ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[25 - 08 - 08, 12:37 م]ـ
للرفع ...
وفاءً لحقِّ الشَّيخ -رحمه الله- علينا!
ـ[أبو الحسين الزواوي]ــــــــ[25 - 08 - 08, 01:44 م]ـ
ورفع الله قدرك أبا علي ..
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[27 - 08 - 08, 12:44 ص]ـ
أحسن الله إليكم و جزاكم خيرا على هذه الدرر ..
ليتك تحدثنا أخي (محمد الأمين) عن كتاب "إمام الجزائر" و هو ثمرة التعاون بين الوالد د. عبد القادر حفظه الله،و شيخنا محمد الصالح رمضان -رحمه الله و أسكنه فسيح جناته-
تذكر لنا نبذة عن الكتاب و ظروف تأليفه، بحكم قربك من الكاتِبَيْن.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[29 - 08 - 08, 03:12 ص]ـ
شيوخ العلم بالقنطرة
ولد الشيخ محمد الصالح رمضان بمدينة القنطرة ونشأ بها وفيها تلقى مبادئ العلم الأولية. ومدينة القنطرة تقع في جنوب الجزائر تتوسط الطريق بين مدينتي باتنة وبسكرة، وقد سماها الفرنسيون "باب الصحراء".
ويذكر الشيخ أن عائلة سلطاني كانت تحتل الصدارة من الناحية العلمية بالقنطرة. فكان منها الشيخ عبد اللطيف سلطاني رحمه الله وهو لأشهر من أن يُعرّف به فقد عرفه أبناء الصحوة في الجزائر داعيا إلى الله على بصيرة صادعا بالحق لا يخاف في الله لومة لائم. وقد درس عليه الشيخ رمضان شيئا من القرآن في صباه المبكر، وكان الشيخ عبد اللطيف لمّا يلتحق بعد بجامع الزيتونة، فكلفه جد الشيخ رمضان أن يعلم الصبيان القرآن ريثما يسافر للدراسة في الزيتونة. يقول الشيخ رمضان: كان الشيخ عبد اللطيف شديدا مع التلاميذ ...
ومن هذه العائلة أيضا الشيخ الأمين سلطاني الأخ الأكبر للشيخ عبد اللطيف وهو أيضا متخرج من جامع الزيتونة، وكان شيخ القنطرة في زمانه محبوبا من طرف الجميع مسموع الكلمة لين الجانب، تنتهي عنده كل مشكلات القرية ولا يسمع بها أحد. يقول الشيخ رمضان: "أنا عرفت كثيرا من رجال جمعية العلماء لكن ثلاثة منهم لم أر مثلهم في الجمع بين التحصيل العلمي والتقى والصلاح وحسن معاملة الناس واللطف بهم، وهم الأمين سلطاني ومحمد العيد آل خليفة والطاهر ساحلي".
وقد تلقى الشيخ رمضان مبادئ العلم الأولية على الشيخ الأمين سلطاني وبقي يكن له كل الاحترام والتقدير إلى غاية وفاته رحمه الله.
ومما يبين مكانة هذا الشيخ (أي الأمين سلطاني) أن الشيخ رمضان شكى إليه مرة أن شيوخ الجمعية وعلى رأسهم الشيخ ابن باديس لا يزورون القنطرة ويزورون غيرها من المدن، فما سبب هذا؟ فكان الشيخ الأمين يعتذر لهم بكثرة المشاغل ... فلم يقتنع شيخنا رمضان بهذا الكلام.
وفي يوم من الأيام سمعوا بأن مشايخ الجمعية سيأتون لزيارة البلدة، فرسم الشيخ رمضان رسما جميلا يصور مدخل القنطرة وكتب تحته عتابا للمشايخ عن عدم زيارتهم للقنطرة ... فلما قدم الشيخ ابن باديس ومن معه ورأوا الرسم وقرأوا ما تحته، ذكر الشيخ ابن باديس سبب عدم زيارتهم وهو أن القنطرة بلدة ليس فيها مشكلات ولا تصلنا منها شكاوى كما هو الحال في بلدات أخرى نضطر للتنقل أحيانا لحل النزاعات وتهدئة الأجواء، فالقنطرة بلدة هادئة ليس فيها مشكلات وذلك بفضل الله ثم بفضل جهد الشيخ الأمين سلطاني رحمه الله.
ومن هذه العائلة الشيخ علي سلطاني والد الشيخين وهذا لم يدركه الشيخ رمضان، لكنه سمع عن علمه وفضله. يقول الشيخ رمضان: "وأبوهما (أي الأمين وعبد اللطيف سلطاني) شيخ كبير من أهل العلم درس على كبار أهل العلم في مدينة نفطة بالجنوب التونسي وذلك في زاوية الشيخ بن عزوز على الشيخ المصطفى بن عزوز والد الشيخ محمد المكي بن عزوز".
ومن فضائل الشيخ علي سلطاني أن الشيخ محمد المكي بن عزوز رحمه الله رحل من الأستانة حيث كان يقيم طلبا لرواية حديث عن أبيه المصطفى بالسند المتصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقدم إلى نفطة حيث زاوية والده يبحث عن تلاميذه، فقالوا له لم يبق من تلاميذه إلا واحد يدعى علي القنطري بالجنوب الجزائري، فأتى إلى مدينة القنطرة والتقى بالشيخ علي سلطاني وروى الحديث سماعا من الشيخ علي عن والده المصطفى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد استمرت علاقة الشيخ رمضان بالشيخ عبد اللطيف إلى غاية وفاته خحاصة أنهما كانا يسكنان نفس المنطقة أي القبة.
¥