ـ[محمد الأمين فضيل]ــــــــ[01 - 11 - 08, 10:35 م]ـ
مشاركة الشيخ رمضان في الثورة التحريرية المباركة:
شارك الشيخ رمضان رحمه الله في الثورة المباركة عضوا في المحكمة المدنية التابعة لجبهة التحرير الوطني في العاصمة الجزائرية، إضافة إلى كونه صندوق بريد للولاية الثانية "قسنطينة" ثم للولاية السادسة "الصحراء"
وكان الشيخ حينها يسكن في منزل الأستاذ "الامين دباغين" وهو مسؤول سياسي معروف، ولذلك كان بيته مراقبا فعانى الشيخ من ذلك كثيرا فاقتحم البيت وفُتّش واقتيد الشيخ للمساءلة مرات ...
ولم يمنعه نشاطه ذلك من مواصلة عمله في الإدارة والتعليم بالمدارس الحرة (أما التفتيش فقد توقف نتظرا للوضع الأمني الخطير)، فكان مديرا بمدرسة سلام باي (المدنية حاليا) ثم بمدرسة بلكور.
عمل الشيخ في الاستقلال:
أول عمل قام به الشيخ في الاستقلال هو إدارة التعليم الديني التابع لوزارة الأوقاف وقد اختاره لذلك الأستاذ أحمد توفيق المدني رحمه الله وهو أول وزير للأوقاف في الجزائر المستقلة.
وفي عهده أسست المعاهد الإسلامية التي صارت تعرف فيما بعد بثانويات التعليم الأصلي وهي معاهد تجمع بين تعليم العلوم الشرعية والعلوم الحديثة من رياضيات وفيزياء وغيرها. وقد جُلب لها أساتذة من الأزهر، وسافر الشيخ رمضان لهذا الغرض إلى مصر مع الأستاذ أحمد توفيق المدني والتقى الشيخ بوزير الأوقاف المصري آنذاك الدكتور محمد البهي رحمه الله وحدثه عن الشيخ ابن باديس فأعجب الدكتور البهي بشخصية ابن باديس وكان من ثمرة هذا اللقاء صداقة استمرت سنوات ثم قدم الدكتور البهي لكتاب "تفسير ابن باديس" بمقدمة جميلة.
وعند قدوم الأساتذة الأزهريين إلى الجزائر اجتمع بهم الشيخ رمضان وعرفهم بالواقع الجزائري الذي كانوا يجهلونه، ونبههم إلى أمر مهم وهو أن الجزائري يحترم الأزهريين إلى درجة كبيرة فلا ينبغي لهم أن يزعزعوا ثقة الشعب فيهم بتصرفات مشينة كالتدخين وغيره ... ولاحظ الشيخ في ذلك الاجتماع أحد الأزهريين مهتما بما يقول الشيخ اهتماما كبيرا، ويسأل ويستفسر فقربه الشيخ إليه واختاره ليكون واسطة بينه وبين الأساتذة الأزهريين الآخرين، وهو الأستاذ توفيق شاهين رحمه الله الذي أعان الشيخ رمضان على طبع جل كتبه في المشرق والمطابع عندنا آنذاك منعدمة.
والذي يؤسف له أن هذه المعاهد الإسلامية التي كانت بحق مفخرة الجزائر في سنوات الاستقلال الأولى قُضي عليها وأُلغيت في سنة 1396 هـ (1976 م) من طرف العلمانيين أتباع فرنسا وأذنابها بحجة توحيد التعليم، والله المستعان ....
لكن الشيخ رمضان لم يرض بالوظيف، وتاقت نفسه للتعليم الذي قضى جل حياته فيه فعاد إلى التعليم مرة أخرى والتحق بثانوية "حسيبة بن بوعلي" بحي القبة بالجزائر العاصمة، وذلك عندما أُدمج المعلمون الأحرار (الذين كانوا يدرسون في المدارس الحرة إبان الاستعمار) في الإطار العام للتعليم التابع لوزارة التربية الوطنية. فبقي بها إلى أن أحيل إلى التقاعد سنة 1400 هـ (1980 م).
ولأن الشيخ رمضان كان مفتشا لمدارس جمعية العلماء فقد كان من الذين يكتبون الشهادات للمعلمين الأحرار حتى يلتحقوا بالتعليم الرسمي غداة الاستقلال، وكان يتحرى في إعطاء الشهادات غاية التحري ولا يدفعها لمن لم يثبت له أنه علّم في مدارس جمعية العلماء.
وإليكم في المرفقات صورة من شهادة الشيخ رمضان للأستاذ صالح نور رحمه الله والد الداعية المعروف كمال نور إمام مسجد الشيخ عبد اللطيف سلطاني بالقبة.
ـ[ابو البراء]ــــــــ[05 - 11 - 08, 11:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الأستاذ الفاضل و الشيخ الكريم محمد الأمين فضيل: بارك الله فيك على هذا الموضوع الماتع و جزاك الله خيرا، متعك الله بالصحة والعافية ...
فلو استطعت رعاك الله أن ترسل لي البحث في ملف لننشره في موقع ميراث السنة فسنكون لك من الشاكرين حفظكم الله
أخوكم
ـ[الطيب العقبي]ــــــــ[28 - 03 - 09, 05:15 م]ـ
التعليم عند ابن باديس (تابع):
انتهى ما نقلته من وريقات كتبها الشيخ محمد الصالح رمضان رحمه الله عن منهج التعليم عند ابن باديس ومتعلقات ذلك.
الأستاذ الفاضل " محمد الأمين فضيل" حبذا لو تفضلت تعميما للفائدة بتصوير هذه الوريقات لنعتمدها في بحث لنا وبارك الله فيك وجزاك ألف خير
ـ[جمال بن عمار الأحمر]ــــــــ[11 - 10 - 09, 03:23 ص]ـ
جازاكم الله خيرا على هذه الذكريات والمذكرات الحافلة.
جعلها الله في ميزان حسناتكم.