرية" التي كان يصدرها بتلمسان الأستاذ عبد الوهاب بن منصور الذي هو الآن مؤرخ المملكة المغربية ... وقد صدرت منها بضعة أعداد سنة 1366 هـ ثم توقفت. وكان الشيخ رمضان هو الذي أطلع الأستاذ ابن منصور عليها فأعجب بها ونشرها في مجلته ....

ثم عند الاستقلال طبعها الشيخ بدار الكتاب الجزائري، وتلتها عدة طبعات أخرى آخرها طبعة المجلس الإسلامي الأعلى.

والشيخ رحمه الله متمسك غاية التمسك بحقوقه في هذه الكتب، ويغضب إذا طُلب منه أن يعاد طبعها مع حذف اسمه!!!

وعندما طبعة دار المعارف بوهران كتاب "تفسير ابن باديس" دون أن تستأذن الشيخ رفع عليها دعوى قضائية فأوقف طباعة الكتاب، وغضب من صاحب هذه الدار غضبا شديدا ...

لكنه بالمقابل لم يغضب حين أعلمته بأن دار الفتح بالشارقة طبعت كتابه "العقائد الإسلامية" سنة 1416 هـ، عندها ذكر لي أن الأخ الفاضل أبا عبد الرحمن محمود الجزائري قد سبقني إلى إخباره بذلك وأنه لم يعلم بطباعة الكتاب ولم يُستأذن في ذلك ... لكنه عذرهم نظرا لبعد الدار وقال: لعلهم لم يعلموا أن صاحب الكتاب حي يرزق، وأعجبته الطبعة، واكتفى بتكليف أحد أصدقائه -وكان مسافرا إلى الشارقة- أن يبلغهم أنه الشيخ حي يرزق وأنه كان الأولى أن يتصلوا به ويأخذوا موافقته وما كان ليمانع ....

يتبع ....

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير