تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ــ الحمد لله على فضله وعونه، فقد برزت على نطاق واسع في داخل المملكة وخارجها صيحات تنادي بتصحيح أعمال البنوك، وتغيير طريقها إلى النطاق الشرعي في التعامل، وبفضل الله بدأت بعض البنوك في تحويل مسارها إلى التعامل بما تمليه شريعة الإسلام، والاجتهاد في تنظيف مؤسساتها المالية من كل ما يشوبها من معاملات ربوية محرمة أو قصور أو شبهات، وأصبح لبعض البنوك الآن لجان شرعية تعمل على تصحيح مسارها، وتحسين وضعها بما يعود عليها بالخير في الدنيا والآخرة.

وإني لأشد على أيدي أصحاب البنوك في المسارعة بتحويل مؤسساتهم إلى بنوك إسلامية خالية من الربا وشوائبه، وأن يعملوا على كل ما من شأنه تطهير الأمة من المعاملات غير الشرعية لكي يحفظ الله لأمة الإسلام مكانتها وعزها واقتصادها، وأن يسيروا على الطريق الذي ارتضاه الله لعباده بالتعاون على الخير والبعد عن كل شر.

خدمة مصالح الأمة

* كلمتكم لطلاب العلم والمشايخ في هذه المرحلة الحرجة من حياة الأمة؟

ــ على الجميع التكاتف والتعاون فيما يخدم مصالح الأمة ويبعدها عن الضعف والوهن، والتمسك بما كان عليه سلف الأمة من التمسك بالكتاب والسنة وإجماع السلف، وتقديم مصلحة المسلمين على مصلحة النفس، فالأمة تحتاج لكل من يقوم على نصرة دينها وإعلاء شأنها، والعلماء هم سراج الأمة وأملها، فهم حاملو شرعة رب العالمين للخلائق أجمعين، فيجب عليهم مجاهدة أعداء الملة، وإيصال رسالة الإسلام إلى غير المسلمين في سائر بقاع الأرض، ومعلوم لدى الجميع أن أعداء الإسلام يحاولون التشكيك فيه، وصد الناس عنه، بل وإخراج المسلمين منه، وهذا لن يتم بإذن الله ما دام أن العلماء وطلبة العلم والدعاة إلى الله وكل من يساهم في نشر الإسلام قائمين بواجبهم نحو نصرة هذا الدين. وعلى الجميع ترك التنازع والاختلاف، فدين الإسلام دين الاجتماع والتآلف والمحبة، فإذا ترك المسلمون الفرقة والتنازع، واعتصموا بكتاب الله تعالى وسنة نبيه وتعاونوا على كل ما فيه خير للأمة كان ذلك من أقوى عوامل رجوع أمة الإسلام إلى عزها ومكانتها بين الأمم كافة.

حياة العالم الاجتماعية

* الجانب الاجتماعي في حياة العالم كيف يمكن استثماره لخدمة الدعوة وهداية الناس حيث يلاحظ إهمال هذا الجانب؟

ــ لقد كان الرسول قدوة للناس كافة، وكان يسعى بكل جهده في سبيل فتح قلوب الناس لهذا الدين، فكان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، وكان يرفق بالمخطئين، وكان يحلم على المسيئين، وكان يصبر على المؤذين، فأحبه الناس، وسارعوا إلى الإيمان به، والتمسك بهديه، والدفاع عنه، ونصرته، وتعزيره، وتوقيره، وما زال هذا الأمر إلى يومنا هذا مع الفارق الكبير بين القرون الأولى وزماننا الذي نعيش فيه. والعالم يسير على ما سار عليه الرسول فهو قدوة للناس في تمسكه بدينه، والعمل بالسنة، واتصافه بالصفات الكريمة من الحلم والصبر والتواضع والرفق، وأن يكون حريصاً على خدمة المسلمين، مبادراً إلى قضاء حوائجهم، فاتحا قلبه لكل من يسأله ويستفتيه ويحتاج إلى مشورته، قدوة للناس في حرصه على الطاعة ومبادرته إليها، بعيداً عن كل ما يشوبه من صفات غير لائقة.

ومن عوامل محبة الناس للعالم حرصه على قضاء حوائج الفقراء والمساكين والأرامل والأيتام، وسعيه في تيسير أمور المسلمين، وشفاعته لأصحاب الحاجات، وكم كنا نرى ونسمع ما كان يبذله سماحة والدنا وشيخنا العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة واسعة الذي كان كل وقته وماله وجهده في خدمة المسلمين وقضاء حوائجهم والسعي في تيسير أمورهم، وهذا ما عاد عليه بالخير في حياته وبعد مماته، من نيل محبة الناس ودعائهم والثناء عليه، فأسأل الله تعالى أن يمن علينا جميعاً بالاقتداء برسولنا ?، وأن يوفقنا لما يعود علينا وعلى المسلمين بالخير في العاجل والآجل.

جبرية الحفظ

* الشيخ عبد الله الطيار أب لاثنين من طلاب العلم، كيف كان الشيخ يوجه أبناءه في هذا الجانب، وما هي نصيحته لطلاب العلم الذين يجبرون أبنائهم على التعلم والحفظ؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير