تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وما بين العصر والمغرب والعشاء وقت يقضيه إما في مكتب إدارة الشهاب يحرر فيه المقالات الصحفية أو يطالع الصحف أو يستقبل فيه بعض الزوار، أو يمضيه في المكتب الرئاسي لجمعية العلماء في مدرسة التربية والتعليم الإسلامية بجنب إدارة الشهاب وهو المكان الذي يسكن فيه وينام بعد أن طلق زوجته، ويسهر فيه مع خواصه ليلة العطلة الأسبوعية. وقد يسافر في العطلة الأسبوعية أو العطلة الصيفية إلى العاصمة أو بعض جهات الوطن يتصل بإخوانه العلماء ويحتك بالشعب ويلقي الدروس والمحاضرات ويفك الخصومات.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 02:13 م]ـ

التعليم عند ابن باديس (تابع):

درس التفسير: درس التفسير درس عام يقع يوميا بعد صلاة العشاء في الجامع الأخضر ما عدا يوم العطلة الأسبوعية. ويحضره الطلاب جميعا في الصفوف الأولى وبعدهم جمهور المصلين وعامة الناس وخاصتهم الذين أعجبوا بهذا الدرس وولعوا به.

يستهل الشيخ درس التفسير بما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفتتح خطبه: "أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها ... " ثم يأخذ في سرد الآيات التي يريد شرحها من حفظه، وبعد ذلك يشرع في التفسير بلغة عربية فصيحة وأسلوب واضح جلي تتجلى فيه المقاصد والعبر. وكثيرا ما يطبق الآيات على ما تنطبق عليه من أحوال المجتمعات الإسلامية والبشرية في عصرنا، ويجري المقارنات الملائمة بين الحاضر والماضي مع الإشارة إلى أسباب النزول إن كان هناك داع.

وهذه هي الطريقة السلفية التي وصف بها الإبراهيمي طريقة ابن باديس في التفسير (انظر شهاب الختم الصادر في جويلية 1938 م). ومثل التفسير درس الحديث كذلك.

ويقضي الشيخ بياض نهاره وزلفا من الليل في إلقاء الدروس على مختلف طبقات طلابه الأربع ويحاول أن لا تحرم طبقة من دروسه فلا أقل من درس أو درسين لكل طبقة. وبقية الدروس المسجدية المقررة لكل طبقة يقوم بها الأساتذة المساعدون له في فروع الجامع الأخضر وهي: سيدي قموش وسيدي بومعزة وسيدي فتح الله. ومن الأساتذة المساعدين الذين أدركتهم في أواسط الثلاثينات المشايخ: الفضيل الورتلاني، وعبد العالي الأخضري، وعبد المجيد حيرش، والجيلالي الفارسي، وبلقاسم الزغداني، وحمزة بوكوشة وآخرون دونهم لم تطل مدتهم مثل: عمر دردور ومحمد الملياني وعيسى الدراجي (يحياوي) ومحمد الدراجي (ميهوبي)، وآخر المساعدين من هذا الصنف أنا العبد الضعيف محمد الصالح رمضان كنت أدرس لطلبته ساعتين صباحا في سيدي بومعزة قبل الثامنة أي قبل التعليم بمدرسة التربية والتعليم التي كنت معلما بها مع زمرة من المعلمين كابن العابد الجلالي والجنان والغسيري والطيب الدراجي والصادق عبد الوهاب.

ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[03 - 09 - 08, 03:01 م]ـ

التعليم عند ابن باديس (تابع):

نظام العرفاء: وزيادة في الاحتياط في مسألة الإشراف على الطلبة والمحافظة على أخلاقهم وسيرتهم العامة وتوجيههم في تربيتهم وتعليمهم أنشأ الشيخ ابن باديس نظام العرفاء الذي كان معروفا في التربية الإسلامية. فقسم طلبته حسب المناطق التي جاءوا منها، واختار طالبا من كل جماعة جعله عريفا على طلبة منطقته يضبط أمورهم ويراقب سلوكهم.

ويجتمع مجلس العرفاء مرة في الأسبوع مع الشيخ ليستعرضوا أحوال الطلبة. فيقدم عريف كل منطقة تقريرا عن طلبة منطقته، فإذا كان هنالك ما يخالف حسن السيرة في بعض الطلبة ينظر المجلس في الأمر ويتخذ ما يراه صالحا من التأديب الضروري. وقد نشر الشيخ في الشهاب عددا خاصا بالطلبة في جويلية 1934 مزدانا بصور الأساتذة المعينين والعرفاء وطبقات الطلاب وقوائم بأسماء الطلبة وبلدانهم وعمالاتهم ومالية ومصاريف الدخل والخرج لذلك العام وأسماء بعض كبار المحسنين والأطباء المتبرعين بعلاج الطلبة. ننقل من الشهاب أسماء العرفاء لتلك السنة وهم:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير