[اريد ترجمة بقية بن مخلد]
ـ[معاوية بن عبدالمحسن]ــــــــ[04 - 01 - 09, 04:32 ص]ـ
السلام عليكم
لا ادري اين اضع طلبي فلم اجد قسم مخصص لتراجم المتقدمين
اذا امكن اريد ترجمة بقية بن مخلد
وبارك الله فيكم
ـ[بندر التركي]ــــــــ[04 - 01 - 09, 02:21 م]ـ
اسمه ونسبه: هو أبو عبد الرحمن بقي بن مخلد الأندلسي القرطبي الحافظ صاحب التفسير والمسند اللذين لا نظير لهما.
مولده: ولد في حدود سنة مئتين أو قبلها بقليل.
شيوخه: سمع من يحيى بن يحيى الليثي، ويحيى بن بكير ومحمد بن عيسى الأعشي وأبي مصعب الزهري وإبراهيم بن المنذر الحزامي وهشام بن عمار ومحمد بن عبد الله بن نمير وأحمد بن حنبل مسائل وفوائد وأبي بكر بن أبي شيبة كثيرا وشيبان بن فروخ وهدبة بن خالد وحرملة بن يحيى وعيسى بن حماد وسحنون بن سعيد الفقيه وعثمان بن أبي شيبة وأبي كريب وبندار والفلاس وخلق كثيرين.
تلامذته: حدث عنه ابنه أحمد، وأيوب بن سليمان المرى، وأسلم بن عبد العزيز، ومحمد بن وزير، والحسن بن سعد الكناني، وعبد الله بن يونس المرادي، وعبد الواحد بن حمدون، وهشام بن الوليد الغافقي، وأخرون.
ثناء العلماء عليه:
قال الذهبي: وكان إمامًا مجتهدًا صالحًا، ربانيًا صادقًا مخلصًا، رأسًا في العلم والعمل، عديم المثل، منقطع القرين، يفتي بالأثر، ولا يقلد أحدا.
قال طاهر بن عبد العزيز الأندلسي: حملت معي جزءًا من مسند بقي بن مخلد إلى المشرق، فأريته محمد بن إسماعيل الصائغ، فقال: ما اغترف هذا إلا من بحر، وعجب من كثرة علمه.
وقال إبراهيم بن حيون، عن بقي بن مخلد، قال: لما رجعت من العراق، أجلسني يحيى بن بكير إلى جنبه، وسمع مني سبعة أحاديث.
قال الإمام أبو محمد بن حزم الظاهري: أقطع أنه لم يؤلف في الإسلام مثل تفسير بقي، لا تفسير محمد بن جرير، ولا غيره.
قال أبو عبد الملك أحمد بن محمد بن عبد البر القرطبي: "كان فاضلا تقيا، صواما قواما متبتلا، منقطع القرين في عصره، منفردا عن النظير في مصره، كان أول طلبه عند محمد بن عيسى الأعشى، ثم رحل، فحمل عن أهل الحرمين، ومصر، والشام، والجزيرة، وحلوان، والبصرة، والكوفة، وواسط وبغداد، وخراسان. قال الذهبي: كذا قال، فغلط؛ لم يصل إلى خراسان، بل ولا إلى همذان، وما أدري. هل دخل الجزيرة أم لا؟ ويظهر ذلك لمن تأمل شيوخه ثم قال: وعدن والقيروان قلت: وما دخل الرجل إلى اليمن قال ابن كثير الحافظ الكبير له المسند المبوب على الفقه ثم قال وكان رجلا صالحا عابدا زاهدا مجاب الدعوة.
