من هنا ( http://alrbanyon.yoo7.com/montada-f25/topic-t4308-14.htm#9810)
ـ[أبو محمد عبدالحميد الأثري]ــــــــ[15 - 12 - 08, 07:28 م]ـ
(لله ما أخذ وله ما أعطى وكلّ بأجل مسمى)
" موت العالم ثلمة ([1])
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى-حال ذكره لوصية علي بن أبي طالب –رضي الله تعالى عنه-لكميل بن زياد النخعي –رحمه الله تعالى:"وقوله "كذلك يموت العلم بموت حامليه" هذا من قول النبي في حديث عبد الله بن عمر وعائشة رضى الله عنهم وغيرهما:"إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الرجال، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، فإذا لم يبق عالم، اتخذ الناس رؤساء جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلّوا"رواه البخاري في "صحيحه" كتاب العلم"باب كيف يقبض العلم"برقم (100) وكذلك"صحيح الإمام مسلم" كتاب العلم"باب رفع العلم وظهور الفتن في آخر الزمان"برقم (2673) فذهاب العلم إنما هو بذهاب العلماء.
قال ابن مسعود-رضي الله تعالى عنه-يوم مات عمر-رضى الله تعالى عنهما:"إني لأحسب تسعة أعشار العلم اليوم قد ذهب"
وقد تقدم قول عمر-رضى الله تعالى عنه:"موت ألف عابد أهون من موت عالم بصير بحلال الله وحرامه" "مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/ 449)
وقال الحسن–رحمه الله تعالى:"موت العالم ثلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار""جامع بيان العلم" للحافظ ابن عبد البر (1/ 595)
وقال أيوب–رحمه الله تعالى:" إني أخبر بموت الرجل من أهل السنة فكأني أفقد بعض أعضائي""حلية الأولياء" للحافظ أبي نعيم (3/ 9) والنقل عن"الإعلام بحرمة أهل العلم والإسلام"ص (194)
العلماء باقون ما بقي الدهر
قال العلامة ابن القيم–رحمه الله تعالى:"وقوله –أي: علي بن أبي طالب-رضي الله تعالى عنه:"اللهم بلى لن تخلو الأرض من مجتهد قائم لله بحجج الله" ويدلّ عليه الحديث الصحيح عن النبي–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:" لا تزال طائفة من أمتي على الحق لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك" رواه الإمام البخاري كتاب المناقب من حديث معاوية-رضي الله تعالى-برقم (3641) والإمام مسلم كتاب الإمارة "باب قوله صلىالله تعالى عليه وآله وسلم:"لاتزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... "من حديث ثوبان برقم (1920)
ويدلّ عليه أيضاً مارواه الترمذي عن أنس قال: قال رسول الله –صلى الله تعالى عليه وآله وسلم:"مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره" قال هذا حديث حسن غريب ([2])
وفي الباب عن عمار وعبد الله بن عمرو فلو لم يكن في أواخر الأمة قائم بحجج الله مجتهد لم يكونوا موصوفين بهذه الخيرية.
وأيضاً فإن هذه الأمّة أكمل الأمم وخير أمّة أخرجت للناس، ونبيها–صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-خاتم النبيين لا نبي بعده، فجعل الله العلماء فيها كلما هلك عالم خلفه عالم؛ لئلا تطمس معالم الدين وتخفى أعلامه، وكان بنو إسرائيل كلما هلك نبي خلفه نبي فكانت تسوسهم الأنّبياء والعلماء لهذه الأمة كالأنّبياء في بني إسرائيل.
وأيضاً ففي الحديث الآخر:"يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف، الغالّين وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" وهذا يدلّ على أنه لا يزال محمولاً في القرون قرناً بعد قرن.
... وقوله:"لكيلا تبطل حجج الله وبيناته" أي لكيلا تذهب من بين يدي الناس وتبطل من صدورهم، وإلا فالبطلان محال عليها لأنّها ملزوم ما يستحيل عليه البطلان""مفتاح دار السعادة" للعلامة ابن القيم (1/ 449 - 453)
جميل الأحدوثة لهم بعد الممات
المتأمل لأحوالهم المتتبع لأخبارهم من خلال آثارهم وما ورّثوه ليعجب ويشتد عجبه! كيف أنهم تحت التراب وهم في العالمين كأنهم أحياء بينهم لم يفقدوا منهم إلا صورهم، وأما رسومهم وذكرهم فهو مزبور بمداد الذهب، منقوش على أركان التأريخ، شاهد على جهد جهيد، وبذل ثمين، وإخلاص مبين.
وفي هذا يقول المتنبي: ذكر الفتى عيشه الثاني وحاجته ما فاته وفضول العيش اشغال ([3])
فهم لهم حظ وافر من الأجر الباقي بعد الممات لبقاء آثارهم العلمية وجهودهم الدعوية "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ... " "صحيح مسلم" برقم (1631) كتاب الوصية "باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته" من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه
¥