تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

* الفقه والفقهاء كلمتان تحملان بين طياتها الكثير من المعاني، فما السبيل في رأيك للنهوض بالفقه والارتقاء بالفقهاء حتى نرى ذلك الدور الذي كان يؤديانه في عصور السلف؟

ــ لقد شمل الفقه الإسلامي جميع نواحي الحياة الفردية والاجتماعية من شؤون اقتصادية واجتماعية وسياسية وغيرها حيث قام الفقهاء المجتهدون من الصحابة والتابعين ومن بعدهم بدراسة كل ما يعترض حياة الناس من مسائل وقضايا على ضوء أصول الشريعة وقواعدها وتبيين أحكامها. والفقه الإسلامي يعتبر من أهم ميادين العلوم الشرعية، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة بالحث على التفقه في الدين، ومعرفة أحكام الشريعة، ويعتبر طلب العلم الشرعي من أشرف المطالب وأسمى الغايات والمشتغل به مع إخلاص النية في أعلى درجات العبادة، قال تعالى: [ .. فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ] (التوبة: الآية122). وقال " من يرد الله به خيرا يفقه في الدين (رواه البخاري ومسلم). وجاء في حديث أنس قال: قال رسول الله ":خير العبادة الفقه (رواه البخاري في الأدب المفرد، والإمام أحمد في مسنده ـ جامع بيان العلم وفضله (1/ 21). والفقه ثمرة العلوم كلها، قال ابن الجوزي:أعظم دليل على فضيلة الشيء النظر إلى ثمرته ومن تأمل ثمرة الفقه علم أنه أفضل العلوم، فإن أرباب المذاهب فاقوا بالفقه الخلائق أبداً ..

. وانطلاقاً من هذه المكانة للفقه حرص العلماء على دراسته وتدوين فروعه ووضعوا له قواعد وضوابط تجمع فروعه المتناثرة مما سهل دراسة هذا الفن وضبط فروعه، والفقه كغيره من العلوم ينمو باستعماله ويضمر بإهماله، فقد مرت به أطوار نما فيها وترعرع وتناول كل مناحي الحياة، ثم عدت عليه العوادي من المتآمرين على شرع الله فتوقف ذلك النمو فترات وكاد أن يقف في أخرى. والفقه تبع لشريعة الله التي أبعدت عمداً عن تنظيم حياة الناس وحل مشاكلهم، واستبدلت بنظم وطرائق جاءت من الأعداء، وقد لبست أثواباً مختلفة وتشكلت بأنماط متباينة حسب مصالحهم، وهذا الإقصاء عن مناحي الحياة أثر كثيراً على نمو الفقه وإبداع الفقهاء، وعلى الرغم من الضعف الذي تعيشه الأمة في مناحي الحياة إلا أنه توجد مؤشرات ومبشرات هنا وهناك من حيث تنامي البحوث والدراسات للوقائع والنوازل والحوادث التي تنزل بالأمة الإسلامية وتطبيق الأصول والقواعد الشرعية عليها وبيان الحكم الشرعي فيها واستبعاد ما يخالف الشريعة الإسلامية وإيجاد البدائل لما يتعارض منها مع ذلك.

إن الفقه الإسلامي ثروة فكرية هائلة وتراث ضخم لم يستفد منه الكثيرون وإن كل طالب علم لديه القدرة على توسيع دائرة الاستفادة من الفقه الإسلامي مسؤول عن هذا الأمر. لذا فالأمر يحتاج إلى جهد كبير وبذل عظيم من أجل الاستفادة من أبواب الفقه الإسلامي لحل مشكلات العالم وتوجيه المسلمين إلى العمل بكتاب الله وسنة نبيه "، وهذا لا يتأتى إلا بتضافر الجهود بين الجهات العلمية في سائر الدول الإسلامية وبين العلماء العاملين على مستوى العالم كله، وفتح مجال الاجتهاد للجميع، ودعم الأبحاث العلمية التي تعود بالنفع على الأمة الإسلامية، ولابد من تنظيم هذه الجهات لكي يكون جلَّ همها هو إظهار عظمة هذا الدين، ونفع العالم كله بما فيه من الخير والرشاد. وعلى جميع العلماء العاملين التوجه الصحيح إلى تحكيم الكتاب والسنة في سائر شؤون الحياة، مع الأخذ بإجماع الصحابة، والعمل بالقياس في المسائل التي لا يوجد لها دليل من كتاب أو سنة، أو الاجتهاد في حل هذه المسائل بما يراه العلماء.

تصحيح أعمال البنوك

* كيف تقيمون مستوى أداء البنوك الإسلامية الحالية وخصوصاً أنكم من المهتمين بقضية البنوك الإسلامية ورسالتكم الدكتوراه (البنوك الإسلامية بين النظرية والتطبيق) تصب في هذا الشأن؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير