الفضيل الورتلاني على طلبة القبائل، ومحمد الدراجي على بريكة وأولاد دراج، ومحمد الملياني على طلبة عمالتي الجزائر ووهران، وعلي البجاوي على الطلبة الصحراويين، وبلقاسم الزغداني على طلبة عبن البيضاء وخنشلة، وعمر دردور على الطلبة الأوراسيين، وإسماعيل حيدوسي على طلبة باتنة وعين التوتة، والمسعود الريغي على طلبة البرج وسطيف، والعربي كبيش على طلبة الميلية وجيجل، والبشير كافي على الحروش وسكيكدة وعزابة، وصالح اليدري على طلبة ميلة ونواحيها.
برنامج الطبقات الأربع: كان ولا شك يُحضر في بداية السنة الدراسية من طرق الشيخ ابن باديس ومساعديه الرئيسيين فيعينون لكل طبقة المواد الدراسية اللازمة لها والكتب المقررة لها والمعلمين لكل طبقة والأماكن التي يدرسون فيها والتوقيت لكل مادة، إلخ ... بحيث يعرف كل طالب برنامجه الأسبوعي موزعا على الأماكن والأوقات ويعرف مواده الدراسية والكتب المعينة لها وأساتذة كل مادة بما فيهم الشيخ ابن باديس والجامع الأخضر وأوقات كل مادة دراسية.
كما يعرف كل أستاذ برنامجه الأسبوعي وعمله اليوميمن حيث الطبقات التي يدرس لها وكتبها وأوقاتها وأماكنها.
أما الشيخ ابن باديس فالمكان الذي يدرس فيه طول النهار وزلفا من الليل هو الجامع الأخضر (أحد المساجد الرسمية الجامعة في المدينة) وله رخصة التدريس فيه ولا يدرس فيه غيره.
وأما المساعدون فيدرسون في مساجد حرة للصلوات الخمس منبثة في أحياء المدينة القديمة حول رحبة الصوف لا تحتاج إلى رخصة من الدولة بل يكتفى بالإذن من أصحاب هذه المساجد وكلها قريبة من الجامع الأخضر. وهي مسجد سيدي قموش الخاص بعائلة ابن باديس، ومسجد سيدي بومعزة الخاص بعائلة ابن مغسولة، ومسجد سيدي فتح الله ومسجد سيدي ميمون ولا أدري لمن هما؟
وكما يعرف الطلاب مواد دراستهم وكتبها وأوقاتها وأماكنها ومعلميها، يعرفون كذلك أماكن سكناهم الموزعة في المدينة والمخابز التي يتناولون منها خبزهم اليومي والمطاعم التي يطعمون فيها. ويعرف كل طالب العريف المكلف بطلاب منطقته وهو المسؤول عنهم.
وهناك هيئة من أعضاء جمعية التربية والتعليم وأعيان المصلحين تتكلف بشؤون الطلبة من الناحية المادية وتسمى لجنة الطلبة أو لجنة صندوق الطلبة تجمع الزكوات والتبرعات والاشتراكات وتنفق منها على المحتاجين منهم لتغذيتهم وإيوائهم وما يتصل بذلك من كراء المأوى ومرافق السكن من ماء وكهرباء وإصلاح وترميم ما فسد أو تعطل من ذلك، وتضبط الدخل والخرج لصندوق الطلبة وتنشره مفصلا في الصحف حتى يتأكد المتبرعون للصندوق ومن يقدمون زكواتهم أو اشتراكاتهم له أن كل فلس يقدم يصرف في الأغراض المخصصة لذلك.
انتهى ما نقلته من وريقات كتبها الشيخ محمد الصالح رمضان رحمه الله عن منهج التعليم عند ابن باديس ومتعلقات ذلك.
ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[05 - 09 - 08, 03:03 م]ـ
مواقف للشيخ رمضان مع شيخه ابن باديس:
1 - كان الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله يُعير كتبه لتلاميذه، لكنه كان يشترط عليهم في ذلك شروطا منها:
- عدم العطاس في الكتاب
- عدم بل الأوراق بالريق عند تقليبها
- فتح الكتاب برفق حتى لا تنفصل أوراقه
- وكان إذا شم رائحة الدخان في الكتاب بعد إعارته لأحد تلاميذه، لا يُعيره كتابا بعد ذلك أبدا
- بعد إعادة الكتاب يسأل الشيخ تلميذه عن رأيه فيه وعن ما استفاده منه
وذات مرة طلب الشيخ محمد الصالح رمضان من شيخه أن يُعيره كتاب "حاضر العالم الإسلامي" لمستشرق أمريكي يُدعى لوثروب ستودارد وعليه تعليقات الأستاذ شكيب أرسلان. فسأله الشيخ ابن باديس لم تريد قراءة هذا الكتاب بالذات؟ فأجاب: لأنني أسمع عن شكيب وأراك تنشر مقالات له في الشهاب فأحببت أن أقرأ ما يكتب. قال الشيخ ابن باديس: شكيب أرسلان دائرة معارف، وأنت يا بني في بداية الطلب فقراءة كتبه تشتت لك ذهنك. فأنا أنصحك بعدم قراءة كتابه الآن ....
¥