[الشيخ القارئ المربي عبدالله خياط -رحمه الله-]
ـ[أبو أيوب الجهني]ــــــــ[24 - 11 - 08, 09:06 م]ـ
هو الشيخ أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد الغني بن محمد بن عبد الغني خياط ..
يمتد نسب الشيخ إلى قبيلة بليّ من قضاعة التي هاجرت بعض فروعها من شمال الحجاز إلى بلاد الشام، ثم انتقل أجداده إلى الحجاز في القرن الثاني عشر الهجري ولد في مكة المكرمة شوال عام 1326هـ ونشأ في بيت علم وكان أبوه مثقفاً ثقافة دينية وله إلمام بالفقه الحنفي والتفسير والحديث.
كان الشيخ إمام المقرئين في زمنه، عالماً بارزاً رائداً تربوياً، وأديباً وحافظاً وقارئاً مجيداً للقرآن، وعضوا بهيئة كبار العلماء.
وعرف عن الشيخ عبد الله الخياط إمام وخطيب الحرم المكي الشريف، رجل مرحلة من أهم المراحل وأصعبها على الإطلاق. فقد تزامنت عدة أحداث عظام مع توليته إمامة الحرم المكي العام 1373 هـ (1953م) منها الحربان العالميتان وما عقبها من طرد المحتل للشعب الفلسطيني عام 1368هـ. وحرب تحرير الجزائر عام 1381هـ، وحرب 1387هـ ثم 1390هـ، وكان للشيخ فيها عدة خطب وأحاديث تناولت الوحدة الإسلامية ولم الصفوف ونبذ الفرقة، فأصبح بذلك منبراً وحدوياً دوّت خطبه أصقاع المعمورة من مكة المكرمة من بيت الله الحرام. وكانت خطبه خير زاد للتعبئة النفسية التي كانت مدداً للمسلمين آنذاك، وكان لحديثه الصادق النابع من قلب صادق قبولاً في القلوب والأفئدة.
شيوخه:
وتلقى الشيخ علومه على يد أبرز علماء جيله، ومنهم:
- الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ رئيس القضاة في الحجاز حينذاك، وقد لازمه قرابة عشر سنوات.
- والشيخ عبد الظاهر محمد أبو السمح إمام وخطيب المسجد الحرام.
- وفضيلة الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة إمام وخطيب المسجد النبوي، وغيرهم كثير.
وكان تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة الخياط بمكة المكرمة ودرس المنهج الثانوي بالمدرسة الراقية على عهد الحكومة الهاشمية، ثم درس على علماء المسجد الحرام وحفظ القرآن الكريم في المدرسة الفخرية بمكة قبل أن يلتحق بالمعهد العلمي السعودي بمكة والذي تخرج فيه عام 1360هـ.
في العام 1373 هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه إماماً وخطيبا في المسجد الحرام، وكان يساعد الشيخ عبد الظاهر أبو السمح في صلاة التراويح وينفرد بصلاة القيام آخر الليل. واستمر في هذا العمل حتى عام 1404هـ حيث طلب من الملك إعفاءه لظروفه الصحية.
وصفه عبد الله سعيد الزهراني مصنف كتاب (أئمة المسج الحرام ومؤذنوه) بأنه كان (علما مضيئا في ميادين العقيدة الإسلامية والسنة المطهرة، وكانت سيرته وخلقه قدوة لغيره، عرف بالتقوى والزهد والصلاح، وكان عالما جليلا وموسوعة إسلامية استفاد منها طلاب العلم والمعرفة. وكانت حياته حافلة بالعطاء الديني والعلمي والفكري وإصلاح ذات البين، ومن علماء السلف الصالح وأعلام الدعوة الإسلامية النقية).
اختاره الملك عبد العزيز ليكون معلماً لأنجاله وعينه مديراً لمدرسة الأمراء بالرياض عام 1356هـ واستمر في هذا العمل حتى وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله عام1373هـ.
وفي عام 1380هـ صدر الأمر الملكي بتعيينه رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بناء على ترشيح من المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ـ رحمه الله ـ لكنه اعتذر عن ذلك وطلب الإعفاء لظروف خاصة. تم اختياره عضواً في مجلس إدارة كليتي الشريعة والتربية بمكة، كما عمل رئيساً لمجلس إدارة دار الحديث المكية وعضواً في اللجنة الثقافية برابطة العالم الإسلامي وفي العام 1384 هـ تم اختياره عضواً في اللجنة المنبثقة من مجلس التعليم الأعلى لوضع سياسة عليا للتعليم في المملكة، وبعدها تم اختياره مندوباً عن وزارة المعارف في اجتماعات رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة.
وفي العام 1391 هـ صدر الأمر الملكي باختياره عضواً في هيئة كبار العلماء منذ تأسيسها في الثامن من شهر رجب للعام نفسه. كما تم ترشيحه عضواً في مجمع الفقه الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي. وكان قد صدر الأمر الملكي في 18/ 6/1391هـ باستثنائه من النظام وعدم إحالته للتقاعد مدى الحياة.
للشيخ عبدالله خياط مؤلفات تربوا عن 26 مصنفا منها:
•التفسير الميسّر (ثلاثة أجزاء).
•الخطب في المسجد الحرام (ستة أجزاء).
•دليل المسلم في الاعتقاد، على ضوء الكتاب والسنة.
•اعتقاد السلف.
•ما يجب أن يعرفه المسلم عن دينه.
•حِكم وأحكام من السيرة النبوية.
•تأملات في دروب الحق والباطل.
•صحائف مطوية.
•لمحات من الماضي (مطبوع).
•الفضائل الثلاث.
•الرواد الثلاث.
•على درب الخير.
•الربا في ضوء الكتاب والسنة.
•الحدود في الإسلام على ضوء الكتاب والسنة.
•تحفة المسافر (أحكام الصلاة والصيام والإحرام في الطائرة).
•البراءة من المشركين.
•قصة الإيمان.
•شخصيات إسلامية.
•المصدر الثاني للتشريع الإسلامي.
•عندما ينعكس الوضع.
•قال لي محدثي.
•التربية الاجتماعية في الإسلام.
•الخليفة الموهوب.
•مبادىء السيرة النبوية.
•دروس من التربية الإسلامية.
•حركة الإصلاح الديني في القرن الثاني عشر.
إلى جانب كتابته سلسلة مقالات وأحاديث إذاعية حول التربية الاجتماعية في الإسلام والصوم، وعدل الإسلام وجور الشيوعية.
ومن مواقف الشيخ أنه لما طُلب منه تسجيل المصحف المرتل للقرآن الكريم كاملاً وافق على ذلك مباشرةً ولما انتهى منه طُلب منه أن يوقع على استلام عشرة آلاف ريال مقابل ذلك فرفض رفضاً مطلقاً أن يستلم ولو ريالاً واحداً فرحمه الله ما أزكاه!
وفاته:
في صباح يوم الأحد السابع من شهر شعبان عام 1415هـ انتقل الشيخ عبدالله خياط إلى رحمة الله تعالى في مكة المكرمة، ودفن بها وشيعه خلق كثير من المحبين له والعارفين بفضله يتقدمهم الأمراء والعلماء والوزراء ورجال الفكر والثقافة والتربية والتعليم.
¥