وفي يوم الإربعاء1 - 5 - 1410هـ والذي كان آخر مكثه في المستشفى ناقش طبيبه المعالج في شأن خروجه، فما كان من الطبيب إلا أن قبل رأسه وقال لن يتم ذلك إلا يوم السبت، فأنت لم تكمل خمسة ايام،وحالتك المرضية تحتاج إلى مراقبة وعناية. وألح عليه الشيخ إلا ان يخرج يوم الخميس وقد ثنى بالدعاء له، وأخيرا نزل الطبيب عند رأي الشيخ رغم حالته الصحية المتردية ..
وقد تزامن مع خروجه فشل تام في عضله القلب إضافه إلى فقد الذاكرة وكان قلبها كأنه يشعربقرب وفاته حيث إلماحه إلى شيء من هذا بل قال للطبيب في محاولة لإقناعه- ولإبنائه " اريد أن أموت بين أهلي وولدي وفي بيتي"
وما إن عاد الى بيته حتى إستعاد شيئا من ذاكرته وعلم أنه في بيته بين أهله وأبنائه واستطاع معرفة كل من حوله من ذويه وأقاربه، إلا أن لسانه لم يكن يطاوعه ليحدثهم، بيد أن علامات الرضا بدت واضحة على قسمات وجهه.
وفي مساء ذلك الخميس2 - 5 - 1410هـ راح يتحدث كما كان قبلا مع أهله وأبنائه بشيء من ثقل في نطقه، وكانت في معيته أخته هيله – أم عبدالرحمن المحمدالسليمان البليهي- حيث جاءت إليه في الساعة8 مساء لتكون في مقربه منه، وقد راح الشيخ يحييها مرارا وقد لازمته ليله الجمعة كلها. تقول عن هذه الليلة (في منتصف الليلة وأنا بجانبه، وفجأة راح ينادي بصوت مرتفع والدته وأخته- رحمهم الله- وأخذ يكرر مناداته مرارا، فقلت له: إن والدتنا واختنا قد ماتتا منذ وقت طويل، إلا أنه لم يأبه بكلامي، وقال لي بلهجه الواثق: لا، لا شاهديها وكان يشير بأصبعه قبالته ويردد: شاهديها
وفي الساعة الثانية من تلك الليلة- ليله الجمعة – رفع رأسه بشيء من جهد والتفت يمنه ويسره وقد مد ببصره أمامه مستبشرا: اني أرى نورا يشعشع ألا ترونه؟ وعقبها أخلد للصمت مدة – لم ينم فيها – امتدت إلى قبيل صلاة الفجر وقال
" إيقضوا العيال للصلاة" أعادها مرارا ثم نظر إلى ومن معي من أهله وأبنائه وقال: أجلسوني لأصلي فتيمم وصلى"
آخر صلاة له
في ضحى يوم الجمعة 3 - 5 - 1410هـ يوم وفاته كان يردد "خلوا العيال يصلون" بصوت متقطع منهك غير أنه يتحامل على نفسه فيكررما سلف مرارا" خلوا العيال يصلون" .......
وفي الساعة الثانية من ظهر ذلك اليوم دب فيه شيء من النشاط وهوعلى وضعه السابق مسجى على فراشه نشاط هيأه إلى أن يقول بصوت سمعه كل من حوله" صلوا علي صلو علي " وكانت اخته وإحدى بناته عن يمينه وشماله فأخذ يشير إليهما بيديه ويقول " أبعدوا، أبعدوا يكررها وكأنه يرى أحدا وذلك يبدو من خلال حركات يدايه ونظراته، وعقبها لم يكن منه شيء إلى أن حان وقت صلاة العصرإذ قام كل من حوله لتأديتها وبقي بجانبه ابن اخته وزوجته ام منصور واخذت تجس نبضه وأدر كت من خلال وضع أصبعها على وريده أنه توقف ....
وقبيل ذلك راح الشيخ يرفع سبابته حتى فمه ثم ردها من بجانبه وأعادها الشيخ ثانيه رافعا سبابته حتى فمه وشفتاه تتحركتان ببطء ورأى من بجانبه شفتيه وقد فترتا عن ابتسامه ومن ثم التصق فكاه وضاق نفسه وتكررتوقف نبضه وجلس على هذا الوضع خمس دقائق ثم رفع الله أمانته بكل يسروسهوله وكانت وفاته مابين الساعة3،00 - 3،15 من عصريوم الجمعة3/ 5/1410هـ
تغسيله وتكفينه: تم تغسيل الشيخ في بيت أخيه عبدالله المجاور لبيت الشيخ وكان باشرتغسيله أخاه عبدالله وتلميذه عبدالله بن مبارك الراجح ويساعدهما بعض أبناء الشيخ وأحفاده وقد سرهم وضعه حالة تغسيله وتكفينه ..
الصلاة على الشيخ
صلى عليه بعد صلاة العشاء في الجامع الكبير ببريدة وقد أم المصليين شيخ الشيخ صالح الخريصي فكان بكاؤه ونشيجه مغطيا على تكبيراته الأربع التي هزت أركان المسجد كما ادى الصلاة فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحم الله جميعاَ ...
وشيع لمقبرة المطأ سيرا على الاقدام ....
نماذج من ثناء العلماء على الشيخ
1 - سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز
قال سماحته:
" هو معروف رحمه الله بالعلم،والفضل، والنصح لله ولعباده، تغمده الله برحمته وجمعنا وإياه في دار كرامته والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته ..
2 - فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين
قال فضيلته:
" بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله: إن الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي أحد علماء القصيم البارزين في العلم والدين والخلق لا أزكيه على الله تعالى، ولكن أتحدث بما أنعم الله به عليه فهو رجل فاضل على جانب كبيرمن العلم والدين والخلق وله تلاميذ ومؤلفات نفع الله ومنها حاشية على زاد المستقنع المعروفة بإسم (السلسبيل في معرفة الدليل) ولقد صحبته في السفر فألفيت فيه السمت والصمت إلا عن الخير فكان رزيناً سليماً بعيدا عن الوقوع في أعراض الناس حريصا على جمع الكلمة والإلفة بين أهل العلم "
3 - فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
قال فضيلته:
"الحمدالله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وبعد: فإن الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، هومن خيره من درست عليه في المعهد العلمي في بريدة علماً وخلقاً وتديناً حيث يمتاز بتحقيق المسائل العلمية مع مايتصف به من دماثه الخلق ولين الجانب وحب البحث والتحقيق بالإضافة إلى جهوده الدعوية التي قام بها كالجولات الدعوية والكتابة وغيرها.
لذا فإني أشجع على دراسة حياة هذا الشيخ والإستفادة من موروثاته العلمية وجهوده الدعوية وطريقته فيها "
كما أثنى عليه العديد من المشائخ منهم:الشيخ عبدالقادر شيبه الحمد، الشيخ محمد بن عبدالله السبيل- إمام الحرم المكي- الشيخ محمد بن ناصر العبودي ..........
¥