من أحواله وأقواله:
قال أسلم بن عبد العزيز حدثنا بقي بن مخلد قال لما وضعت (مسندي) جاءني عبيد الله بن يحيى بن يحيى وأخوه إسحاق فقالا: بلغنا أنك وضعت (مسندا) قدمت فيه أبا مصعب الزهري ويحيى بن بكير وأخرت أبانا؟ فقال: أما تقديمي أبا مصعب فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "قدموا قريشا ولا تَقَدَّموها" وأما تقديمي ابن بكير فلقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "كبر كبر" يريد السن ومع أنه سمع الموطأ من مالك سبع عشرة مرة وأبوكما لم يسمعه إلا مرة واحدة قلت وله فيه فوت معروف. قال: فخرجا ولم يعودا، قال: وذكر عبد الرحمن بن أحمد، عن أبيه أن امرأة جاءت إلى بقي فقالت إن ابني في الأسر ولا حيلة لي فلو أشرت إلى من يفديه فإنني والهة قال: نعم انصرفي حتى أنظر في أمره ثم اطرق وحرك شفتيه ثم بعد مدة جاءت المرأة بابنها فقال: كنت في يد ملك فبينا أنا في العمل سقط قيدي قال فذكر اليوم والساعة فوافق وقت دعاء الشيخ قال فصاح على المرسم بنا ثم نظر وتحير ثم أحضر الحداد وقيدني فلما فرغه ومشيت سقط القيد فبهتوا ودعوا رهبانهم فقالوا ألك والدة؟ قلت: نعم. قالوا: وافق دعاؤها الإجابة.
قال الذهبي: هذه الواقعة حدث بها الحافظ حمزة السهمي، عن أبي الفتح نصر بن أحمد بن عبد الملك قال سمعت عبد الرحمن بن أحمد حدثنا أبي ....... فذكرها وفيها ثم قالوا: قد أطلقك الله فلا يمكننا أن نقيدك فزودوني وبعثوا بي.
قال ابن حزم: و (مسند) بقي روى فيه عن ألف وثلاث مئة صاحب ونيف ورتب حديث كل صاحب على أبواب الفقه فهو مسند ومصنف وما أعلم هذه الرتبة لأحد قبله مع ثقته وضبطه واتقانه واحتفاله في الحديث وله مصنف في فتاوى الصحابة والتابعين فمن دونهم الذي قد أربى فيه على مصنف بن أبي شيبة وعلى مصنف عبد الرازق وعلى مصنف سعيد بن منصور ..... ثم إنه نوه بذكر تفسيره وقال: فصارت تصانيف هذا الإمام الفاضل قواعد الإسلام لا نظير لها وكان متخيرا لا يقلد أحدًا وكان ذا خاصة من أحمد بن حنبل وجاريا في مضمار البخاري ومسلم والنسائي.
وقال أبو عبد الملك المذكور في تاريخه كان بقي طوالا اقنى ذا لحية مضبرا (مكتنز اللحم) قويا جلدا على المشي لم ير راكبا دابة قط وكان ملازما لحضور الجنائز متواضعًا، وكان يقول إني لأعرف رجلا كان تمضي عليه الأيام في وقت طلبه العلم ليس له عيش إلا ورق الكرنب الذي يرمى وسمعت من كل من سمعت منه في البلدان ماشيا إليهم على قدمي.
قال ابن لبابة الحافظ: كان بقي من عقلاء الناس وأفضلهم، وكان أسلم بن عبد العزيز يقدمه على جميع من لقيه بالمشرق، ويصف زهده، ويقول ربما كنت أمشي معه في أزقة قرطبة فإذا نظر في موضع خال إلى ضعيف محتاج أعطاه أحد ثوبيه.
وذكر أبو عبيدة، قال: كان بقي يختم القرآن كل ليلة في ثلاث عشرة ركعة، وكان يصلي بالنهار مئة ركعة، ويصوم الدهر وكان كثير الجهاد فاضلا، يذكر عنه أنه رابط اثنتين وسبعين غزوة.
وقال الذهبي: ومن مناقبه أنه كان من كبار المجاهدين في سبيل الله، يقال شهد سبعين غزوه.
وفاته: توفي لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ست وسبعين ومئتين رحمه الله.
¥