تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من هو الذبيح .. هل هو إسماعيل أم إسحاق عليهما السلام؟]

ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[03 - 09 - 09, 07:25 م]ـ

جريدة المدينة

الخميس 13 رمضان / 1430

محمد رابع سليمان - مكة

-الشيخ صالح المغامسي: تحدث قائلا:إجابة على احد الأسئلة التي وجهت اليه فقال: قد يكون في المثار إشكال على العموم مسألة إسماعيل وإسحاق مسألة خلافية بين العلماء في من هو الذبيح هل هو إسماعيل أوإسحاق عليهما السلام؟

ونحن قلنا أن الراجح عندنا أنه إسحاق، وليس إسماعيل مع القطع تماما أنه لم يرد في القرآن النص عليه فالله في القرآن لم يذكر أنه إسماعيل ولم يذكر في القرآن أنه إسحاق لكن الذي يبدو والعلم عند الله وإن قال أجلاء العلماء رحمهم الله أحياء وأمواتا أنه إسماعيل لكن الذي يبدو من سياق القرآن وسياق التاريخ ولا بد من استصحابه أنه إسحاق ويبعد تماما أن يكون إسماعيل وإن كنت قلت أجلاء العلماء على أنه إسماعيل لكن هذا ليس واردا، قال الله: (وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ {100} فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ {101} فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى) إلى آخر الآيات فقوله جل وعلا: (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ) معناه بالاتفاق أنه بلغ مبلغ الرجال وأصبح يذهب ويغدو مع أبيه يعني راهق وتجاوز عمر الطفولة ومعلوم أن خليل الله إبراهيم لم يعش مع ابنه إسماعيل وإنما وضع إسماعيل وهاجر عند الكعبة ورجع ثم عاد وقد ماتت هاجر وأصبح إسماعيل رجلا تزوج فلم يجده ثم لم يجده في الثانية ثم في الثالثة أتاه وأمره الله ببناء البيت فلم يكن ممن يغدو ويروح مع ابنه لأن إبراهيم ترك هاجر وإسماعيل عند الكعبة ولم يعش حياته مع إسماعيل هذا كدليل عقلي ثم إن الآية نصت على أن الذبيح هو المبشر وليس في القرآن نص على أن المبشر غير إسحاق، قال الله: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ) والمسألة فيها كلام طويل للعلماء ليس هذا مكانه، لكن من قال إنه إسماعيل فهو على بينة صحيحة في نفسه لأنه قال بهذا أجلاء العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والحافظ ابن كثير وشيخنا الأمين الشنقيطي وغيرهم من علماء الأمة كلهم قالوا إنه إسماعيل، ولكن كما قلت أنا المترجح عندي أنه ليس إسماعيل والعلم عند الله.

ما سردنا كل الأدلة لأن هذا ليس وقته، لكن كلاهما نبي أكان إسماعيل أو كان إسحاق كلاهما أخوان صلوات الله وسلامه عليهما ابنا الخليل إبراهيم، طبعا حديث: «أنا ابن الذبيحين» ليس بصحيح لأنه لو كان صحيحا كانت انتهت المشكلة.

إسماعيل هو الذبيح

- أما الدكتورصالح بن سعد اللحيدان المستشارالقضائى الخاص والأمين العام للجمعية العالمية للصحة النفسية فى الخليج والشرق الأوسط فقد ذهب الى أن سيدنا إسماعيل هو الذبيح بنص القرآن الكريم لأنه هو آخى أباه فى مكة خروجاً من الكعبة إلى المرجم وعودةً إلى الكعبة مرة أخرى، وإسحاق لم يأت لمكة وتوفي فى العراق ولايعرف قبره إلى اليوم.

فيما يتعلق بقضية ابنى ابراهيم عليهم جميعاً الصلاة والسلام إسماعيل وإسحاق، أنه من المعروف من خلال عامة الأدلة والقواعد التى أشار إليها ابن كثير وابن الأثير وعامة العلماء المعتبرين من أهل السنة وكما ثبت فى الصحيح (أنا ابن الذبيحين) وهذا الحديث له عدة طرق فسنده عراقى مدنى، وذكره ابن الأثير والجزرى فى جامع الأصول وله عدة اسانيد فعلى هذا الأساس يتبين مايلى: أولاً أن اصل مقولة أن إسحاق هو الذبيح هذا كلام البروستانت والكاثوليك من اليهود لأنهم يريدون أن يتشرفوا بهذا ثم انه جاءت بعض الأحاديث والآثار الإسرائيلية التى لاتقول على أن الذبيح هو اسحاق ومن خلال هذه الآثار التى فى سندها مقال وهذه الأحاديث والأخبار التى فى سندها مقال مابين حسن وضعيف وموضوع تدور حول هذه الأمور الثلاثة دخل بعض العلماء من المسلمين ممن يكتب فى السير والمواعظ والتاريخ، دون تأصيل أو تحقيق أو تنظير إلى قبول ماجاء فى هذه الآثار التى فيها نظر إلى أن الذبيح هو إسحاق صلى الله عليه وسلم الأمر الثانى المعلوم أن إسحاق صلى الله عليه وسلم لم يأت إلى مكة لا بسند ضعيف ولا بسند قوي إنما مكث في العراق ثم ارتحل إلى فلسطين ثم ارتحل إلى مصر ثم رجع الى فلسطين ثم استقر فى العراق صلى الله عليه وسلم ودفن هناك ولايُعلم قبره كما أنه لايُعلم قبر يونس فى نينواء العراق ومثله قبر علي بن ابي طالب والحسن والحسين لاتعرف قبورهم.

ثالثاً أن الإجماع قام على قوله تعالى (وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل) وابراهيم صلى الله عليه وسلم جاء لمكة ثلاث مرات الأولى للطواف والثانية لزيارة ابنه إسماعيل صلى الله عليه وسلم والثالثة لزيارة ابنه اسماعيل بعد أن امره أن يطلق المرأة الأولى، فى هذه الزيارة أمره الله جل وعلا أن ينادى الناس بالحج، وفى هذه الزيارة رأى رؤيا وهي من باب الاختبار ومن باب الابتلاء للأنبياء عليهم الصلاة والسلام أنه خاطب إسماعيل (إنى أري فى المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى) فمعلوم من حيث النظر في النص الصحيح وكذلك الإخباريين الذين نقلوا هذه الأخبار بأسانيد ثابته أن إسماعيل هو الذى كان فى مكة ولم يكن إسحاق،حين يسمى بالمرجم مابين المرجم الأول والمرجم الثانى ضمر ابراهيم أن يذبح ابنه إسماعيل ثم إن الله جل وعلا فداه بذبح عظيم،، الأمر الرابع عامة الاثار النقلية والنقلية والتفسير أثبتت أن إسماعيل صلى الله عليه وسلم توفى فى مكة وإسحاق توفي فى العراق ولايعرف قبره إلى اليوم وليس صحيحاً أنه مدفون فى الحجر الذى يقع شمال الكعبة لم يثبت فى هذا نصٌ صحيح وقبره فى مكة لايعرف كما أن قبر ابن عباس فى الطائف لايعرف، الأمر الخامس أن إسماعيل صلى الله عليه وسلم نُصّ عليه فى الكتاب المنزل فى القرآن الكريم أنه هو الذبيح لأنه هو الذى آخى أباه فى مكة خروجاً من الكعبة إلى المرجم وعودةً إلى الكعبة مرة أخرى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير