الخبر ليس له مثيل بالنسبة لي ولم يمر علي في حياتي مثله وهو ان تذهب اسرة بهذا الكم من العدد! ويصاب من بقي من اولاده بالاصابات البليغة، ليس لنا في هذا الموقف المأساوي الا الرضا بما قدر ربنا لهم وكتب عليهم ونحسبهم جميعهم عند ربنا الكريم من المرضي عنهم وان يكونوا في مستقر رحمة الله، فكلهم الأب والأم والبنون نحسبهم من الصالحين الحريصين على الالتزام بالكتاب والسنة والعمل بمقتضاهما في السر والعلن والدعوة لهما،
وكل من عرف ماهر الساير عرف فيه ذلك، انسانا بعيدا عن الشهرة والمناصب وحب الظهور ويتساوى عنده المدح والذم فلا يحرص على مدح ولا يكترث بالذم فيوقفه عن مسيرته العلمية وطلب مرضاة الله، رحمة الله عليه وعلى زوجه وبنيه ورزقهم جميعهم الفردوس الاعلى وعنا معهم برحمته.
بعد الفاجعة جلست وحيدا اتذكر تلك الايام التي كنا معا، واسترجعت شريط الذكريات معه ولاسيما العمل في مركز المخطوطات والتراث والوثائق وبداية نشأته عام 1987 بالجابرية، ورحلاتنا معا في العالم وكيف كان فيها مثال الالتزام والخلق والحياء والمحافظة على الصحبة والاعتناء بي حتى اخجلني بما يقوم به تجاهي من رعاية، سواء كانت تلك الرعاية قيادة السيارة او الطبخ او غسل الملابس، وذلك في عام 2001 في الرياض عندما كنا في دورة مدتها شهر او عندما كنا في دبي في دورة مدتها قريبة من الاولى
او عندما كنا في رحلة اوروبية عام 1988 (تركيا وهولندا والمانية الشرقية والغربية قبل سقوط حائط برلين) او في سفرة الاتحاد السوفيتي في عام 1989 (موسكو واذربيجان وبطرسبرغ) وغيرها من السفرات دائما يمنحني شعوراً بأنني لست مع اخ في الله فقط او زميل صنعة الفتها نفوسنا وقلوبنا وانما مع ابن بار يتعامل معي كأب له.
ما ازكى نفسك يا ماهر وما احلى عشرتك وما اقوى شخصيتك بهدوئك وصمتك اللذين هما حركة وكلام ومعان يتهذب بها من يكون رفيق دربك.
لا املك يا ماهر في هذا المقام الا الدعاء لك ولاهلك ما حييت من ايام عمري، لقد اردت ان اعلق امانة مركز المخطوطات والتراث والوثائق في الجابرية في عنقك عندما بحت لك بذلك في الرياض عام 2001 وكتبت وصيتي على هذا النحو، ولكنك غادرت هذه الفانية قبلي فزاد ذلك حزني على حزن فقدك فإنا لله وإنا اليه راجعون ولا نقول الا ما يرضي ربنا وانا على فراقك يا ماهر لمحزونون محزونون. .. والله المستعان.
ـ[قيس]ــــــــ[14 - 09 - 08, 04:13 ص]ـ
السلام عليكم ,
رحمة الله عليه , و اسأل الله ان يبدله دارا خيرا من داره و اهلا خيرا من اهله. و ان لا يحرمنا من اجره و لا يفتننا من بعد ,
اما بعد , فقد وصلتني رسالة من أهل الفقيد رحمة الله عليه , و محتواها التالي "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فجعنا قبل ايام بوفاة خالي ماهر الساير وزوجته وابناءه رحمهم الله ذلك الخال الذي لم اتذكر في حياتي انني رأيته عابس الوجه دائما اراه مبتسم حتى في اوقات مرضه وشدته لم اتخيل في يوم من الأيام بأنه مشهور إلى هذه الدرجة وإن دل على شيء فإنما يدل على تواضعه فمنذ وفاته والصحف تنشر مقالات عنه والحمدلله بأن ذكره طيب (اللهم طيب ذكرنا في حياتنا و بعد وفاتنا) سعدنا كثيرا عندما قررت إدارة المخطوطات تسمية القاعة الرئيسية بإسمهكم اسعدني اهتمامكم بالكتابة عنه في منتداكم الكريم لكن ما احزنني هو تناحر بعض الأخوة، فوالله لو كان يسمعكم او يستطيع محادثتكم لقال لكم اصمتوا فهو يقدر الشخصين المذكورين، ولا يحب ان يذكر أي احد بسوء أمامه حتى لو كان الكلام صحيح.
ما اردت اخباركم به بشارة طيبة الحمدلله ابنه عبدالرحمن فاق من الغيبوبة لكنه يحتاج دعاؤكم فالاجهزة الطبية إلى الآن لم ترفع عنه اللهم اشف عبدالرحمن فهو والله شبيه خالي بكل شيء بالشكل والطبع وحتى التخصص الدراسي" انتهى.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.