تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أين قال الرازي هذا الكلام؟]

ـ[د. المجولي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 02:04 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله

إخوتي،،

أود أن أعلم: هل أورد الإمام الرازي في تفسيره هذا الكلام؟

وإن كان قال، فأين؟

(التحريف والتغيير والتبديل هو إمالة الشيء عن حقه، وهذا هو معنى التحريف في اللغة. ومتى نُسب إلى الكتب السماوية كان القصود به إمالة كلام الله عن مقصده الإلهي، ومعناه الحقيقي. ويشترط في حصول التحريف شروط ثلاثة: (1) إنّ التحريف يصير بمعرفة صانعه. (2) أن يصنعه الفاعل عمداً وبقصد. (3) أنّه لا يحصل ولا يقوم إلا بإفساد النص الحقيقي.

وقد بدأت بذكر الشرط الأول لأنه بحسب قرآننا الشريف هو الذنب الثقيل الذي ليس له مثيل, ولكن إن حدث بدون معرفة الفاعل أي بجهل فلا يكون ذنباً. والنتيجة أن القرآن حين يذكر تحريفاً ما، يريد التحريف الحاصل بمعرفة فاعله. دليل ذلك الآيات المذكور فيها أن الناس يحرفون الكتب السماوية وهم يعلمون. وقد ثنيت بالشرط الثاني، لأن تحريف أيّ كتاب هو فعل شنيع وتجاسر فظيع ارتكبه الفاعل. وكل فعل شنيع هو جرم وذنب. ولا بد أن يكون الجرم مرتكباً عمداً ومفعولاً قصداً. ثم ختمت بالشرط الثالث، وهو أن التحريف يقوم في إفساد معنى النص الحقيقي، لأن هذا هو أصل كلمة تحريف - أعني إمالة الشيء عن حقه، فإن لم تحصل الإمالة لم يحصل التحريف.

واعلم أنه يمكن تبديل وتحريف الكتب المقدسة بطرق شتى منها:

1 - زيادة كلمات أو عبارات لم تكن في النص الأصلي.

2 - حذف كلمات أو عبارات كانت في الأصل.

3 - تبديل الكلمات أو العبارات وتعويضها بما ينافيها لفظاً ومعنى.

4 - تغيير بعض الألفاظ عند إلقائها على السامعين كي لا يستفيدوا ولا يعرفوا الحق المبين.

5 - الضرب صفحاً عن بعض النصوص في القراءة.

6 - تعليم العامة تعليماً مبايناً لتعليم الله في كتابه، وخداعهم بأن هذا التعليم المحرَّف هو المستفاد منه.

7 - تأويل بعض كلمات مجازية تأويلاً كاذباً ومغايراً للمعنى المقصود.

8 - تفسير بعض الآيات الغامضة المعنى تفسيراً محرَّفاً.

وقد زاد البعض على ذلك طريقة أخرى، وهي تأليف كتب كاذبة وادّعاء مؤلفيها أنها موحاة من لدن العلي الأعلى، ولكن هذا الفعل ليس من باب التحريف في شيء، لأن التحريف هو تغيير كلام الله أو إمالته عن حقه. فالنتيجة أن إذاعة كتب كاذبة، والادعاء بأنها موحى بها من الله، ليس من باب التحريف بل من باب الكذب.

ثم إن أنواع التحريف الثمانية المذكورة تنقسم قسمين: ظاهر ومقدَّر. فالتحريف الظاهر هو الثلاثة المذكورة أولاً. والتحريف المقدر هو الخمسة الأخيرة). انتهى

بارك الله فيكم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير