تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الثاني: ولده البار الدكتور سعدان شبايكي أستاذ الاقتصاد بجامعة قسنطينة ـ سابقا ـ أما الآن فهو رئيس ومدير المركز الجامعي د. يحيى فارس بالمدية, وقد كان لي شرف لقائه يومي 14ـ 15 أيار 2006 في الملتقى الدولي حول التعليمية والبيداغوجيا والعلاقة بين الجامعة والمحيط ,الذي كان تحت الرعاية السامية لوزير التعليم العالي والبحث العلمي. وقد شكرهما في أبيات ودعا لهما بالتوفيق والنجاح في أعمالهما فقال:

أبا فاضل الأخلاق شكرك واجب ....................... علّي فخذه بالوداد معطرا

ودمت نصير الضاد تعلي لواءها ............ وتبغي لها في الصبح أن تحمد السرى

ويا ولدي سعدان عشت موفقا ................... إلى الخير ممدوح الخصال موقرا

ترافقك الحسنى بكل ثنية ............................ ويلقاك نجم السعد دوما مبشرا

وقد أهدى الشاعر الشبوكي هذا الديوان إلى الشعب الجزائري الوفي لثوابته ومقوماته الأصيلة والذي كان على موعد مع التاريخ في ثورة التحرير المباركة فاسترجع حريته واستقلاله وسجل مواقف بطولية تردد دويها في أقاصي العالم وأدانيه. وإلى أرواح أولئك البررة الذين قدموا أرواحهم فداء للجزائر.

الشريعة 5 محرم 1415 هـ

الموافق 15 جوان 1994م

و جاءت مختلف قصائد هذا الديوان بمواضيعها واتجاهاتها ومفرداتها الجزلة القوية والتزامها التقاليد والأصول الأساسية للشعر العربي تدل على مكانتها العميقة البعيدة المدى والتي تدعو إلى هذا الأصل الأصيل دون أن تقف في معارضة الصور الشعرية الحية المترقرقة الزاهية بألوان زنابقها الحمراء والقرنفلية ..

مع التشدد في ملازمة المعارف وذلك الأسلوب الناعم في أحاديث الهمس, فالشاعر وإن جأر وجاهر بأفكاره المبدئية المرتبطة في مذاهب الشعر العربي بالأصلاء من شعرائه كقوله في ذكرى ابن باديس:

قم ليوم العلم واهتف بالنشيد واقتبس شعرك من عبد الحميد

واذكر الأمجاد من تاريخه فهو للأمجاد ذو سفر مجيد

فإن الشاعر الأصيل الوثيق الصلات بخصائص الشعر العربي على مدى مراحله هو شاعر يحنو ويحن ,إلا أنه يذود بنفسه ذيادا قاسيا صارما يخطو فيه خطو شيوخ الصوفية وشعرائها وتتلمس تلك العزائم الشداد في مثل قوله في ملحمة الثورة:

حي على الجبال أخي وحي على المدفعا واحمد إلهك شاكرا متخشعا

واهتف بأبطال الجهاد منوها بالشعب قد أبلى البلاء الأروعا

وكان شاعرنا قويا فتيا شديد الوقع في عنفوانه رفيع المقام في استنهاض الهمم يجلجل ويشدو:

أيها العرب يا بني الثورة الكبـ ـرى ألسنا ذوي النفوس الأبيه

أين إيماننا وغيرتنا المثـ ـلى وأين الفدا و أين الحميه

ما لنا اليوم يستبد بنا الضيـ ـم ونرضى في أرضنا بالدنيه

هذه القدس قبلتنا الأو لى ومهد الهداية النبويه

ويقول السيد محمد الطاهر فضلاء: وأشهد أني ما قرأت لشاعرنا الكبير شعره عن تونس وأهلها إلا اعترتني هزة لا أدري ما هي من بين الأحاسيس:

حي عني إن زرت تونس يوما دار ليلى واقرأ عليها السلاما

وتلطف وقل لها إن قلبي في هواك لما يزل مستهاما

أنت يا دار موئلي ومزاري وسأبقى أغشاك عام فعاما

فيك وقعت مزهري وتخير ت قصيدي وصغته أنغاما

ويقول أيضا:

يا تونس الأنس يا أرض الجمال ويا مهد الفنون ويا روض التلاحين

تحيتي يا بلادا قد شغفت بها منذ الشباب .. وإني جد ممنون

أ**اب تونس إني ما نسيتكم ذكراكم بقيت دوما تناجيني

ويقول الشاعر محمد الشبوكي: أنه سلك في هذه المجموعة الشعرية طريقة الوضوح في الشكل والمحتوى كما أشار في المقدمة صفحة (10) وهي الطريقة التي ارتضاها الشاعر في نظم الشعر بعيدا عن أسلوب الرمزية وما يؤدي إلى التهويم في آفاق ضبابية تجعل من المضمون فارغا متلاشيا مع السراب حسب رأيه, فالشعر في نظره هو ما كان معناه يسبق لفظه في الوضوح والإشراق فيطرب له السمع وتهتز له النفس وإلا فهو كما قال الشاعر العراقي جميل صدقي الزهاوي:

إذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس خليقا أن يقال له شعر

كما أن الشعر شذى ينبعث من زهرة إلى زهرة ينبغي أن يكون بريئا من كل ما يشوب العفوية والبراءة وقد حاول شاعرنا الكبير محمد الشبوكي ـ طبعا بقدر الإمكان ـ أن يكون وفيا لمنهجه الذي ارتضاه لنفسه ويقدم العذر عما يتخلل بعض هذه المجموعة الشعرية من النقائص فيقول:

"عذري هو أنني أتعاطى نظم الشعر لا لأظهر براعة فيه أو تفوقا ,ولا أقصد من ورائه إلا تلبية الضمير وترضية النفس وترجمة الخواطر.

وقد نظمت هذه القصائد في أوقات متباعدة حينا ومتقاربة أحيانا في الزمان والمكان فنظم بعضها في المعتقلات أثناء الثورة الجزائرية المباركة وبعضها الآخر نظم بعد إشراق شمس الاستقلال أما ما نظمه الشاعر قبل الثورة فقد ضاع كله كما قال:

"فبعد إطلاق سراحي من المعتقلات ورجوعي إلى المنزل لم أجد مكتبتي التي أملكها فقد عبث الجيش الفرنسي الذي احتل المدرسة التي كنت أديرها والمسكن الذي كنت أسكنه بجانبها وعاث فسادا في كل ما تركت في المدرسة والمنزل ولا غرابة في ذلك, ويتساءل الشاعر منذ متى كان جيش الاحتلال الفرنسي يحترم الثقافة أصلا؟؟ "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منتديات تبسة الإسلامية ( http://tebessa.forume.biz/montada-f7/topic-t649.htm#1445)

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير