تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما إذا كانوا يريدون بالسيف ما كان من حروب بين الدول الإسلامية والدول الأخرى فهذا ليس خاصاً بالمسلمين، بل هو بين النصارى بعضهم ضد بعض أكثر، وأكبر شاهد على ذلك الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية.

هل تعتقد أن المسلمين يفهمون الغرب والآخرين بشكل جيد بما يدعم إقرارهم بقضايا الولاء والبراء؟

مسألة الولاء والبراء فهمها بعض إخواننا فهماً غير صحيح فبضعهم يعتقد بأن مجرد السفر لبلاد الغرب يعني موالاتهم، ونحن نقول: هذا غير صحيح، فنحن نذهب إلى بلادهم وهم يأتون إلى بلادنا ولا يوالوننا لأن الموالاة غير الملاقاة، بل ينبغي للمسلم أن يذهب إلى بلاد الأمم الأخرى ليكون قدوة لهم يقدم لهم النموذج المثالي والعملي للإسلام، ولعل الله يجري على يديه الخير فيدخل منهم أناس في الإسلام، والمطلوب من المسلمين أن يعرفوا الآخرين لأن الله تعالى قال: (ولقد كرمنا بني آدم) وهذه تشمل الكافر والمسلم على حد سواء فليس من الولاء أن لا تذهب للدعوة إلى الله.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم) فنية الدعوة إلى الله في بلاد الكفار والصبر على ذلك وتصبير الناس فيه أجر عظيم، ولكن ينبغي للمرء أن لا ينساق إلى ما انساق إليه بعض الضعفاء في دينهم.

من خلال تجوالكم الدائم بالعالم الإسلامي إلى ماذا تعزون سبب تخلف المسلمين عن ركب الحضارة وقيادة العالم؟

لا شك أن السبب يرجع إلى أمرين: أولهما عدم الأخذ بما أمر به الله ورسوله لأن الله سبحانه وتعالى أمرهم بالاستعداد للحرب وأمرهم بأن يأخذوا أهبتهم بالأسباب المادية الظاهرة للنصر، ثم بعد ذلك يتوجهون إلى رب العالمين ليطلبوا منه النصر.

بالإضافة إلى أن كثيراً من المسلمين لم يأخذوا بأسباب النصر لذلك تخلفوا عن الكفار في الأمور المادية وحتى في المعاملات والأخلاق، نجد أن العدل موجود في بعض دول أوروبا أكثر من العدل في بعض بلاد المسلمين والسبب في ذلك أن المسلمين انصرفوا عما أمرهم به الله ورسوله مع أن في الإسلام جميع الأسباب التي تكفل سعادة الإنسان في الدارين وعلى رأسها العدل والأمن والمعاملة بالحسنى.

من خلال خبرتكم في الدعوة، كيف تجدون مستقبل المسلمين؟

المستقبل بيد الله ولكن نستطيع أن نتوقع المستقبل بين الحاضر والماضي فإذا فهمنا ذلك أمكننا أن نتحدث عن المستقبل قياساً على الماضي والحاضر، ولعل من المبشرات مقارنة بسيطة بين أوضاع المسلمين والأقليات المسلمة قبل (50) سنة والآن فنجد أننا ولله الحمد في تقدم مضطرد فكثير من البلاد لم يكن بها ولا مسلم واحد وأصبحت الآن تعج بالمسلمين والمساجد وارتفع بها نداء (الله أكبر).

وبناء عليه يمكن أن نقول بأن المستقبل واعد؛ ولكن مما يدعو للقلق أن نرى المسلمين على هذه الحالة من الضعف المادي لا يستطيعون أن يجاروا الآخرين مما أغرا بنا اليهود وجعلهم ينتصرون علينا وهم قلة قليلة، والسبب في ذلك أن المسلمين لم يأخذوا بأسباب القوة التي أخذ بها اليهود.

هل لكم أن ترسلوا للمسلمين عبر (المنار) بعض النصائح؟

النصائح كثيرة ولكن أعتقد أن الأهم هو أن يشعر كل مسلم بأنه جزء من هذا العالم الإسلامي الكبير وأن يشعر بأن عليه واجباً تجاه إخوانه المسلمين وعليه محاسبة نفسه يومياً هل قدم نفعاً للمسلمين أم لا؟

وبطبيعة الحال تختلف قدرات الناس وإمكاناتهم سواء القدرة الذهنية أو العلمية أو المالية، فالذي لا يملك العالم يساهم بالدعاء أو الجهد وهكذا، والحمد لله أن يسر للمسلمين عمل الخير عبر الجمعيات والهيئات الخيرية الكثيرة المنتشرة في بلادنا مثل رابطة العالم الإسلامي، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، ومؤسسة الوقف الإسلامي. وغيرها كثير.

ولقد أصبح لهذه المنظمات قدرة كبيرة على العمل بحكم الخبرة والممارسة الأمر الذي يزيد من فاعليتها وفاعلية الزكوات أو الصدقات المقدمة للمسلمين.

هل تعتقد أن المؤسسات الإسلامية الإغاثية تقوم بالدور المطلوب؟

لا يمكن أن نقول إنها قامت بالدور المطلوب كله، لأن الدور المطلوب كبير وعظيم ولكن نقول: إنها قامت بعمل جيد وأنها في الطريق إن شاء الله لأن تقدم الأفضل، وهذا أول الطريق وأهم مراحله فقبل (30) سنة لم يكن هناك ولا هيئة خيرية واحدة خاصة بتقديم الإعلانات للمسلمين خارج بلادنا فوجودها الآن بهذا الشكل وقيامها بالعمل يدل على أن المستقبل الخيري أفضل إن شاء الله.

لاحظت خلال قراءتي لكتبكم أن هناك أموراً كثيرة عن أحوال المسلمين يجهلها معظم المسلمين، هل تعتقد أن إيجاد مركز معلومات لبث أخبار المسلمين والتعريف بهم يساعد على حل هذا الإشكال؟

هذا عمل طيب ولكن هناك جهات حكومية وشعبية لديها القدرة الفنية والمالية على تأمين هذه الخدمة للمسلمين ولا يمكن لمركز المعلومات أن يستغني عنها.

من خلال رحلاتكم الكثيرة. ما هو أكثر شيء لفت انتباهكم؟

أعظم شيء لفت انتباهي هو أننا نجهل أشياء كثيرة عن أحوال المسلمين ولا نعرف عن المسلمين وبخاصة في البلاد البعيدة كل ما ينبغي أن نعرفه ولا نعرف ظروفهم وخصوصيتهم ولا نعرف كيفية مساعدتهم وهذا شيء لا بد من معالجته.


منقول من: مجلة المنار، العدد 70، جمادى الأولى 1424هـ
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير