تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ــ تحقيق المخطوطات مهمة ليست سهلة، والذين يقومون بها نحسبهم على خير والله حسيبهم ـ ولا نزكي على الله أحدا ـ وهي تحتاج إلى جهد عظيم في البحث والتنقيب والتحقيق لما لهذه المخطوطات من أهمية كبيرة في حياة المسلمين، والحمد لله أن هناك بعضاً من المحققين على مستوى العالم الإسلامي قد بذلوا جهداً كبيراً في إخراج العديد من المخطوطات التي كانت غائبة عن نظر الكثير من أهل العلم، فاستفاد منها الكثيرون وخاصة من طلبة العلم. والدخول في هذا المجال يحتاج لجهد كبير وصبر عظيم وبحث كثير، فالمهمة ليست سهلة، واختلاف جهات التحقيق في المخطوطة الواحدة يرجع إلى اهتمام البعض بدقة التحقيق، والاستفادة من الشروح المتعلقة بهذه المخطوطات لزيادة الاستفادة منها، والمساهمة في نشر العلم، وهذا ينم عن حرص العلماء المحققين من إظهار تلك المخطوطات وشرحها وإيصال نفعها إلى المسلمين.

وقد يكون المتأخر اطلع على عمل السابق فرأى فيه جوانب لم تستكمل فرغب في استكمالها والتحقيق الذي نحذر منه هو التحقيق التجاري الذي لا يخدم المخطوطة ولا يخدم العلم وأهله.

ضوابط التآليف الفقهية

* التأليف بالاشتراك كان له حظ من مؤلفاتكم سواء في التحقيق أو التأليف، فما هي الضوابط الفقهية لهذا العمل، وما هي مشكلاته العلمية؟

ــ إذا كان من يشتركون في التأليف متفقين اتفاقاً تاماً على ما يحقق المصلحة من الاشتراك والعمل مرتب بينهم حسب إمكاناتهم وقدراتهم وتخصصهم فلا إشكال في ذلك، بل قد يكون هذا من الخير لهم وللمسلمين لأن بعض المشاريع تحتاج إلى جهد مشترك ولا يكفي جهد الشخص الواحد، وقد جربت ذلك ونجح ولله الحمد في أكثر من مشروع علمي.

أفول شمس

* كتاب (أفول شمس) لون جديد من ألوان التأليف حدثنا عن هذا الكتاب؟

ــ لقد كان أثر والدتي في حياتي عظيماً جداً حيث أنها هي التي ربتني وقامت على شأني، وكانت توجهني للخير وتبعدني عن الشر، وكانت تعاني الكثير من أجلي وإخوتي، ورغم شظف العيش الذي كنا نعيشه إلا أنها كانت حريصة على توجيهنا توجيهاً شرعياً، بالحرص على الصلاة، وحسن الخلق، ومحبة الخير للناس. ولقد شجعتني على طلب العلم، والحرص عليه، وكانت تبشرني بأن العلم يرفع من قيمة صاحبه، وينال به العزة والشرف في الدنيا والآخرة، فكنت حريصاً أشد الحرص على طاعتها وبرها، فكان ينالني من بركتها الكثير والكثير.

وقبل تأليف هذا الكتاب كنت أهتم بمواقفي مع والدتي رحمها الله، وكنت حريصاً أشد الحرص على برها والإحسان إليها، فلما توفيت ـ رحمها الله ـ بادرت بتقييد بعض الخواطر وأنا في مكة قبالة الكعبة، وقد علم بعض إخوتي وأخواتي عن ذلك فألحوا عليّ بإخراج هذه الخواطر لتكون معينة لهم ومذكرة لغيره في ميدان البر الواسع، وبفضل الله تعالى تم إخراج هذا الكتاب على هذه الصورة، عسى الله أن يجعله باب خير لي ولوالدتي، والله تعالى أسأل أن يغفر لها وأن يرحمها، وأن يجمعني بها ووالدي وإخوتي وسائر المسلمين في جنات النعيم.

تعدد الفتوى

* لاشك أن الفتوى توقيع عن رب العالمين، وفي الآونة الأخيرة بدأ يلاحظ كثرة المفتين وتعددهم، بل واختلافهم كثيراً في المسألة الواحدة، فما رأيك فضيلة الشيخ في هذه الظاهرة؟

ــ إن من عظيم شأن الفتوى أن جعلها الله قرينة لأعظم الأعمال التي نهى عن الوقوع فيها، قال تعالى: [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ] (سورة الأعراف: 33). ومعلوم أن من يفتي في دين الله تعالى يوجه الناس إلى أوامر ربهم، ويعرفهم بالحلال والحرام، وما يتعلق بأمور عباداتهم ومعاملاتهم ويوقع عن رب العالمين، فإذا كان الأمر كذلك وجب على كل من يتولى ذلك الحذر من الإفتاء عليه بغير علم لئلا يبوء بالإثم ويضر نفسه وغيره. قال ابن القيم رحمه الله:=وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفُتَّيا والقضاء وجعله من أعظم المحرمات بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى [قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير