تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كلامكم هذا جيد وهو فكرة جيدة. وبالنسبة لي أنا لم أذهب قط للسياحة، كان قصدي دائماً العمل الإسلامي، وكنت أحضر اجتماعات المسلمين، أو أحضر مؤتمرات، أو أتعرف على أحوال المسلمين في بلد ما أصابته مصاعب، وكذلك كنا نسمع عن بعض البلاد التي يتسع فيها العمل الإسلامي فنذهب لتشجيع الخير والدعوة، لم نكن نذهب للسياحة ولكن في أثناء العمل كنت أكتب على هامش العمل كتباً مظهرها سياحي أو من أدب الرحلات، وأعتقد أنكم تسألون عن عموم المسلمين الذين يذهبون للسياحة؟

نعم أريد أن أعرف رأي فضيلتكم بتأسيس هيئة لاستثمار سياحة المسلمين؟

نعم. أنتم تسألون عن استثمار السياحة التي يقوم بها المسلمين للدعوة إلى الله. وهذا هو الذي ينبغي وكلامكم في محله، ولا ينقص هذا من متعة السائح المسلم بل أحياناً يزيده عمل الخير متعة.

لماذا؟ لأن الذهاب للمسلمين والبحث عنهم في القرى النائية عمل مجهد وجميل والمسلمون يستحقون أن يذهب الإنسان إليهم سائحاً حتى إذا لم يكن عاملاً في الدعوة، فالزيارة دليل محبة وللمتحابين في الله أجر عظيم، ومن المؤسف والغريب حقاً أن تجد الأوروبيين يحرصون على زيارة المسلمين وغير المسلمين، وهذا أمر معروف منهم منذ عهد الاستكشاف التنصيري، ثم الاستعمار، بينما لا يأتي للأقليات المسلمة أحد من السياح المسلمين لأن أكثر السياح المسلمين يذهبون إلى البلاد التي تؤمن لهم الراحة والطعام الذي يعجبهم، وهذا خطأ لأن السياحة القصد منها المعرفة (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين).

فالله سبحانه وتعالى قال: (قل سيروا في الأرض) وفي آية أخرى (أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) فعلى المرء أن يجعل جزءاً من سياحته عملاً الله.

نريد من كل مسلم أن يشعر بأنه جزء من هذا العالم الإسلامي الكبير.

هل تعتقد أن التوعية التاريخية مهمة؟ وبماذا توجه القراء في هذا الصدد؟

لا شك أنها مهمة لأننا نرى أن القرآن الكريم يقص علينا قصص الأمم الماضية والأنبياء وقصص الدعوة، وما كان ذلك إلا للتأسي والقدوة وأخذ العبرة والحث على قراءة التاريخ، إلا أنه ليس بمستطاع كل مسلم أن يقرأ كل التاريخ لأن التاريخ واسع وطويل، فيجب عليه أن يتثقف بالثقافة الإسلامية التي منها جزء من التاريخ، وحبذا لو انتدب طائفة من المسلمين لدراسة التاريخ وخاصة الوقائع الفاصلة المهمة في التاريخ الإسلامي وترجمتها إلى لغات المسلمين في أنحاء العالم.

وأرى أيضاً أن نقوم بترجمة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ومن المفاصل التاريخية المهمة التي يجب الاطلاع عليها الموقف الحازم لأبي بكر الصديق بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه حافظ على الأمة والدولة الإسلامية من الانهيار، كما أكد هيبة الدولة وحكم الله عندما واجه مانعي الزكاة والمرتدين فأعادهم إلى الصواب.

يقولون إن الإسلام انتشر بالسيف، هل لاحظت أثر ذلك أثناء رحلاتكم الدعوية؟

أبداً، ومن الغريب والعجيب أن الدول الإسلامية الآن غير مؤثرة على الميدان الدولي، ومع ذلك نجد الإسلام ينتشر في أمريكا وأوروبا وأصبح عدد المسلمين الجدد بالملايين رغم ضعف المسلمين في دولهم وقلة حيلتهم وافتقارهم للإعلام القوي مما يدحض قول البعض بأن الإسلام ينتشر في إفريقيا فقط لأن أهلها على الفطرة فها هو ينتشر في أوروبا وفي بلجيكا، وأنا شخصياً ذهبت إليها ووجدت في حي من أحياء بروكسل (عاصمة السوق الأوروبية المشتركة في السابق) و (عاصمة الاتحاد الأوربي) ثمانية عشر مسجداً كان افتتاح أولها عام 1974م، كما وصل عدد المسلمين في أمريكا لوحدها خمسة ملايين مسلم كلهم يتجهون إلى مكة لأداء صلاتهم والمسلمون يقولون: إن عددهم أكثر من ذلك وأنه يقارب الثمانية ملايين، وفي ذلك رد على الذين يقولون: إن الإسلام انتشر بالسيف فأي سيف للإسلام الآن سواء في أوروبا أو أمريكا؟ فالإسلام انتشر سابقاً بالإقناع والحجة، وينتشر الآن بالإقناع أيضاً، وكلنا نعرف أن الإسلام في تقدم مستمر في كل البلاد المتقدمة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير