يقول الدكتور البيومي في كتابه «النهضة الإسلامية في سير أعلامها» بعد أن عدد كتب الشيخ محيي الدين «فماذا عسى أن يقول المنصف في مجمع كامل قام به فرد واحد فأي زمن اتسع؟ وأي نوم سلب؟ وأي راحة قضى عليها حتى وقع الرجل على صرحه العلمي الشامخ ليقول للناس هاؤم اقرؤا كتابيه، وقد قرأ الناس فوجدوا الخير الهاطل، والنفع الجزيل»
قُلْتُ إن الكلمة في زمن غيرها في زمن آخر، والفعل في مكان غيره في مكان آخر، فمن ذلك أن الشيخ محمد محيي الدين شيخ المحققين قام بتحقيق كتب لابن تيمية وابن القيم، رحمهما الله، في وقت كان الاقتراب من كتبهم يحتاج إلى شجاعة نادرة، وعلم غزير، ويجر وراءه من الأذى الشيء الكثير الذي لا يشعر به ولا يقدره إلا من كابده في الزمن الماضي، حيث كان القول السائد بين أهل الضلال «ابن تيمية الضال المضل، وحامد الفقي الجاحد الشقي»
ومع ذلك فلم يمنعه شيء من صداقة الشيخ حامد الفقي رحمه الله، بل والسير في جنازته يوم وفاته من عابدين إلى حيث دُفن في صحبة جمع كبير من رجال الأزهر وأهل العلم والفضل آنذاك
إنتاجه العلمي
فوق كونه كتب في الأعداد الأخيرة من مجلة مجمع اللغة العربية بمصر صفحات مشرقة، إليك طرفًا من إنتاجه حسب ما يسمح المجال
شروحه شرحه للمقدمة الآجرومية، كتاب تنقيح الأزهرية
شرحه على قطر الندى لابن هشام، شرحه على شرح شذور الذهب لابن هشام
شرحه على شرح ابن عقيل، شرحه على أوضح المسالك لابن هشام أجزاء
شرحه على المفصل للزمخشري، شرحه على كتاب الإنصاف في مسائل الخلاف لابن الأنباري، وشرحه على متن التخليص في البلاغة
تحقيقاته
أدب الكاتب لابن قتيبة، المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر، شرح ديوان الحماسة، نهج البلاغة للشريف الرضي، الموازنة بين أبي تمام والبحتري، شرح المعلقات السبع، أبو الطيب المتنبي ما له وما عليه، شرح ديوان أبي تمام، وفيات الأعيان لابن خلكان، تاريخ الخلفاء للسيوطي، مروج الذهب للمسعودي، سيرة النبي لابن هشام، سنن أبي داود، الترغيب والترهيب للمنذري، شرح ألفية السيوطي في مصطلح الحديث، الموافقات للسيوطي، المسودة في أصول الفقه لابن تيمية، موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول لابن تيمية، الصارم المسلول على شاتم الرسول لابن تيمية، إعلام الموقعين عن رب العالمين لابن القيم، الداء والدواء لابن القيم، مقالات الإسلاميين للأشعري، الفرق بين الفرق للبغدادي، رسالة التوحيد لمحمد عبده
وله مؤلفات ودراسات أدبية ولغوية وإسلامية، منها على سبيل المثال لا الحصر
دروس التصريف، وهو مرجع للأساتذة والطلبة في كليات اللغة العربية ودار العلوم والآداب
أحكام المواريث في الشريعة الإسلامية
المعاملات الشرعية أصول الفقه
الأحوال الشخصية
وهي كتب كانت تدرس في جامعات الأزهر وكليات الحقوق وفي مدرسة الحقوق العليا في الخرطوم
وفي الختام لقد كان الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد جمع العلماء في شخص واحد، فهو نحوي، وفقيه، ومحدث، ومتكلم، ودليل ذلك تنوع مصنفاته وكثرة تآليفه
فجزاه الله خيرًا، ورحمه بواسع رحمته
ـ[عمر بن رحال]ــــــــ[21 - 01 - 09, 06:48 م]ـ
جزاك الله خيرًا يا أستاذ هشام.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[22 - 01 - 09, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك
أخي الكريم الشيخ رحمه المولى لم يقم بشرح قطر الندى و لا شذور الذهب و لا ابن عقيل و لا أوضح المسالك و إنما قام بتحقيقها تحقيقا لا تجده عند غيره.
اللهم ارحمه
ـ[ابو عبد الله محمد بن فاروق الحنبلي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 01:17 م]ـ
نعم، لقد كان - رحمه الله - علما شامخا ومن الأعلام اللغويين، وكتبه شاهدة على تفانيه في العلم دراسة وتحقيقا، وأمثاله لايأتي الزمان بأشباه له (إلا أن يشاء الله رب العباد) نحسبه هكذا ولا نزكي على الله أحدا.
فاللهم ياغافر الذنب اغفر ذنبه وارحمه وارحم أموات المسلمين، وبارك لنا في مشايخنا وعلماءنا من أهل السنة.
ـ[العبيدلي]ــــــــ[23 - 01 - 09, 08:17 م]ـ
صحيح الشيخ لم يشرح هذه الكتب لكن عمل عليها حواشي وتعليقات نافعة حتى أن أحد مشايخنا كان يتعجب ويقول أنه لم يترك شيئا إلا وذكره
ـ[يوسف بن عواد البردي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:47 م]ـ
وكنيته أبو رجاء.
ـ[محمد الجعبة]ــــــــ[22 - 04 - 09, 10:59 م]ـ
رحمه الله،،
جزاكم الله خيرا،،
ـ[د. عقيل المرعي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 01:11 م]ـ
سمعت مرة أنه كانت تربطه علاقة نسب أو مصاهرة بعائلة الشيخ محمد شاكر أو عبد السلام هارون، الذين تربط فيما بينهم رحم قريبة هم أيضا. فهل هناك من يبين لي الرحم التي كانت تجمع أولئك العلماء؟ جزاكم الله خيرا
ـ[أبو العلاء الأزدي]ــــــــ[30 - 10 - 09, 08:53 ص]ـ
رحمه الله تعالى ..